السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي عمرها 9 سنوات، وتعاني من خوف شديد، وتبول لاإرادي أثناء النوم، وشخصيتها في البيت عادية، تلعب مع إخوانها وبعض الأحيان تعصب عصبية غير طبيعية، تصرخ وترفع صوتها، أما في المدرسة فشخصيتها ضعيفة جدا، لا تتكلم مع أحد ولا تشارك في الفصل، ولا أحد يسمع صوتها، وكثيرة السرحان طول الوقت، ولا تركز في كلام المعلمة، مع العلم أنها تحب التقليد، وتأكل أظافرها، وكانت تعاني من تأتأة بالكلام، أي لا تخرج الكلمة بسهولة، قبل سنتين تقريبا عرضناها على دكتور، وقال أنها تعاني من خوف لكن الآن تتكلم بشكل طبيعي –والحمد لله-.
أريد نصيحتك لي لكي أتفاهم معها، ولك جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على هذا السؤال.
من الواضح أن العديد من أعراض القلق عند هذه الطفلة، اضطراب نطق الكلام، والتبول الليلي اللاإرادي، والخوف والخجل الاجتماعي، والعصبية وضعف التركيز وقضم الأظافر، وقد ذكر لكم الطبيب من قبل من أنها تعاني من الخوف، وإن كان الخوف نتيجة للشيء العام الذي عندها وهو القلق.
وأكثر ما يعين هذه الطفلة هو تخفيف قلقها، وذلك من خلال إشعارها بالأمان، عن طريق المقترحات التالية:
• الأمان يعني إيجاد بيئة إيجابية يرعى فيها الناس بعضهم ويظهرون هذه الرعاية.
• فعندما يعبر الواحد منهم عن نفسه فإنهم يستمعون إليه.
• الفروق متقبلة فيما بينهم، فحاولوا أن تشعروا هذه الطفلة بأنها مقبولة ومحبوبة كما هي.
• اجعلوها ترى كيف أن الاختلافات تحل بشكل بناء.
• أن يكون عند الطفلة فرص للمشاركة الفعالة في:
- إبداء رأيها فيما يجري من حولها.
- المساهمة في التخطيط لنفسها.
- والتخطيط للأسرة.
- وأن لها دورا في حل المشكلات داخل الأسرة.
• وتحتاج الطفلة أن تشعر بقبولها كفرد، وبطريقتها الخاصة، وبتميزها وتفردها.
• أن لا تعامل على أنها مجرد انعكاس أو امتداد لوالديها.
• أو أنها كائنة لمجرد أن تصاغ وفق رغبات والديها.
وهذا يعني أن من حق الطفل أن تكون لها: مشاعرها وآراءها وأفكارها، واهتماماتها وحاجاتها وطلباتها، فمثل هذه الأمور على بساطتها، تعزز ثقة الطفلة في نفسها، مما يخفف من قلقها، ويساعدها على تجاوز معظم الصعوبات أو المشكلات السلوكية وغيرها، ومن دون تعزيز ثقتها في نفسها والتخفيف من قلقها، فربما يصعب إحداث تغيير كبير.
وأرجو أن يكون في اتباع هذه التوجيهات ما يعين هذه الطفلة، ويحسن مستقبلها في البيت وخارجه.