زوجي عقيم لذا لم أعد أشعر بأهمية العلاقة الزوجية الحميمية، ما الحل؟

0 535

السؤال

السلام عليكم...

أضع بين أيديكم مشكلتي لعلي أجد حلا لها هنا.

أنا سيدة عمري 21 سنة، متزوجة تقريبا منذ أربع سنوات، أعشق الأطفال وحلمي الأمومة، وأنا سليمة ولا أعاني من شيء -والحمد لله-، شاء الله أن أتزوج رجلا عقيما، وعلاجه يطول.

وأنا متقبلة وضعي لأنني أحبه ولا أريد أطفالا إلا منه، لكن هذا الشيء أثر على نفسيتي، فلا أستطيع أن أستمتع مع زوجي بالعلاقة الزوجية في كل مرة؛ لأنني في ذلك الوقت أتذكر الحكمة من هذا اللقاء وهو الإنجاب، فتبرد عواطفي، وأدخل في دوامة من البكاء والحزن من دون أن أجعل زوجي يلاحظ ذلك.

والأمر الآخر، أنني لم أخبر أحدا عن حالتنا قط، ودائما أقول للناس: تأخري في الحمل كتبه رب العالمين، لكنني في بعض الأحيان أكاد أجن، أريد أن أستشير أحدا، أو بالأحرى أريد أن أخرج ما في قلبي من صبر وحزن، لكنني وعدت زوجي أن لا أتكلم، ولا أخبر أحدا، ويبقى الأمر سرا بيننا، وهذا يجعلني مثل القنبلة الموقوتة التي في أية لحظة يمكن أن تنفجر، فلا أكاد أرى امرأة حاملا إلا وتمنيت نفسي مثلها، ولا طفلا صغيرا إلا وتمنيت لو أنه طفلي، وأي حديث عن الحمل والتربية وشقاوة الأبناء مع صديقاتي، يغير من ملامحي ويظهر علي الحزن، وأحاول أن يكون ذكر الله على لساني عند رؤية طفل من الأطفال حتى لا تصيبه عيني ويحدث له مكروه بسبب نظرتي وإعجابي به.

سؤالي: ما الحل؟ أحتاج إلى دعم كبير وأحتاج إلى أمل لكي أواصل الحياة مبتسمة، وكيف أرد على الذين يتدخلون بحياتي لمعرفة أسباب تأخر الحمل عندي، وخاصة الأقرباء جدا مثل أمي وأمه وأخواتي وأخواته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسجل إعجابنا بهذا التفهم للمشكلة، ونؤكد أن دعمك المعنوي لزوجك ونسيان هذه المشكلة سبب كبير من أسباب -إن شاء الله تعالى- مجيء المواليد، بعد المواظبة على ذكر الله والإكثار من قوله تعالى: {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين} وكذلك من قوله تعالى: {رب هب لي من الصالحين}، وكذلك من قوله: {رب هب لي ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} وكذلك الإكثار من الاستغفار لقوله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}.

مع ضرورة مواصلة العلاج، ونحمد الله أن الطب تطور جدا في زماننا، فهناك حالات أصعب تجد العلاج وتجد الحل، ونؤكد أن الجانب النفسي والجانب المعني أيضا مهم في هذه العلاقة، وأيضا دعمك النفسي له مهم جدا في مواصلة العلاج وفي أيضا مسألة الإنجاب، وعليكم أن تتخذوا الأسباب بالرجوع إلى الأطباء والمختصين، وبأداء علاقة خاصة ناجحة، فإن هذا يعطي الحياة طعم ويعطي الحياة لون، وسبب للسعادة.

فتجنبي التفكير السالب في تلك اللحظات، فإن هذا يجلب لك المتاعب ويجلب لك الأحزان؛ لأن المرأة إذا لم تصل إلى قمة العلاقة والحلاوة في علاقتها الخاصة مع زوجها، فإن ذلك ينقلب على نفسيتها بناحية سلبية ويجعلها تنفر من هذه العلاقة.

واعلمي أن السعادة ليست في مجيء الأولاد فقط، أو في الأموال فقط، لكن السعادة هي من نبع النفوس المؤمنة، الراضية بقضاء الله وقدره، المواظبة على ذكره وشكره، فلو سألت من عندهن أطفال فدائما الشكوى، كما قال الشاعر:

كل من لاقيت يشكو دهره ** ليت شعري هذه الدنيا لمن؟

فما من إنسان إلا ويشكو دهره، يشكو ظروفه، ويشكو وضعه، ونعم الله مقسمة، فهذه تعطى عافية وتحرم الولد، وهذه تعطى ولدا وتحرم المال، وهذه تعطى مالا وولدا لكنها تحرم النجابة في أولادها والسعادة مع زوجها، والسعيدة التي تتعرف على نعم الله ثم تؤدي شكرها، وبشكرنا ننال المزيد.

فعليك بالذكر والشكر والاستغفار، فبها ننال المزيد، وبها يتحقق للإنسان ما يريد بفضل ربنا المجيد -سبحانه وتعالى-. واعلمي أن الناس الذين يسألون إنما يريدون المصلحة، فقولوا لهم (سييسر الله) وفعلا هذا كلام صحيح، لأن الله هو الذي يملك هذه الأرزاق، فـ {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير} والإنسان يستطيع أن يكون سعيدا في كل الأحوال، وعجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.

فعليكم أن تتخذوا الأسباب، ونؤكد لكم أن الوقت باكر عليكم، يعني هذه مدة قصيرة، وعليكم أيضا أن تحرصوا على العلاج، وينتبه الزوج للأغذية المناسبة، ويكمل علاجه، ويراجع الأطباء، ويبذل الأسباب، ثم يتوكل على الكريم الوهاب، وندلكم على سلاح الدعاء، فإنه سلاح عظيم، والأمر بيد الله -تبارك وتعالى-، حتى النواميس، حتى كلام الأطباء ليس كلاما نهائيا، فتوجهوا إلى الله بصدق، واعلموا أن الله -تبارك وتعالى- الذي وهب إبراهيم والذي وهب زكريا، الذي يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، هو الوهاب، الذي ينبغي أن نلجأ إليه، وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه.

فحاولي أن تحافظي على أسرار العلاقة، ولا تخبري زوجك، ولا تظني أن الناس سينفعونك إذا كلمتهم أو أخبرتهم، فإذا كان عندك كلام أو فضفضة فهذا موقع مفتوح لك، فيه من الأطباء والطبيبات والمشايخ الفضلاء والإخوة الكرام والأخوات الذين يحرصون على الاستماع والمحاورة والمناقشة مع أمثالك، وصولا إلى النتائج التي ترضي الله أولا، والنتائج التي تحقق السعادة للجميع، فمرحبا بك في موقعك، وبوحي بما شئت من أسرار، وتكلمي، ومن حقك أن تطالبي بحجب الاستشارة، لأن هذه أسرار ونحن نؤتمن عليها، فالمستشار مؤتمن.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع، ونسأل الله أن يرزقكم الذرية الصالحة.

مواد ذات صلة

الاستشارات