هل المناسب تأخير الزواج للمريض النفسي أم تعجيله؟

0 456

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لدي أخ يعاني من حالة نفسية بسبب ضغوطات العمل, ومشاكل مع الأسرة, وبعد مرور شهور من العلاج تحسنت حالته بشكل كبير, واستطاع أن يحل مشاكله بنفسه, كما يتناول بعض الحبوب, وباستشارة الطبيب قال: سيتم إنزال جرعة الحبوب تدريجيا حتى يتم قطعها نهائيا, وأخي دائم التفكير في طريقة ترك الحبوب, فهل تعجيل الزواج خير له ويخرجه من هذه الحالة, وتتغير نفسيته؟

وهل كثرة التفكير في الدراسة والزواج ترجع له حالته النفسية؟ أم التفكير في المشاكل فقط هي التي تزيد من الحالة النفسية, وما سواها من التفكير أمر طبيعي؟

ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

معظم الحالات النفسية لها عوامل مهيأة وعوامل مرسبة، بمعنى أن بعض الناس -وحسب التكوين النفسي لشخصياتهم أو طريقة نشأتهم أو الموروثات الجينية– لديهم استعداد نسبي لبعض الحالات النفسية، والشيء المعروف أيضا أن كثيرا من الحالات النفسية تختفي تلقائيا، وبعض الحالات تتطلب علاجا، والحمد لله تعالى الآن ونسبة للتقدم الكبير في الطب النفسي أصبحت معظم الحالات تتحسن تحسنا ملحوظا من خلال تناول العلاج، وهنالك قلة قليلة من الناس قد يظل مرضهم شديدا ومطبقا.

حسب ما لاحظته في رسالتك فإن هذا الأخ –حفظه الله– لديه عمل، وهذا أمر إيجابي جدا، لأن من أكثر الإعاقات التي يسببها المرض النفسي خاصة إذا كان شديدا هي عدم القدرة على العمل، حين ذكرت لي أن هذا الأخ لديه حالة نفسية بسبب ضغوطات العمل، بنيت لدي فكرة أن هذا أمر إيجابي، أي أن هذا الأخ لديه عمل وهو يتفاعل مع عمله، وحتى بالنسبة للمشاكل الأسرية لا بأس أن يتفاعل معها الإنسان، يعني أن التجاذبات النفسية والتغيرات التي تحدث من خلال الضغوطات يجب ألا نعتبرها أمرا سيئا في جميع الأحوال، لا، هي تجارب وهي خبرات، وهي قد تقوي معدن الإنسان وتطور مهاراته.

بالنسبة للزواج: أنا أؤيد الزواج لكثير من المرضى النفسيين، لكن قطعا بعد أن أقوم بفحص المريض والتحدث معه حول هذا الأمر، ويجب أن يخطر ويخبر الطرف الآخر خاصة إذا كان المرض مرضا مزمنا، فالحالات النفسية في معظمها لا تمنع الزواج، وهذا الأخ الذي يظهر لي أن حالته ليست من الحالات الشديدة، ويجب ألا يستعجل في التوقف عن الدواء، أمر الدواء محسوب ومرتب، وهنالك مراحل علاجية، ويجب أن يتركها للطبيب، وتناول الدواء لا ينقصه أبدا شيئا، إنما المرض هو الذي ينقص الإنسان.

ما دام هذا الأخ لديه الاستعداد للزواج، ويعرف المسؤولية، ويعرف أن الزواج أيضا أخذ وعطاء، فلا أرى أبدا ما يمنعه من الإقدام على الزواج، قطعا مشاورتكم ونصحكم، والاختيار والبحث عن المرأة الصالحة، هذه كلها عوامل مطلوبة وضرورية من أجل الاستقرار.

بالنسبة لموضوع كثرة التفكير في الدراسة والزواج هل ترجع له الحالة النفسية أو هل تزيد من الحالة النفسية؟ ..

لا أعتقد ذلك، لأن الذي يفكر في الزواج ويفكر في الدراسة، هذا يعني أنه إنسان يريد أن يعيش حياة ناجحة وطيبة، وأنه إنسان متطلع، لكن هذا التفكير يجب أن يكون في حدود المعقول، وبآليات معقولة، وألا يمني الإنسان نفسه بأشياء قد لا يستطيع أن يقوم بها.

فأسأل الله تعالى له التوفيق والسداد، وجزاك الله خيرا أيها الأخ الكريم.

مواد ذات صلة

الاستشارات