ساعدوني في تغيير شخصيتي، أريد أن أكون اجتماعية.

0 421

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 24 سنة، طالبة جامعية.

أعاني من عدم التركيز وأحلام اليقظة كثيرا، وعندي قلق وتوتر، وأنا أحب أن أتعرف وأختلط بالناس، لكنني لا أستطيع ذلك، أشعر بشيء في داخلي يمنعني، وخجولة وأغلب الوقت لا أتحدث، لذلك أتجنب الاجتماع بالناس، رغم أنني طموحة وعندي عزيمة على النجاح في دراستي وحياتي، لكن هذه المعوقات تمنعني، وأيضا لا أجيد التعبير عن الذات، وأتوقع أن ما أعانيه كان بسبب طفولتي القاسية جدا، ولا زلت أتحدى كل ذلك، وأكمل دراستي ولا أريد أن أترك الجامعة.

ساعدوني أن أجد الحل لمشكلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المطلوب منك هو أن تعيدي تقييم ذاتك وظروفك الاجتماعية والأسرية، كثيرا ما تدفعنا الصعوبات الأسرية بسيطة كانت أو شديدة إلى نوع من التشاؤم والأحكام السلبية المسبقة، وهذا يؤدي إلى الضجر وتعكر المزاج وعدم القدرة على التكيف والتواؤم، أعتقد أن هذا هو الذي تعانين منه مما أثر على تركيزك ودفعك للهروب نحو أحلام اليقظة كنوع من المتنفس النفسي السلبي.

أيتها الفاضلة الكريمة: إذا تدبرت وتأملت وتفكرت في حياتك سوف تجدين فيها أشياء طيبة، أشياء جميلة، وعليك أن تكوني منصفة مع نفسك، يعني لا تقللي من شأنها، لا تحقريها، أنت فتاة في عمر كله طاقات نفسية وجسدية ووجدانية، أنت -الحمد لله تعالى- مقتنعة بأهمية الدراسة، وأن أفضل سلاحين يزود بهما الإنسان نفسه؛ هما سلاحي الدين والعلم، سيري على هذا الطريق، وابن قناعات جديدة.

الصعوبات أيام الطفولة كثيرا ما تجعل الإنسان إنسانا ناجحا في شبابه، هذا الكلام لا مبالغ فيه أبدا، وعموما الماضي هو خبرة، والماضي قطعا وحتما لا يكرر ولا يعاد، والإنسان يستفيد منه. أنت الآن -الحمد لله تعالى- لك القدرة ولك الحكمة ولك التوجه العقلي الذي يفيدك لتعيشي حياة إيجابية، الحياة الطيبة، الحياة الممتازة.

أيتها الفاضلة الكريمة : لا تدعي مجالا للفراغ، لأن الفراغ يضعف التركيز ويزيد من أحلام اليقظة القلقية، نظمي وقتك، ضعي جداول يومية تديري من خلالها وقتك، ولا بد أن تعطي وقتا للترفيه من خلال ما هو طيب وحلال ومباح، أن تمارسي شيئا من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، أن تقومي بتمارين الاسترخاء، أن تشاركي أسرتك، وأن تكوني إيجابية داخل المنزل، وتتواصلي مع الصالحات من صديقاتك.

هناك أمور كثيرة جدا يستطيع الإنسان من خلالها أن يغير نفسه وأن يغير حياته، المهم هو أن تدركي نفسك إدراكا إيجابيا، وهذا مهم جدا؛ لأن الإدراك الإيجابي للنفس يغير مشاعرك، ومطلوب منك أن تدركي الآخرين من خلال قراءة مشاعرهم والتعامل معهم على هذا الأساس.

الذي أتحدث عنه كله ورد في علم يعرف بالذكاء العاطفي، وهو من العلوم المستحدثة والممتازة جدا، فأرجو أن تقرئي أي من الكتب التي كتبت حول الذكاء العاطفي، وسوف تجدين فيه الكثير من التوجيه والكثير من الإرشاد الذي سوف يساعدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات