السؤال
السلام عليكم.
فتاة كانت ترى رؤى وأحلاما لمدة سنتين أو أكثر, وتفسر هذه الروئ عند المفسرين, فيقال لها: إنها خطوبة, وإحدى الرؤى فيها اسم معين, ومرت الأيام, وجاء شخص بنفس اﻻسم إلى مكان الشغل, وأعجب بها, وﻻحظت هي ذلك, وقالت ربما تتحقق الرؤى, ومرت الأيام, وأصيبت بمرض التهابات, ولكنه غريب قليلا, حيث إنه أدى بها إلى الوسوسة بأفكار مزعجة نتيجة المرض.
مرت أيام بعد المرض, فقيل إن الشخص الذي أعجب بها انتقل؛ فزادت الوسوسة عندها, ومرضت باكتئاب لظنها أنها كانت تفكر خطأ, فما نصيحتكم لها؟ وهل هي مخطئة ومذنبة أم هو القدر؟
مع العلم أنها كانت ﻻ تتكلم معه إﻻ في الشغل, وأصبحت إذا ذهبت إلى مكان وخرجت منه تقول كأن فيه شيئا آخر حدث, مع أنها تعلم كل ما حدث, وكل ما قيل, لكن تقول كأن فيه شيئا حدث غير الذي تعرف هي, علما أنها تعلم كل ما حدث.
فما هو مرضها؟ وهل هو سهل أم ﻻ؟ وما نصيحتكم لها أنها تلوم نفسها, وتقول إنها تفكر خطأ, وترى أن مشكلتها كبيرة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة بنغازي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بابنتنا الفاضلة، ونشكر لها التواصل، ونسأل الله أن يكتب لها الشفاء العاجل، ونعيذها بالله من الشيطان الرجيم، همزه ونفخه ونفثه، ونسأل الله أن يلهمها السداد والرشاد، وأن يقدر لها الخير حيث كان ثم يرضيها به.
ونحب أن نؤكد للجميع أن من يتقي الله في اليقظة لا يضره ما يراه في النوم، وأن تعبيرات المعبرين غالبا تكون صحيحة لكن ذلك لا يعني أن نبني عليها أحكاما، ونتأثر في حال عدم تحققها، لأن الله تبارك وتعالى هو مالك هذا الكون، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى.
ونحن -حقيقة- لا نريد للفتاة أن تقبل على الإنسان دون أن يكون هناك رابط شرعي بهذه الدرجة، وتصدق الرؤى والأحلام بهذه الدرجة، علما بأن هذه الأحلام أحيانا تكون أضغاث أحلام، هي هموم الإنسان في النهار، القضايا التي تشغل الإنسان، الألوان التي ربما أثرت عليه، كل ذلك ينعكس على تركيز الإنسان، وأداء الإنسان في امتحاناته، أو في تعاملاته مع من حوله.
ولذلك نحن ندعو ابنتنا الفاضلة إلى أن تؤمل في الله خيرا، وأن تنتظر الشباب، وما أكثر الصالحين في شبابنا، حتى تجد الفرصة المناسبة والشخصية التي قبلتها وارتاحت إليها واستأنست بوجودها، وهي على معرفة بطباعها، حتى تجد الشخصية المتناسبة المتوافقة معها، وبعد أن يأتي هذا الإنسان وهذا الشخص ينبغي أن يأتي بأهله ليحصل التعارف والتآلف، ثم تجلس معه، وإذا حصل الوفاق والاتفاق والانشراح فعندها نقول: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
ونؤكد لابنتنا الفاضلة أن مسألة الزواج سيقدرها الله كما قلنا في الوقت المناسب، فعليها أن تشتغل بطاعتها وذكرها لله تبارك وتعالى، ولتعلم أن ما عند الله من الخير والتوفيق والتأييد لا ينال إلا بطاعته، وأن قلوب الرجال وقلوب النساء بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
نحن بدورنا نسأل الله أن يرد لها ذلك الشاب إن كان فيه خير، وأن يرد إليها العافية، وأن يصرف عنها الشر وأهله، ونؤكد لها أن المؤمنة إذا احتارت في أمر فإنها تشاور ثم تستخير، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.
نسأل الله لك التوفيق والهداية والسداد.