السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا طالب في الثانوية العامة، أحافظ بفضل الله على كل الفروض، وعلى كثير من السنن، وأقرأ القرآن كثيرا، وأذكر الله كثيرا بفضل الله، ولكني أعاني بشدة؛ لأني في أهم سنة في حياتي 3 ثانوي عام.
حتى الآن لم يتبق على الاختبارات سوى 6 أشهر أو أقل، ولا أستطيع الإقلاع عن العادة السرية، والأفلام الإباحية، أتوب في الأكثر أسبوعا ثم أرجع مرة أخرى، وهذا الموضوع لا يجعلني أذاكر ولا أركز إطلاقا، أهلي يعقدون علي أملا كبيرا أن أكون مهندسا، ويعلمون أني أستطيع، ولكني لا أركز ولا أذاكر على الرغم من قدراتي التي منحها الله لي.
أنا أحمده عليها كثيرا، ولكن هذا الموضوع لا أستطيع إطلاقا تركه، على الرغم من أني في العام الماضي الذي لم يكن مهما في الدراسة لم أفعلها (العادة) سوى مرات قلائل، ولا أجد أي طريقة للخلاص منها.
كل الناس يعرفون عني تديني، ولكن أنا لا أفعل سوى هذا الذنب، فبالله عليكم، بالله عليكم، بالله عليكم، أرجو الحل الفعال، وأرجو أن يكون في أسرع وقت؛ لأن الوقت يمر وقطار الحياة يداهمني، وأرجو الدعوة لي بالهداية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب بين آبائك وإخوانك، نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يمن عليك بالهداية والتوفيق، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير، وأن يتولى عونك ورعايتك.
نحن نشكر فيك أولا -أيها الحبيب-: استشعارك أن ما أنت عليه خطأ يحتاج إلى تغيير وتصحيح، وهذا أول الطريق، وإدراكك أيها الحبيب لآثار هذه العادة القبيحة وما يترتب عليها من أضرار في بدنك وذهنك؛ إدراكك لهذه المخاطر سيكون عونا لك بعد عون الله تعالى على اتخاذ القرار الجازم بالإقلاع عنها، وعدم العودة إليها.
ومما يعينك كذلك: أن تدرك تمام الإدراك أن تعاطيك لهذه العادة لا يطفئ نار الشهوة في جسدك، بل يزيدها إضراما، فتعاطيك لها بمثابة صب الزيت على النار، لا سيما إذا قارن ذلك تفكير وتخيل لبعض الصور، ومن ثم فإن العافية في دينك، ودنياك أن تجاهد نفسك للإقلاع عن هذه العادة، ونحن ندرك أن في تركها -لا سيما فيمن هو في مثل حالك من الشباب، وربما التعرض لبعض المغريات- اتخاذ هذا القرار لمن هم مثلك قد يكون فيه نوع مشقة وصعوبة، ولكن ذلك يعقبه الأجر الحسن والعاقبة الحسنة، والله تعالى قال: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.
نحن على ثقة تامة -أيها الحبيب- من أنك إذا اتخذت القرار الجازم بالإعراض عنها، مع الأخذ بالأسباب التي تعينك على تركها، ومن ذلك: غض بصرك، وحفظ جوارحك عن أنواع المثيرات، ومن ذلك: مرافقة الصالحين وشغل الطيبين، والاندماج معهم فيما ينفعك من مذاكرة دروسك، وممارسة أنشطتهم التي تعود عليك بالنفع، ومن ذلك ممارسة بعض الرياضات التي تذهب ببعض نشاط البدن ووفور قوته، حتى إذا عدت إلى فراشك ذهبت إليه، وأنت في حاجة ماسة إلى الراحة والاسترخاء، ومن ذلك تجنب الخلوة بنفسك بقدر الاستطاعة، ومن ذلك الإدمان على الصيام إن استطعت، فإنه وجاء كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
كل هذه العوامل، وقبلها وبعدها اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بصدق واضطرار، وسؤاله أن يمن عليك بالإعانة والتوفيق، وأن يتولى أمرك، تلك العوامل أيها الحبيب ستكون سببا -بإذن الله تعالى- لإقلاعك عن هذه العادة، وإلى أن تتمكن من ذلك، ويعينك الله تعالى على فعل ما أرشدناك إليه، لا ينبغي لك أبدا أن تشتغل عما ينفعك من مذاكرة دروسك ومراجعتها، وتحصيل ما تتمكن به من التفوق والنجاح، فتسعد نفسك وتسعد أهلك وأسرتك، امتثالا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (احرص على ما ينفعك).
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يتولى إعانتك، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.