السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
جزاكم الله خيرا على هذا العمل المبارك جعله الله في ميزان حسناتكم، لدي مشكله تؤرقني كثيرا أتمنى منكم الرد علي بأقرب وقت، وسامحوني على هذا الطلب لأنني أعلم أن هذا فيه أنانية وعدم تقدير للآخرين، وجزاكم الله الجنة.
منذ سنه ابتليت بمرض التبول اللاإرادي مع العلم أنني لم أكن أعاني من هذا المرض في الصغر إلا في السن المتعارف عليه، يعني هذا الموضوع ليس مرضي لدي، فهو طارئ جدا على حياتي، ويؤذيني كثيرا في الشتاء بسبب البرد القارص، وفي الليلة التي أتبول فيها ويكون الجو باردا، أشعر وأنا نائمة بآلام كبيرة في رجلي، وكأن بها دبابيس إن صح التعبير، وأريد أن أعلمكم أنني أنام تحت نافذة الغرفة، حيث يأتي منه نسيم هواء، ولكنني أكون متدفئة بالملابس والبطانيات، وأذهب إلى دورة المياه قبل النوم، وأستيقظ أثناء النوم حتى أذهب إلى دورة المياه، ورغم كل هذا فأحيانا لا يجدي وأتبول.
وفي يوم من الأيام كنت جالسة على الأرض وغفوت قليلا فيما لا يزيد عن نصف ساعة، وحينما استيقظت إذا بي قد بللت مكاني، فهل هذا شيء طبيعي؟ فلا أعلم ما سبب هذا، هل هو البرد؟ لكن هذا المرض كان لدي في فترة الصيف، أم هي عين وحسد؟ حيث قد تدنى مستواي الدراسي كثيرا في الفترة السابقة، وتبدل حالي إلى الأسوأ، وأصبحت إنسانة أخرى، أم بسبب قلق نفسي، حيث أنني في الثانوية العامة وهي سنة حاسمة بالنسبة لي وللجميع، وأشعر كثيرا بالضغط لكثرة المذاكرة والخوف من الامتحانات، والنتيجة التي بقي عليها أشهر قليلة.
أفيدوني جزاكم الله خيرا فقد أصبحت أخاف أن أنام بسبب هذا الموضوع، فأنا أريد أن أرتاح وخائفة من الفضيحة، حيث أن لي أخوة أصغر مني ولا أحد يعلم من أهلي غير والدتي، وفي اليوم الذي أتبول فيه أرهق كثيرا بسبب تغيير الفراش والغسيل والاستحمام، وربما أستحم معظم الأيام في هذا البرد، ولا أريد أن أذهب لطبيب لأنه محرج بالنسبة لي.
ولدي مشكلة أخرى أيضا وهي أنني أشعر بأن لدي صعوبة في التنفس في أوقات كثيرة، ولا أرتاح إلا حينما أشهق شهقة كبيرة حتى أشعر بأنني استنشقت حقا الهواء الكافي، يعني ضيق في صدري وصعوبة في التنفس.
وفقكم الله وسدد خطاكم يا رب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعانين منه من تبول لاإرادي نسميه بالتبول اللاإرادي المكتسب أو الثانوي، بمعنى أن هذا الأمر جديد جدا بالنسبة لك، وكما ذكرت حدث لك قبل عام تقريبا.
الأسباب كثيرة، هنالك أسباب عضوية، مثلا الالتهابات المزمنة في المثانة والجهاز البولي، قد تكون سببا، لذا نعتبر أن إجراء بعض الفحوصات الطبية الأساسية ضرورية، ويمكن أن تذهبي إلى الطبيبة العامة أو طبيبة المركز الصحي لتقوم بإجراء فحص البول وكذلك فحص الدم، قولي لها: (فقط أريد أن أتأكد أنه ليس لدي مشكلة في الجهاز البولي).
النقطة الثانية – وأعتقد أنها مهمة جدا -: ألاحظ أنك تعانين من شيء من الإحباط والضجر وعسر المزاج وضيق التنفس الذي يأتيك هو ناتج من القلق النفسي، وأعتقد أن الإحباط العام هو الذي أدى إلى التدهور في مستواك الأكاديمي.
هذا كله يجعلنا نفكر في شيئين أساسيين: أن التبول اللاإرادي هو تعبير عن الاحتجاج أو التعبير عن النكوص، والنكوص يقصد به أن الإنسان ينحدر نحو مرحلة عمرية أقل، وذلك نسبة لاكتئابه أو وسوسته أو قلقه أو عدم ارتياحه النفسي، أي يصبح في مرحلة نكوص ورجوع لمرحلة عمرية لا تناسب عمره. والاحتمال الثاني هو أنك بالفعل تعانين من اكتئاب نفسي حقيقي، وهذا قطعا يجب أن يعالج.
أنت ذكرت أنك لا تستطيعين الذهاب إلى الطبيب النفسي، وأنا أقدر هذا الأمر، لكن بعد أن تقومي بإجراء الفحص -خاصة فحص البول– أريدك أن تطبقي الآتي:
أولا: استمري على نفس منهجك وهو الذهاب إلى الحمام قبل النوم، ويجب أن تتأكدي بأنك قد قمت بإفراغ المثانة إفراغا تاما، وهذا لا يتحقق إلا إذا جلست لمدة دقيقة بعد انقطاع البول لتدفعي أي بقايا للبول موجودة في المثانة.
ثانيا: أن تحاولي حصر ومسك البول في أثناء النهار، هذا يؤدي إلى تقوية عضلات المثانة، وزيد من سعتها الاستيعابية، كما أنه يجعل المحابس البولية التي تحبس ما بين المثانة والسبيل، تجعلها في وضع أقوى وأكثر تحكما، وهذا يفيد بعض الناس فيما يعرف بالمثانة العصبية.
ثالثا: مارسي أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، والتي تقوي من عضلات البطن لديك.
رابعا: عليك بتمارين الاسترخاء، هي تمارين طيبة وجميلة جدا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتأخذي بالإرشادات والتعاليم الواردة بها.
خامسا: هنالك دواء ممتاز جدا يسمى تجاريا باسم (تفرانيل) واسمه العلمي (إمبرامين)، وهو متوفر في مصر، وليس بباهظ التكلفة أبدا، على العكس هو من الأدوية الرخيصة جدا والمفيدة، هذا الدواء في الأصل هو مضاد للاكتئاب ومضاد للقلق، لكنه وجد يساعد كثيرا في التبول اللاإرادي، ابدئي في تناوله بجرعة (خمسة وعشرين مليجراما) يوميا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها (خمسين مليجراما)، تناولي (خمسة وعشرين مليجراما) في الصباح ومثلها مساء لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها (خمسة وعشرين مليجراما) يوميا لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء.
(التفرانيل) له بعض الآثار الجانبية البسيطة، كأن تشعري بشيء من الجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج، وربما إمساك بسيط، وربما بعض الثقل في العين أيضا في الأيام الأولى، لكن بعد ذلك سوف تختفي هذه الآثار الجانبية تماما، بل أنا لا أتوقع أن تحدث لك لأنك صغيرة في السن، والجرعة التي وصفناها لك صغيرة، علما بأن (التفرانيل) يمكن تناوله حتى (مائتي مليجرام) في اليوم، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لهذه الجرعة، فقط وددت أن أذكر لك الآثار الجانبية كنوع من ضوابط الجودة التي نهتم بها في إسلام ويب.
قطعا الاجتهاد في الدراسة، والدافعية الإيجابية، وأن تحافظي على صلاتك والذكر والدعاء، هذا كله - إن شاء الله تعالى – يعطيك دفعا نفسيا إيجابيا يعود عليك بخير كثير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.