حياتي كلها تخيلات، فما السبيل لتحقيقها على أرض الواقع؟

0 372

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة عمري 25 سنة، متزوجة وأم لطفل -والحمد لله- مشكلتي أنني أشكو من هموم وخوف وحزن وقلق -وأحمد الله على كل حال-، تعبت منها واريد حلا، لا أريد أن أيأس بسببها، فأنا عندي الخوف غير طبيعي من كل شيء، إذا تعبت من أي شيء أشعر أنني سوف أموت، وأخاف من المستقبل إذا تكلم أحد عندي عن أية مشكلة حدثت له، يبرد جسمي وأعرق وأشعر بدوخة، ولا أرى بوضوح، وتصيبني آلام في بطني، وعدم الشهية للأكل، وأخاف من أن يحصل أي مكروه، وأنا -والله- أؤمن بقضاء الله وقدره، وأتمنى أن أنسى ولا أعطي الموضوع أي انتباه، وأعيش حياتي دون تفكير في الموضوع، وأشعر بذاتي.

أعاني من ضيق بصدري، وأنا -والله- محافظة على صلاتي وأذكاري، وأشعر بألم في الجهة اليسرى من جسمي، ووخزات وشد في القلب، وأظل في هم وغم حتى يزول، وشهيتي تنقص، جسمي نحيل وعندي نقص في الفيتامينات، أحاول -والله- أن أبعد هذه الأفكار، لكنها تأتيني في أحلامي وأصحو من نومي مفزوعة، مع شعور بالكتمة والضيق.

ذهبت إلى رقاة ولم أجد نتيجة تذكر، أريد أن أشعر بيومي، عندي غضب شديد، وأشعر بكسل وخمول، أشعر بالأيام كأنها أحلام، أريد أن أعيش بالنعم التي أنعم الله علي فيها، لا أريد أن أخسر نفسي، فهذه الأفكار تدمرني وتهتك بصحتي، وأتخيل أنني أعيش حياة ثانية مع أشخاص من وحي الخيال، وأظل أتكلم معها، وأتخيل نفسي ما أريد أن أكون، لكن لا أريد أن تكون تخيلات، بل واقعا، وأنا -والله- عندي يقين وقوة أن الله سوف يشفيني، أريد حلا لأصل بعزيمتي وقوتي إلى درب النجاح، لا بالأوهام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ruoof حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الجزء الثاني من رسالتك والخاص بأعراض الضيق بالصدر والوخز في الجهة اليسرى يدل بصورة جلية جدا أنك تعانين من قلق نفسي، يؤدي إلى توترات عضلية هي التي تشعرك بهذا الضيق وهذه الوخزات، ولا شك أن أعراضك الأخرى كلها والتي تتمثل وتتجسد في الخوف وكثرة الهموم وتداخل الأفكار وافتقاد الفعالية النفسية، هي دليل واضح على أنك تعانين بالفعل من القلق النفسي، والذي قد يكون مصحوبا بدرجة بسيطة من المخاوف، وربما هنالك شيء من الاكتئاب الثانوي، فلا تنزعجي لهذه المسميات -أيتها الفاضلة الكريمة-، فهي جميعها في بوتقة واحدة وتشير -إن شاء الله تعالى- إلى ظاهرة نفسية بسيطة، وأول ما تصححين به مسارك هو بالفعل الحرص على صلواتك والدعاء والذكر.

ثانيا: عليك بالتفكير الإيجابي. أنت وفي هذا العمر الطيب والجميل متزوجة ورزقك الله -تعالى- بالذرية، ولا شك أن هناك أشياء أخرى جميلة في حياتك، عليك بالتدبر والتأمل فيها، وأن تفهمي ذاتك، وتدركيها بصورة صحيحة، وبعد أن تفهمي ذاتك وإمكانياتها وما هو سلبي وما هو إيجابي تستطيعين -إن شاء الله تعالى- أن تطوري ذاتك.

ثالثا: حسن إدارة الوقت والاستفادة منه والسيطرة عليه، تجعل الإنسان يدير حياته بصورة جميلة، ومن يدير حياته بصورة طيبة ويكون متفاعلا ومنجزا وصاحب مردود إيجابي، لا شك أن ذلك يحفز الإنسان ويجعله أكثر راحة من الناحية النفسية.

رابعا: عملية سرعة الهموم والأحزان: هذه حساسية نفسية من جانبك، و-إن شاء الله تعالى- هي خير، لأن القلب الرحيم أفضل من القلب القاسي، لكن الإنسان لا بد أن يتجلد، ولا بد أن يتحكم في مشاعره، واكثري من الاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.

خامسا: عليك بالاطلاع والقراءة وممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة.

سادسا: عليك بالتواصل الاجتماعي المفيد، التواصل مع الأهل، حضور الندوات والمحاضرات وتلاوة القرآن، هذا يخرجك من بوتقة الحزن -إن شاء الله تعالى- .

النقطة الأخيرة: هي أنني أرى أنك في حاجة لعقار محسن للمزاج، هنالك أدوية طيبة وفاعلة وسليمة وغير إدمانية ولا تؤثر على الهرمونات النسوية، من هذه الأدوية عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، جرعة (السبرالكس) عموما هي أن تبدئي (بخمسة مليجرام) - أي نصف حبة – يتم تناولها ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة، أي (عشرة مليجرام)، وهذه هي جرعة صغيرة، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها (خمسة مليجرام) يوميا لمدة شهر، ثم (خمسة مليجرام) يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

تشاوري مع زوجك الكريم وإن ذهبتما إلى طبيب نفسي هذا جيد، هذا لا يعني أنك مريضة نفسيا، لكن هذه الظاهرة بالفعل يجب الحد منها، وتناول العلاج الدوائي يأتي على رأس الآليات العلاجية المفيدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات