كيف أدرس الطب وأنا خريجة قسم أدبي بالثانوية؟ أرشدوني

0 611

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

بداية قبل أن أطرح مشكلتي، أسال الله العظيم رب السماوات السبع إن وجهتني للطريق الصحيح أن يدخلك الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب.

أنا فتاة في الصف الثالث الثانوي مسار أدبي، أرغب كثيرا بالتخصص في كلية الطب، ولكن الله أراد أن أدخل قسم الأدبي -والحمد لله، قدر الله وما شاء فعل-.

والآن أنا على مشارف التخرج وأريد الانضمام إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدة، لكن ما أحزنني أن كلية الطب فيها لا تقبل إلا الأقسام العلمية، أردت الذهاب إلى معهد صحي يقبل الأدبي، ولكن الدبلوم أصبح ضعيفا في وقتنا الحاضر، وكثير ممن تخرجوا في المعاهد لم يحصلوا على وظائف.

سمعت من يقول أن هناك ما يسمى بالسنة الإعدادية التي تغير شهادتي بحيث أدرس فيها المواد العلمية في ثاني وثالث ثانوي، لكن -أثابكم الله- لا أعلم إن كانت هذه الشهادة تقبلها الجامعة أم أن هناك طريقة أخرى؟ أنا في حيرة شديدة من أمري، أريد هذا التخصص مهما كانت الوسيلة، منذ صغري أحلم أن أصبح طبيبة، وأقسم بالله أنني أصبحت كلما أرى الطلبة في كلية الطب تدمع عيناي، أشعر بحرقة في قلبي ولا أرى أن أحدا سيفهمني مثلكم، أنا مهووسة بهذا المجال، وأرى نفسي ذكية في المواد العلمية، وأرغب بمساعدة الناس، لكنني لا أعلم كيف الوصول لما أتمنى؟ مع العلم أنني أحب اللغة الإنجليزية ومتفوقة فيها جدا، وأمي دائما تقول لي اذهبي لترجمة الكتب الطبية، أنا لا أريد أن أترجم بل أريد أن أدرس، وأمارس في المستشفى مهنة الأطباء.

أرشدني، أسأل الله أن يثبت قدمك على الصراط، وأن يرضى عنك ويرضيك حتى ترضى ويزحزك عن النار، ويجعلك تجاور الرسول (صلى الله عليه وسلم) في جنانه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن مما لا شك أن الإنسان إذا كان لديه رغبة في دراسة فرع معين من العلوم، وممارسة مهنة معينة من المهن، وحرم منها فإنه يشعر فعلا بشيء من الألم الشديد، بل لعل هذا يؤثر على حياته؛ ولذلك أفضل شيء أن الإنسان يدرس ما يحبه ويتخصص فيما يهواه ويميل إليه، لكن الذي حدث بالنسبة لك، أنك دخلت القسم الأدبي، ولم تدخلي القسم العلمي؛ لأن القسم العلمي هو الذي يؤدي إلى دخول الكليات العملية كالطب والهندسة والصيدلة، وغير ذلك، وهذا الأمر يجعلني أسألك سؤالا لماذا لم تدخلي القسم العلمي من أول الأمر ما دمت راغبة منذ صغرك في دراسة الطب؟

أولا: هذا خطأ وقعت فيه، أنك لم تكوني جادة، كان من الممكن أن تعيدي السنة الأولى الثانوية في القسم العلمي، أو تنتقلي إلى مدرسة أخرى، إذا كان ذلك ممكنا ما دامت هذه رغبتك، وأما وقد مضى الأمر وانتهى، فإن الأمر يحتاج منك -يا بنيتي- إلى أن تسألي الهيئة العامة لتعليم البنات فهم جهة الاختصاص ولا أحد يستطيع أن يبت فيها غيرهم، فتسأليهم ما الحل، وما الطريق؟ فهذه مسألة فنية، قد يكونوا أعلم الناس بها، كيف أستطيع الآن أن أدرس الطب وأنا في القسم الأدبي، ومما لا شك فيه أنك لو خرجت من المملكة وذهبت إلى أحد الدول الأخرى مع أحد محارمك تستطيعين أن تدرسي في أي مجال؛ لأن هناك في الغرب لا يشترطون لدراسة الطب أن يكون الإنسان خريجا من ثانوية علمية مثلا، المهم أن يكون لديه الاستعداد لدراسة الطب، أما نحن في عالمنا العربي فنظامنا عقيم، وهذا النظام استعماري، وهو ما زال قائما، والآن أصبح شيئا مألوفا، والقائمون على العملية يرونه مناسبا على اعتبار أن الذي يدرس الطب لا بد أن تكون لديه مهارات في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، فهذه مواد لها علاقة بجسم الإنسان بصورة أو بأخرى.

لذا أقول -بارك الله فيك- راجعي هيئة التعليم واسأليهم عن كيفية تدارك هذا الأمر، والتخصص يكون طبعا من الصف الثاني ثانوي، ومعنى ذلك أنك لو رجعت إلى الوراء لعامين حتى ولو اقتضى الأمر أن تذاكري (منازل) وتعودي للقسم العلمي، ثم تقدمي على القسم العلمي بعد ذلك في المنازل، إذا كان التعليم العام لا يسمح لك بذلك، وتستطيعين أن تدرسي على بعض المدرسات اللواتي يقمن بشرح المواد الصعبة التي تحتاج لشرح، وتستطيعين أن تتداركي، وإذا ما وصلت للثانوية العامة وأتيت بمجموع كبير على اعتبار أنك تحبين هذا التخصص فأنا واثق أنك ستكونين مبدعة وتدخلين كلية الطب.

وأنت الآن في الصف الثالث الثانوي ونحن بالتحديد في نصف العام، فابدئي من الآن بالسؤال لجهة الاختصاص؛ لأنه لو كان هناك فرصة، فيمكن أن تتركي الدراسة في الصف الثالث الأدبي، وتتجهي لدراسة الصف الأول أو الثاني علمي -حسب نظام التعليم عندكم-، وما سيخبرك به أهل الاختصاص، ونحن معك في ذلك حتى لو ضحيت بعام أو عامين ما دمت راغبة بهذا المجال، والإنسان قد يتخرج من الكلية ويظل لسنوات لا يعمل، وينتظر لفرصة عمل، ولنفترض أنك تخرجت ولم تجدي فرصة عمل، فكونك تتأخرين عاما أو عامين فهذا لا مشكلة فيه.

ونسأل الله أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات