السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا إخواننا القائمون على هذا الموقع المحترم وجزاكم الله عنا خيرا
تحية حب لطبيبنا المحترم د / محمد عبدالعليم –حفظه الله- وبعد:
فقد راسلتكم غير مرة واستفدت كثيرا من توجيهاتكم القيمة وأرجو المزيد.
مشكلتي تتلخص في أنني أعاني من اضطراب وجداني تظهر فيه نوبات النشاط بنسبة لا تتعدى 1% بشكل يغلب فيه نوبات الاكتئاب بأعراضه النفسية والجسدية المعروفة لديكم، وذلك لمدة تزيد عن عشر سنوات، جربت خلالها عشرات مضادات الاكتئاب مع مثبتات المزاج، ومؤخرا بعض مضادات الذهان لمقاومة نوبات الاكتئاب وكل ذلك دون جدوى تذكر ومع أكثر من طبيب.
وأود استشارتكم في أخذ جلسات الكهرباء على المخ, هل هي مفيدة للاكتئاب ثنائي القطب غير المستجيب للعلاج؟
علما بأنني:
- لا أتناول أية أدوية لعدم جدواها.
- أعاني منذ شهر من شدة نوبات الاكتئاب خصوصا فترة الضحى.
- أخذت منذ 4 سنوات تقريبا 4 جلسات وتوقفت لعدم شعوري بأي تحسن، فضلا عن تزايد النسيان بدرجة كبيرة من يومها وإلى اليوم، وأخشى من تأثر الذاكرة مع انعدام النتيجة -والله المستعان-.
فبم تنصحونني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سؤالك جميل وجيد (حقيقة).
الجلسات الكهربائية يمكن استعمالها على نطاق ضيق جدا، والحالات النادر من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، ولا بد أن يكون هذا القرار متخذا بواسطة طبيب مقتدر وله خبرة واسعة، وله تجربة مع هذا النوع من العلاج.
إذا كان القطب الاكتئابي مطبقا وشديدا وخطيرا ولم يستجب للأدوية العلاجية هنا تعطى الجلسات الكهربائية لكن بحذر شديد؛ لأن الجلسات هذه قد تدفع الإنسان نحو القطب الانشراحي بسرعة شديدة.
أما في حالة الاضطراب الهوسي الشديد فهنا غالبا الاستجابة للأدوية أفضل، وفي حالات نادرة ونادرة جدا يمكن أن تعطى جلسات كهربائية بعدد محدود وبطريقة معينة.
أيها الفاضل الكريم: حالتك حالة بسيطة، ليس هنالك مجالا أبدا لتناول أي جلسات كهربائية، افتح صفحة علاجية مع نفسك، إذا لم تساعدك الأدوية النفسية سابقا فليس من الضروري ألا تساعدك الآن.
مما ذكرته ربما يكون أفضل دواء بالنسبة لك هو عقار لامكتال الذي يعرف علميا باسم (لامتروجين) وجرعة صغيرة من عقار (إرببرازول/إبليفاي) هنالك أبحاث كثيرة تدل أن هذه التركيبة تكون الأفضل أو يمكن أن يعطى اللامكتال مع السوركويل (مثلا).
أحد الإشكاليات الكبيرة جدا أن كثيرا من حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية: مضادات الاكتئاب قد تجعل الحالة أكثر تعقيدا ومقاومة للعلاج؛ لذا نقول أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يجب أن يشخص بواسطة طبيب مقتدر، ويجب أن يكون الإنسان تحت الملاحظة والمراقبة والمتابعة الطبية النفسية.
أعرف الكثيرين الذين تناولوا مضادات الاكتئاب حين كانوا يعانون من القطب الاكتئابي للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وبكل أسف دخلوا فيما يعرف بالباب الدوار، أي أن النوبات أصبحت تأتيهم متعاقبة وبصورة مستمرة.
فيا أخي الكريم: خلاصة الأمر: كما ذكرت لك سؤالك ممتاز، الجلسات الكهربائية لا مجال لها في حالتك، ولا تحتاج لها أبدا - إن شاء الله تعالى – علاجك قطعا من خلال مثبتات المزاج مثل اللامتروجين ومضادات الذهان ذات الطابع المحسن للمزاج مثل السوركويل أو الإرببرازول.
ومن المهم جدا أن تؤهل نفسك، وأن تواصل مجاهداتك في الحياة وعملك، وأن تكون إيجابيا في التفكير، وأن تدير وقتك بصورة ممتازة، هذه كلها إضافات علاجية تأهيلية مهمة جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.