السؤال
السلام عليكم.
أبي رجل في الستين من العمر، وبصحة جيدة -والحمد لله-، طوله 170 سم، ووزنه 75 كيلوغرام، كل ما في الأمر أنه في بعض الأحيان يستيقظ من النوم بشكل مفاجئ، لأنه يشعر بتوقف نبض قلبه، ويقيس الضغط فيكون عاديا، ويقيس النبض فيكون من (25 إلى 58) كحد أقصى، هذا في بعض الأحيان، وتحدث له هذه الحالة وهو نائم فيستيقظ -كما أخبرتكم ويقيس الضغط والنبض ويكون كما قلت لكم-، وهو لا يشكو من خلل في السكر ولا خلل في الدهون، وصحته وشهيته جيدة -والحمد لله-، وهو نشيط وقوي -الحمد لله-، فقط هذه الحالة.
أفيدونا بارك الله فيكم، لأننا قلقون على والدي بشكل كبير، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في بعض الأحيان تكون نوبات الفزع أو الهرع على هذه الشاكلة، وهي نوبات من القلق المفاجئ، الذي يصيب الإنسان، وكثيرا ما يكون هنالك تسارع في ضربات القلب أو ما يعطي شعورا بالتوقف المفاجئ للقلب، مما يجعل الإنسان يتحسس جدا، ويعتقد أن منيته قد قربت، وهذه ناحية.
والناحية الثانية وهي مهمة في حالة والدك، وهي أنه ربما يكون لديه عدم انتظام بسيط في ضربات القلب، وغالبا أن ضربات القلب تكون منتظمة ثم تفقد بعد ذلك نبضة أو نبضتين، وهذا يعطي هذا الشعور المفاجئ بالإحساس بتوقف نبضات القلب، وهذا يجعله يقلق ويقوم بقياس ضغطه ونبضه وربما تصبح هذه عادة متكررة بالنسبة له.
في بعض الأحيان تكون هذه الحالات مرتبطة بالإجهاد الجسدي أو النفسي، أو الإكثار من شرب الشاي أو التدخين، وفي حالات أخرى قد تكون لها أسباب أخرى، ولكن عموما وحتى وإن كانت مزعجة ولكنها ليست خطيرة.
الإجراء الذي يجب يقوم به والدك هو أن يذهب لطبيب القلب، وسوف تجرى له بعض الفحوصات العامة للتأكد من نسبة الدهنيات ووظائف الغدة الدرقية، ونسبة الدم، وقطعا سوف يقوم الطبيب برسم القلب وعمل موجات صوتية للقلب، وهنالك جهاز يعرف باسم (هولتر) سيقوم الطبيب بإعطائه لوالدك، وهذا الجهاز يقوم برصد نبضات القلب لمدة 24 ساعة، أو حتى 48 ساعة في بعض الأحيان، وقطعا لا يحتاج والدك أن يكون في المستشفى، سيثبت له الجهاز -وهو جهاز بسيط جدا- وبعد أن يثبت له يذهب للمنزل، ثم بعد أن تنقضي المدة المحددة يرجع للطبيب وسيتم تحليل ما قام هذا الجهاز بتسجيله من رصد دقيق لكل نبضات القلب في الفترة السالفة.
هذا هو الإجراء الصحيح والذي سيطمئن والدك تماما، وقطعا تكرار قياس النبض والضغط ربما جعله قلقا وتحدث له مخاوف مرضية، ولا نريد له هذا الأمر، -الحمد لله تعالى- صحته ممتازة من جميع النواحي، وهذا أمر مشجع، وأعتقد أن حالته حميدة وعارضة، ولكن يجب أن يتم التأكد منها من خلال طبيب القلب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.