السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أنا فتاة عمري 29 سنة، أعاني من مشاكل نفسية وصحية، فأنا ترتيبي السابع بين أخواتي، لم أتزوج إلى الآن، أعاني من اكتئاب نفسي، على الرغم أن شكلي مقبول، إلا أنني أعاني من زيادة بعض الوزن، ومن مشاكل البشرة، حيث أعاني من حب الشباب بكثرة، والتهاب بشرتي، رغم أنني حاولت كثيرا علاجها وتحسين من مظهرها عند أخصائيي أمراض جلدية، حيث أنها تتحسن فترة، ثم تعود الحبوب بكثرة وتشوه وجهي، مع حساسية ملتهبة في الخدين.
نظرات الأهل بشفقة على حالي والتساؤلات الكثيرة حول وضعي، يشعرني بالنقص في جميع حياتي، ونظرة أهلي بأنني عانس لم يطرق الباب أي خاطب لها تحبطني، زاد وزني عن السابق كنت سابقا أتبع أنواعا من الحمية الغذائية، وأمارس الرياضة، وتحسنت بشرتي ونفسيتي، وزادت ثقتي في نفسي.
أما الآن وصلت لمرحلة لا أريد الخروج ومقابلة الضيوف، خشية التعليق على سمنتي ووجهي، لا توجد لدي ثقة في نفسي أبدا، أقضي ساعات يومي في الأكل والسهر والبكاء طول اليوم، أريد مساعدة نفسي حتى لا تتغلب وساوس الشيطان علي، وأطلب النصح والإرشاد منكم, لا يوجد لدي من أشكي له همومي سوى الله، ثم لجأت إليكم لطلب المساعدة والنصح.
دخلت في أجواء نفسية كئيبة جدا، خاصة بعد زواج أختي التي تصغرني بسنوات كثيرة، وقلة ثقتي في ذاتي، ونفسيتي المحطمة، فأنا أشعر بالإحراج من نفسي، وجه شاحب ومليء بالحبوب والندوب، وجسم سمين، ولون أسمر وشاحب، ونظرة غير متفائلة.
اليوم كنت أفكر في الانتحار حتى أريح نفسي، ولكن دعوت الله أن يمد لي يد العون التي تبعدني عن التفكير في هذا الأمر.
أرجو الرد سريعا، وأسأل الله لي ولكم السداد والتوفيق في جميع أعمالكم, وشكرا على هذا الموقع الذي أتمنى ألقى منه الفائدة -إن شاء الله تعالى -.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال، وأكيد أن كتابته لم تكن بالأمر السهل.
نعم، يمكن أن تتراكم الأمور على الإنسان، ومن خلال الزمن تضاف صعوبة لأخرى، حتى يجد هذا الشخص نفسه محاصرا بين عدد من الأمور والتحديات ولا يدري من أين يبدأ في حلها، وهذا ما يبدو أنه قد حصل معك، حيث تم إضافة موضوع الوزن إلى حبوب البشرة وضعف الثقة بالنفس، وموضوع عدم تقدم الخطاب، وبحيث أصبحت في حيرة من أين تبدئين في حل الأمور وعلاجها، ولا شك أن الحل يكمن في تفكيك هذه الأمور، ومحاولة التعامل معها بانفراد.
فللتعامل مع موضوع الوزن لا بد من اتباع المناسب من الحمية الغذائية المناسبة، والرياضة في محاولة لتخفيف الوزن. وربما يفيد زيارة أخصائية تغذية وطلب النصح في الأمر.
وموضوع حبوب الوجه، فلا بد من مراجعة طبيب جلدية متخصص، فقد تقدمت العلاجات كثيرا في السنوات الأخيرة، والأمر لا شك يستدعي هذه الخطوة.
وربما الموضوع الأصعب، والذي يحتاج للحماس والعزيمة هو رفع الثقة بالنفس، من خلال تذكر الإيجابيات الكثيرة في حياتك، وعدم التركيز على مجرد السلبيات، لأن هذا مما يضعف الثقة بالنفس، ويعرقل اتخاذ الخطوات الأخرى مما ورد أعلاه، ويصعب هذا الموضوع عندما يصل الإنسان لحالة من اليأس والسلبية، مع ضعف الأمل في احتمالات المستقبل.
وأما موضوع الخطبة والزواج، فهو نتيجة وثمرة طبيعية لأمور كثيرة، منها الأمور التي سبق ذكرها، وأمور أخرى تتعلق بشخصيتك وعلاقاتك الأسرية والاجتماعية، والأمر وكما يقولون قسمة ونصيب.
ومما لا شك فيه أنه عندما تحكم هذه التحديات على الإنسان، فإنه يبدأ يشعر بفقدان الأمل، ولكن ما هذا إلا ردة فعل طبيعية أيضا لهذه الحالة النفسية، والدنيا أوسع من هذا، والأمل كبير، إلا أن الإنسان قد لا يشعر بهذا وهو داخل هذه الدائرة المعيبة، والأمر الأول المطلوب هو الخروج من هذه الدائرة المعيبة، ورؤية الحياة فيما وراء هذه التحديات.
فهيا يا بنيتي، ابدئي بأي واحدة مما ورد في الأعلى، وستلاحظين ضوء الشمس يشرق من جديد من وراء هذه التحديات، ولا تحتاجين أن أذكرك بنعمة الحياة، والعون الكبير الذي ينتظرك من الله -تعالى- الرب الرحيم.
وفقك الله، وإن شاء الله نسمع أخبارك الطيبة.