السؤال
السلام عليكم
أنا امرأة متزوجة، ولي طفل عمره سنتان، مشكلتي أن شعري قبل الزواج كان طويلا وكثيفا ولامعا، ولكن الآن صار قصيرا وخفيفا جدا.
أما المشكلة الثانية: البقع السوداء في الجسم، في الركب ومرفق اليدين وفي الأرجل وتحت العينين، كيف يمكن أن أستعيد شعري كما كان في السابق؟ وهل هناك كريمات للبقع السوداء؟
أريد من حضرتكم الإجابة على أسئلتي، وجزاكم الله خيرا، وجعله في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة لمشكلة تساقط الشعر، من المعروف -أختنا الكريمة- أن الشعر الموجود في الفروة يكون في ثلاث مراحل:
1- مرحلة النمو Anagen.
2- مرحلة الكمون Catagen.
3- مرحلة السقوط Telogen.
حوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو، ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي، لكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بصيلات الشعر بصورة مثالية، فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط، وتستغرق الفترة من الدخول المبكر لمرحلة الكمون حتى حدوث التساقط، حوالي 4 شهور.
ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة، مثل اتباع حمية غذائية قاسية، أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات جراحية أو ولادة، فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة شهور من الحدث الذى سببه، أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار ولفترات طويلة، فتوجد أسباب أخرى، مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، التوتر والقلق، ولذلك يجب أخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص، والكشف الطبي على الشعر للتأكد من نوع تساقط الشعر الذي تعانين منه، وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر، وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض إن وجدت –لا قدر الله- بشكل فعال من خلال الطبيب حتى تعود الأمور الى سابق عهدها –إن شاء الله-.
النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى Telogen Effluvium، ويختلف عن الصلع الوراثي، وعلاجه يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت لحدوث التساقط، بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر مثل Anastim or decros for men أو ما شابه، وبعض الفيتامينات والمكملات الغذائية مثل priorin n لفترة زمنية محددة، للمساعدة في عودة الأمور لسابق عهدها.
وهذا النوع من التساقط يختلف عن الصلع الوراثي الذي يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس، بالإضافة لصغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن، ويمكن أن يصاب الشخص بنوعين من التساقط معا، وبالنسبة لعلاج الصلع الوراثي فالعلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل بالجرعة السليمة ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت علية سريعا بعد التوقف عن العلاج، يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة على الأقل، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى وطرق علاجية جديدة يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج.
والنصائح التالية ستكون مفيدة لك للاهتمام بصحتك العامة وفي كيفية العناية بالشعر، حتى تجعله ينمو في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعة شعرك:
• الاهتمام بالتغذية الصحية، لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن، وشرب كمية كافية من الماء يوميا.
• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضية لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يوميا.
• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه، على أن يكون الغسل متباعدا، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.
• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسل الشعر باستمرار، لأنه بمثابة المرطب للشعر.
• يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.
• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل، والموس، وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.
• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.
• يمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة والبلسم الخاص بكل نوع، واختيار النوع الأنسب لك والذي يجعل الشعر أسهل في التعامل والتصفيف بعد الاستحمام.
يمكن عمل حمامات زيوت طبيعية بصورة متكررة، مرة أسبوعيا لترطيب الشعر وفروة الرأس، ويمكن استخدام زيت الجوجوبا أو جوز الهند أو زيت الزيتون، وأيضا استخدام البلسم الذي يشطف أثناء الاستحمام بعد غسل الشعر بالشامبو من الأمور المهمة لترطيب الشعر، وأخيرا يوجد حاليا أنواع من البلسم التي تترك على الشعر بعد الاستحمام لعلاج المشكلات التي تعانين منها مثل: Decros nourishing and reparative conditioner or Nutricerat serum.
وبالنسبة الهالات السوداء أو اللون الداكن أسفل العيون كما ذكرتي، ففي البداية لا بد من التعرف في البداية على الأسباب والأمراض التي تؤدي لظهور الهالات السوداء حول العين، حتى نستطيع أن نعالج المشكلة بصورة فعالة، ومن أهم هذه الأسباب:
• الإصابة بالأكزيما التابية.
• التحسس المتكرر حول العين والحكة.
• الاحتقانات المتكرر للجيوب الأنفية، وهو من الأسباب المهمة، لأن الاحتقان في الجيوب الأنفية يقلل من رجوع الدم من خلال الأوردة.
• ضعف قوة الإبصار، وإجهاد العضلات المحيطة بالعين.
• الإجهاد البدني والنفسي، وعدم أخذ قسط كاف من النوم، والتدخين، والتعرض المستمر للشمس.
• العامل الوراثي، هناك بعض العائلات التي تعاني الهالات السوداء بصورة وراثية.
بالنسبة للعلاج، فلا بد أولا: من علاج أي من المشكلات المذكورة سابقا إن وجدت، وثانيا: الاهتمام بالصحة العامة، والتغذية السليمة، وبالأخص الخضروات، والفاكهة الطازجة الغنية بفيتامين (ك) و(ج)، والتي تقوي جدار الأوعية الدموية، وشرب كمية كافية من الماء يوميا، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم، ولبس نظارة شمسية كبيرة نسبيا، واستخدام كريمات الوقاية من الشمس، وترطيب الجلد في هذه الأماكن باستمرار، وكذلك عمل فحص شامل للتأكد من خلوك من أي أمراض مزمنة، أو مناعية، أو أنيميا وعلاجها، وهنا أود أن أؤكد على ضرورة علاج الأنيميا التي تعانين، بالإضافة للنصائح السابقة.
وبالإضافة لذلك، توجد الكثير من الكريمات التي تعالج الهالات السوداء، مثل: Bi-White Reveal (anti-dark circle whitening corrective eye care),or instant lift patches and vitamin c bright eyes، ويمكن استعمال هذه المستحضرات المذكورة مرة واحدة مساء يوميا، لمدة من شهر إلى ثلاثة أشهر.
وبالنسبة لاسمرار البشرة فمن المعروف -أختنا الكريمة- أن لكل شخص عدد ثابت من الخلايا الصبغية التي تفرز مادة الميلانين الصبغية، والتي تعطي اللون للجلد، ويختلف نشاط هذه الخلايا من شخص لآخر ومن عرق لآخر، ولذلك تختلف ألوان الأفراد والأجناس المتعددة، وفي الشخص نفسه قد تختلف درجة اللون من مكان لآخر، وقد يعتبر ذلك شيئا فسيولوجيا وطبيعيا، وقد تكون بعض الأماكن أكثر عرضة للاسمرار نتيجة نشاط هذه الخلايا، مثل: الأماكن المعرضة للشمس مثل الوجه واليدين، أماكن الاحتكاك الخارجية مثل الكوعين والركبتين وأعلى المفاصل، أماكن الاحتكاك الداخلية مثل الإبطين وبين الفخذين، وبالأخص إذا كان هناك زيادة في الوزن أو التهابات متكررة في تلك الأماكن الداخلية.
ويمكنك استخدام أحد الكريمات المبيضة المذكورة لاحقا مرة واحدة يوميا، لمدة من شهر إلى شهرين على حسب النتيجة المطلوبة على الأماكن المحددة التي يوجد بها لون داكن، على أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب لتحديد النوع المناسب للمكان المناسب، وكذلك إعطاء بعض التعليمات الأخرى على حسب المكان المصاب، مثل الوقاية من الشمس في الأماكن المعرضة لها، أو كريمات لتقليل سمك الجلد في أماكن مثل الكوعين والركبتين وهكذا، والكريمات المفتحة للبشرة هي:
• Hydroquinone2%-4%
• Arbutin 1%
• Glabridin 0.5% (licorice extract)
• Ascorbic acid
• Niacinamide
• Azaleic acid 20%
• Kojic acid 1-4%
هذه المركبات طبية وتوجد داخل مستحضرات طبية وبتركيزات متعددة، وكما ذكرت تصرف بواسطة الطبيب على حسب تقييمه للمكان المصاب وطبيعة الجلد به، وإذا كنت ترغبين في استخدام لوشن مبيض للأماكن الداخلية أو لمساحات أكبر نسبيا، فيمكن استعمال Sensi white lotion، وحجم العبوة مناسب، واستخدميه مرة أو مرتين يوميا لمدة من شهر إلى شهرين، والأفضل أن يكون ذلك أيضا تحت الإشراف الطبي.
وبالنسبة لاسمرار الكوع والركبة ومفاصل اليدين وأماكن الاحتكاك الخارجية الأخرى، فيمكنك استعمال الكريمات المبيضة أو المفتحة للون مثل الهيدروكينون أو الاربيتين، وهما من الكريمات المذكورة سابقا، مرة مساء يوميا لمدة تتراوح من شهر إلى شهرين حسب النتيجة، بالإضافة إلى استعمال المراهم التي تحتوي على اليوريا والسالسيلك أسيد بتركيز من 3-5% مثل Akerat or Akerat s ، لتنعيم الجلد والتقليل من سمكه في هذه الأماكن، ويفضل استعمالها بعد الحمام أو الوضوء والجلد ما زال رطبا، وهذه المستحضرات تنعم وتقلل من سمك الجلد في تلك الأماكن، وبالتالي تقلل من اللون بالإضافة إلى تسهيل عمل الكريمات المبيضة، وأيضا حافظي على تلك الأماكن من الاحتكاك المستمر، واستخدمي سجادة سمكية أثناء الصلاة.
وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.