السؤال
السلام عليكم
زوجي كلما منعته من مشاهدة الأفلام الإباحية ضربني بشدة، أرجوكم ساعدوني، لأني أشعر بأن هذا الأمر سوف يدمر أسرتي، فهو محرم من ناحية الدين، ويفتك بالأسرة، وبدأ هذا الأمر يظهر حيث أصبحنا نتشاجر باستمرار بعدما كنا من أفضل الأزواج، ولم نتشاجر مرة قبل أن يضع النت في البيت، وأصبحت لديه مشاكل في عمله، وأنا أشعر بالتعب الشديد، حيث أصبح يجرحني بالكلام، ويقول: انظري لهذه، وانظري لتلك، بعد أن كان يراني كل حياته، ولم يؤذني مرة من قبل، فماذا أفعل إذا كن هن مجرد نساء بلا حياء؟
لكن إدمانه على مشاهدتهن وصل لدرجة أنه أصبح يستمني أمامي وكأني لاشيء بقربه، فأصبحت أبكي ليلا ونهارا، وأفكر أن أتركه أحيانا، ولكني لا أستطيع العيش من دونه، فأنا أحبه كثيرا، كما أن لدي طفل منه.
وحين أعاتبه لماذا تدمر حياتنا، ولماذا تشاهد هذه الأفلام، وهل أنا مقصرة معك، أو هل ينقصني شيء؟ فيقول: لا، ولكن أنا أحب المشاهدة، فتعودي، واصمتي، ولا تكبري الموضوع، ولكنه لم يكن هكذا من قبل، فماذا أفعل؟
ساعدوني لأنني أكاد أموت من ألمي وحزني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وبخصوص ما ورد برسالتك، فأقول لك بداية: كان الله في عونك، وثبتك على الحق، وعوضك خيرا، وهدى زوجك، وغفر ذنبه وتاب عليه، ورده إلى رشده إنه جواد كريم.
مع الأسف الشديد أن الذي تذكرينه من حال زوجك ليس حالة فريدة من نوعها، وإنما أصبح بلاء تشتكي منه كثير من الأسر التي كانت آمنة مستقرة عفيفة، فما أن جاء هذا الإنترنت ودخل للبيوت إلا وبدأ يخرب البيوت، إما باستعماله فيما يحرم كما يفعل زوجك، أو قضاء أوقات طويلة للحديث مع الأجنبيات فيما يحرم، إلى غير ذلك من الأمور التي يندى لها الجبين، وهذا من المصائب الكبرى التي أصابت هذه الأمة.
وبالنسبة لحالة زوجك هذه:
أرى بأن أفضل سلاح هو الصبر الجميل، فلا تستعجلي النتائج، خاصة أنك تحبينه ولك منه ولدا، والحياة كانت مستقرة، ومن الممكن أن تعود إلى ما كانت عليه من قبل.
ثانيا: عليك بالدعاء بأن يلقي الله الكره في قلبه لهذا الجهاز وهذه التقنية، وأن يباعد الله بينه وبين الحرام، فألحي على الله تعالى، واعلمي أن الدعاء أفضل سلاح للتغيير، فعليك أن تكثري وتلحي على الله بالدعاء، وإذا كنت قادرة على الصدقة فتصدقي بنية أن يعافي الله تعالى زوجك من هذا البلاء، وكذلك بالدعاء أثناء الصيام، وقيام الليل وفي السجود خاصة، فهذه كلها عوامل ستتظافر لإنقاذ أسرتك من الضياع الذي بدأ يعيشه زوجك غفر الله له.
ثالثا: عليك أن تهتمي بنفسك وأن لا تقصري بحق زوجك، فقد يتهمك بأنك السبب؛ لأنك لست مرنة ولا تهتمين بنفسك، وقد يحدث أن يزين الشيطان للأخت، أنه ما دام زوجي ليس مهتما ولا يرغب بي فلماذا أتزين وأضيع وقتي بذلك، وهذا خطأ فادح، وأنت إذا فعلت ذلك فإنك تدفعينه بقوة للجهة المحرمة، فعليك بالتزين والتعطر واستخدام أنواع الإثارة مع الزوج، والاجتهاد في ذلك؛ حتى لا يجد مسلكا لهذه المواقع، وحتى لا يجد لك عذرا لا في الدنيا ولا في الآخرة.
استغلي الوقت المناسب في بيان حرمة هذه الأشياء وخطورتها، وأثيري فيه داعي الإيمان، وأنك رجل مسلم وهذا لا يليق بك، ومثل هذا محرم ويقسي القلب، وحاولي أن تتكلمي معه في الوقت المناسب، حتى لا يهينك ولا يضربك.
وعليك بالإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بنية أن يعين الله زوجك على غض بصره عما حرم الله، وتحصين فرجه، وأنا واثق أنك -بإذن الله- ستستطيعين التغلب على هذه الأشياء إذا استعملت هذه الأشياء مع المحافظة على الصلاة في وقتها، والمحافظة على الأذكار، أذكار الصباح والمساء، ولا مانع من سماع قراءة سورة البقرة بالصوت في البيت، لعله يكون هناك شيطان زين له ذلك، وأبشري بفرج من الله قريب، ونسأل الله تعالى أن يعافي زوجك من هذه الفتن، وأن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن.
هذا وبالله التوفيق.