هل من علاج للجاثوم أو لشلل النوم؟

0 528

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله كل خير على ما تقومون به من جهد, جعل الجنة مثواكم يا رب العالمين.

أنا فتاة في الثانية والعشرين من العمر, أحيانا وأنا نائمة أستيقظ وقد انتابني شلل النوم, أو ما يسمى بالجاثوم, بحيث لا أستطيع تحريك جسمي أبدا, وقد استمرت معي هذه الحالة لأربع سنوات تقريبا, وأحيانا كانت تأتيني بشكل يومي, ولكن -الحمد لله- خفت عن السابق, ولكن مؤخرا لاحظت أنه عندما تنتابني هذه الحالة أشعر بشيء ما في رأسي، مثل الاهتزازات بدماغي، لا أعرف كيف أصفها بالضبط, ولكن أشعر وكأن دماغي يتكهرب, ومن ثم أشعر برغبة عارمة في النوم, بحيث لا أستطيع مقاومة هذا النوم أثناء الجاثوم.

هذه الأعراض جميعها تكون عند النوم, وأستيقظ بسببها, فعندما أصاب بها أكون شبه مستيقظة, ويأتيني نوم شديد, وأحيانا أستطيع مقاومته, وأستيقظ وأنا منهكة, وأحيانا يغلبني النوم, وأنام لا إراديا.

أريد أن أعرف هل هذه أعراض شلل النوم أم الصرع أثناء النوم؟ وكيف أستطيع أن أفرق بينهما؟ لأنني قبل مدة وأنا نائمة شعرت بأن جسمي يرتجف ولا أستطيع تحريكه، وعندما استيقظت لا أعلم هل حصل هذا حقيقة أم كان مجرد حلم، وأيضا لاحظت عندما أدوخ وأنا أقوم بأشغالي اليومية أشعر بحرارة داخل رأسي، أرجو منكم إفادتي بهذا.

هناك نقطة أخرى أود الاستفسار عنها، كنت قبل أشهر مضت أعاني من آلام في أذني اليسرى, وقبل 3 أشهر ظهرت مثل الكرة -تقريبا- أسفل أذني, قاسية وكأنها عظمة تؤلمني بشدة, خاصة إذا قمت بلمسها, وهناك انتفاخ غريب جدا, ملمسه وكأنه مثل قطعة لحم محسوسة وبارزة قليلا, وممتدة من أسفل الأذن حتى الفك، طولها تقريبا 2 سم, أو أكثر بقليل, لا أعلم ما هي؛ لأن أذني اليمنى بها مثل هذا الشيء, ولكنه غير محسوس أو منتفخ، قرأت بأنها قد تكون الغدة النكافية.

أرجو منكم إفادتي في هذا، آسفة على الإطالة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الجاثوم أو الشلل النومي هو من الظواهر المرتبطة باضطراب النوم، وهي عديدة مثل المشي في أثناء النوم والكلام في أثناء النوم، والهرع والفزع الليلي، كلها نجدها أحيانا محصورة في بعض الأسر، وأحيانا تكون على مستوى الأفراد، وبفضل من الله تعالى هذه الحالات تختفي بتقدم العمر، وسببها لا يعرف على وجه التحديد، لكن العوامل الوراثية ربما تلعب فيها دورا، وهناك أيضا من تحدث عن القلق، وهنالك من تحدث عن الإجهاد الجسدي كأحد الأسباب، وهنالك نظريات كثيرة جدا.

أنت وصفت حالتك بدقة ووضوح، وأعتقد أنه بالفعل شلل نومي أكثر مما هو صرع ليلي، لكن قطعا لا يستطيع الإنسان أن يقتنع بصورة كاملة إلا إذا تم إجراء تخطيط للدماغ، وفي بعض الحالات يكون الشلل النومي مصحوبا بنوبات صرعية ليلة، أي كلاهما قد يتواجد عند نفس الإنسان، ويكون هنالك نوع من التداخل.

فلا تنزعجي أيتها الفاضلة الكريمة، اذهبي وقابلي الطبيب –طبيب الأعصاب– وإن شاء الله تعالى سوف يقوم بإجراء تخطيط الدماغ، -وإن شاء الله تعالى- يكون الفحص نظيفا، ولا توجد مشكلة لديك أبدا.

من المهم جدا أن تعالجي نفسك أيضا من خلال تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدا، ارجعي لاستشارة بموقعنا تحت رقم: (2136015) وسوف تجدين فيها -إن شاء الله تعالى- توجيهات وتعليمات وإرشادات مفيدة جدا.

تجنبي شرب الشاي والقهوة في فترة المساء، كما تجنبي الأطعمة الدسمة ليلا، واحرصي على أذكار النوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.
________________________________

انتهت إجابة المستشار الدكتور محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان، وتليها إجابة الدكتور باسل ممدوح السمان استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة:

في المنطقة التي ذكرت توجد الغدة النكافية، وهي غدة مفرزة للعاب، تتوضع خلف الحافة الخلفية للشعبة الصاعدة من الفك السفلي، وتحت الصيوان مباشرة، وهي مغلفة بغمد ليفي قاس، وتحتوي بداخل نسيجها الغدي بعض العقد اللمفاوية, ففي حال وجود تورم في الغدة فإنه يكون محصورا في هذا الغمد الليفي، ولهذا يعطي هذه القساوة الحجرية، ويكون مؤلما للغاية بسبب تحدد التورم ضمن حيز الغمد الليفي، هذا التورم قد يكون تابعا لنسيج الغدة اللعابي نفسه, أو لوجود تورم في عقدة لمفاوية ضمن الغدة النكافية.

تورم الغدة النكافية قد يكون بسبب ورم في الغدة اللعابية النكافية, وهو يكون تورما غير مؤلم بسبب بطء النمو, وتمدد الغلاف الليفي معه, ويكون ثابتا في المكان لا يتحرك باليد, أو التهاب في نسيج الغدة يكون على الغالب فيروسي بفيروس النكاف, ويكون على الأغلب ثنائي الجانب, أو يكون التهابا جرثوميا, ويكون أحادي الجانب, ويظهر على شكل تورم مؤلم وقاس في الغدة النكافية, وأحيانا احمرار في الجلد مع سخونة موضعية.

وقد يكون التورم مترددا, بحيث أنه يظهر عند تناول الطعام, ويصبح مؤلما, ويزول تدريجيا بعد توقف الطعام, وهذا يكون بسبب وجود حصاة في قناة الغدة اللعابية, تسبب انسدادا في القناة, وتجمع اللعاب المفرز عند الطعام في الغدة, مما يؤدي لتورم الغدة والألم, ويخف التورم بعد إيقاف الطعام بسبب التصريف البطيء للعاب من قناة الغدة حول الحصاة السادة, وطبعا مع استمرار الحالة والركودة العابية يؤدي إلى التهاب جرثومي في كامل نسيج الغدة, يشبه ما وصفته سابقا.

أما التهاب العقد اللمفاوية ضمن الغدة النكافية؛ فقد يكون ارتكاسيا لالتهاب في الناحية الصدغية من الجلد, وتحت الجلد, وكذلك التهابات مجرى السمع الظاهر.

العلاج بالنسبة لالتهاب الغدة النكافية عرضي بالمسكنات والكمادات الموضعية في حال كون الالتهاب فيروسيا, أما الالتهاب الجرثومي يعالج بالصادات الحيوية, وشرب الماء, وتحريض الإفراز اللعابي, مع وضع الكمادات, وأحيانا نلجأ للشق الجراحي لاستخراج القيح, وفي حال وجود حصاة فلا بد من الشق الجراحي لاستئصالها في حال كونها في القناة, أما إذا كانت في نسيج الغدة فلا مناص من استئصال كامل الغدة اللعابية.

أما التهاب العقد اللمفاوية فيكفي علاج السبب والمسكنات, وفي حال عدم زوال التورم من المنطقة بالعلاج المحافظ فلا بد من إجراء الاستقصاءات, ومنها التصوير الطبقي المحوري, والتصوير بالرنين المغناطيسي النووي لدراسة نسيج الغدة, ومجاوراتها, والتأكد من عدم وجود ورم فيها.

ولك منا كل التمني بدوام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات