أختي تصرفاتها غير سوية رغم سلامة عقلها!

0 438

السؤال

السلام عليكم...

إخوتي جزاكم الله خيرا، أريد أن تساعدوني في تشخيص حالة أختي الغريبة جدا، أولا أريد أن أبين لكم وضعنا الاجتماعي، أبي وأمي منفصلان عن بعض منذ أن كان عمر أختي سنة ونصف، ونحن نعيش مع أبي، لكن هذا الشيء لم يؤثر علينا -ولله الحمد-، لأن أبي حنون جدا وعاطفي، لكن أختي تعاني من هذه النقطة من عدم وجود أمي، خصوصا أنها دائما تضرب الأطفال وتتذمر عندما ترى أمهاتهم يغضبون منها ويضربونها، تصرخ دائما، تفعل حركات غريبة في وجهها، تحتفظ بالدمى الصغيرة جدا لا يتعدي حجمها ( 3 سم)، حنونه في بعض الأحيان لديها عنف شديد وقت الغضب، مع أن عمرها الآن 13 سنة، وأجرينا لها عدة اختبارات، كلهم يقولون إن عقلها سليم، لكن لديها تأخر عقلي سنة عن عمرها الزمني، مستواها التعليمي جيد، انصحوني ماذا أفعل معها؟ وما هي حالتها وعلاجها؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا وعلى رعايتك لأختك الصغيرة.

يتعرض كثيير من الأطفال الذين يفترق والديهم بالانفصال أو الطلاق لبعض المشكلات والصعوبات العاطفية في إقامة العلاقة المطمئنة مع الآخرين صغارا وكبارا، وسبب هذا أن الكثير من هؤلاء الأطفال يشعرون أو يعتقدون خطأ بأنهم سبب هذا الطلاق، ويسألون أنفسهم الأسئلة الكثيرة عن كيف يمكن لأمهم أن تهجرهم أو تهملهم وتتركهم؟ وخاصة عند الأطفال الصغار السن.

يحتاج الطفل من أجل نموه وتطوره الطبيعي في مرحلة طفولته المبكرة أن يقيم علاقة مطمئنة وواثقة مع أحد الكبار في حياته، وغالبا هي الأم، أو من يمكن أن يقوم مقامها، وبعد أن تنشأ هذه العلاقة، سيستطيع هذا الطفل أن ينقل نموذج هذه العلاقة الجيدة مع أمه إلى العلاقات الأخرى في حياته.

ونتيجة لذلك يمكن أن تنشأ بعض الصعوبات في إقامة العلاقات مع الآخرين، عندما يحرم الطفل من هذه العلاقة الراسخة، وتظهر بعض الأعراض التي وردت في سؤالك عن أختك الصغيرة.

طبعا الكثير من هؤلاء الأطفال يمكن أن ينموا ويتجاوزوا هذه الصعوبات من خلال اكتساب العلاقات الجيدة والمطمئنة، ومن تعلم بعض مهارات الحياة التي تساعد الأطفال على التكيف الأفضل مع الحياة وتحدياتها.

ما يمكنكم عمله مع هذه الطفلة هو العمل على إشعارها بالأمن من خلال تعزيز الإيجابيات عندهما أكثر من التركيز على السلبيات، فهذا يرفع من ثقتها في نفسها وتقديرها لذاتها، وهو العنصر الرئيسي في تجاوز ما حدث في الطفولة من افتراق وطلاق.

ولا شك أن العلاقة الجيدة مع الوالد تساعد كثيرا، والحمد لله على عطف هذا الأب ورعايته لكم، إلا أن الأم تبقى الأم.

هل هذه الطفلة على تواصل مع أمها، فمن المفيد جدا أن استمروا على هذه العلاقة والزيارة بين الحين والآخر، فصحيح أن هناك طلاق بين الوالدين، إلا أن الأطفال في حاجة لكل منهما.

حفظ الله أسرتكم، وأقر عيونكم بحياة هادئة مطمئنة.

مواد ذات صلة

الاستشارات