السؤال
السلام عليكم
أعاني من تحسس في البشرة، وهو عبارة عن احمرار شديد يظهر تحت سطح الجلد، يتركز في منطقتي العنق والصدر، يتميز هذا الاحمرار بالحرارة الشديدة، يبقى لنصف ساعة ثم يختفي، ويعاود الظهور مرة أخرى، وذلك عند القلق والتوتر، والخوف والخجل والتعرض للحرارة، وأحيانا من غير سبب واضح، شخصت الحالة على أنها حساسية البشرة من زيادة إفراز هرمون الأدرينالين، ويصاحبها تسارع ضربات القلب، وضيق في التنفس، والشعور بالحرارة، والعلاج عبارة عن الكورتيزون، ولكن أستخدمه لفترات طويلة يؤثر على باقي أجزاء الجسم، والعلاج الآخر مضادات الحساسية، فما المضاد المناسب للحساسية التي أعاني منها؟ مع ذكر الاسم العلمي والتجاري.
شاكرة ومقدرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتصور أن ما تعانين منه -أختنا الكريمة- هو نوع من أنواع الارتيكاريا أو الشرى، وهذا المرض الجلدي يظهر في طفح جلدي مرتفع عن الجلد، وانتفاخات واحمرار وحكة أو وخز، وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى، وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس، واضطرابات وألم بالبطن، ويوجد نوعان رئيسان من الارتيكاريا التقليدية:
• النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة لأقل من ستة أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية أو تناول بعض المأكولات أو الأغذية المحفوظة، مثل: السمك والبيض والمكسرات والكيوي وغيرها، أو تناول بعض العلاجات ومن أهمها المضادات الحيوية والتطعيمات، أو بسبب لدغات الحشرات وبالأخص النحل والدبابير، وهذا هو النوع الذي تعانين منه في الغالب، حيث أن مشكلتك حدثت بشكل مفاجئ.
• النوع المزمن: ويلازم المريض لفترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية (الهستامين) في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.
في بعض الحالات تكون الارتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية مثل أمراض الغدة الدرقية.
توجد أيضا بعض الأنواع من الارتيكاريا ترتبط بتغير درجة حرارة الجسم، أو العرق أو مع بداية التعرق عند القلق أو الخجل، أو تناول مأكولات حارة أو ممارسة الرياضة وما شابه ذلك، وأتصور أن ذلك النوع هو الذي تعانين منه بصورة أساسية، ويسمى Cholinergic urticaria، وتوجد أنواع أخرى من ذات الفئة تنتج عن التعرض للشمس أو الماء أو الضغط على الجلد، ونسبة حدوث تلك الأنواع من الارتيكاريا أقل من أنواع الارتيكاريا التقليدية.
لذلك أنصح بالعرض على طبيب أمراض جلدية متخصص؛ لأخذ التاريخ المرضي الخاص بالمشكلة التي تعانين منها بشكل دقيق، وفحص الجلد للتأكد من التشخيص، وطلب الفحوصات المعملية اللازمة للتأكد من خلوك من الأمراض المرتبطة بالارتيكاريا، وربما طلب بعض فحوصات الحساسية، وإذا كان التشخيص هو الشرى أو الارتيكاريا، يتم وصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث مثلfexofenadine 180 mg, Deslorstidine 5mg, Levocetrizine 5mg، ويكون ذلك كاف، في أحوال كثيرة يمكن إضافة بعض أنواع مضادات الهستامين الأخرى مثل Atarax 10 mg مساء أو بعض العلاجات الأخرى على حسب استجابة المريض، ولا ينصح باستخدام الكورتيزون في علاج الارتيكاريا إلا في أحوال محددة وحادة، ولفترات قصيرة جدا حيث أن المشكلة التي تعانين منها ربما تكون مزمنة، واستخدام الكورتيزون لفترات طويلة له آثار جانبية كثيرة وخطيرة.
ويمكنك أخذ حمامات بالماء الفاتر المائل للبرودة واستخدام Calamine lotion على أماكن الحكة حسب الحاجة، وارتداء الملابس القطنية الفضفاضة، والجلوس في مكان بارد، وأهمية التواصل مع الطبيب تكمن بالإضافة إلى التأكد من التشخيص، وطلب الفحوصات اللازمة كما ذكرت سابقا، في متابعة الاستجابة لمضادات الهستامين، وتغيير الجرعة أو إضافة علاجات أخرى حسب الحالة، وكذلك إعطاؤك معلومات وافية عن العلاجات المستخدمة، والوقوف على أي متغيرات.
وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.