السؤال
السلام عليكم..
هل يمكن أن ينزل المذي بعد ساعات من الإثارة؟ وهل يمكن أن تكون هنالك إثارة من دون نزول مذي؟ وهل يمكن أن يبقى المذي في المهبل، ولا ينزل حتى مع المشي؟ وما هي أقل كمية للمذي؟ وهل يختلط ويندمج مع الإفرازات الأخرى؟
تنزل مني إفرازات لزجة، مثل (البصاق) وبها فقاعات لونها شفاف, تنزل على فترات متباعدة, وعندما تقع على القماش، ثم ينشف؛ يصبح له لمعة.
تنزل الإفرازات دون إثارة، عندما أكون مسترخية, ولا أفكر بشيء، وقبل مدة طويلة كنت عندما أستيقظ في الصباح أجد إفرازات ناشفة, لونها أبيض, مثل (البصاق)، كميته قليلة, الأول على أحد جانبي فتحة القبل، في الجهة التي أنام عليها، ولم أكن أفكر بشيء قبل النوم.
كنت في تلك الفترة مبسوطة, ونفسيتي مرتاحة, وأنام نوما عميقا, ولا أتقلب إلى الصباح, فهل هذه الإفرازات مذي؟ وهل تنزل دون تفكير؟ وهل ارتفاع هرمون البروسيجين يزيد إفراز المذي دون إثارة؟
أرجو الرد؛ فأنا لم أكن أعرف المذي, ولم أقرأ عن مثل هذه الأشياء قبل ذلك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دولين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الناحية الطبية لا يوجد ما يسمى بالمذي عند النساء, فهذه تسمية غير علمية، وغير دقيقة في النساء, بل يوجد نوعان من الإفرازات فقط.
النوع الأول: هو الإفراز الذي يخرج بشكل متواصل من عنق الرحم طوال أيام الشهر, ولا علاقة لهذا الإفراز بالإثارة الجنسية, وهو يحدث ليلا ونهارا, في النوم أو الصحو، في ظروف الفرح وفي الحزن, ويمكن تشبيهه باللعاب في الفم، أو المخاط في الأنف, وهذا الإفراز ينتج عن استجابة غدد عنق الرحم للهرمونات المبيضية المتواجدة باستمرار في الدم, وهي (الاستروجين والبروجسترون ) وله شكلان: فهو في الفترة ما بين انتهاء الحيض، وبين التبويض؛ يكون عبارة عن إفراز رائق شفاف ومتمطط، أو مائي, وقد يظهر بشكل لامع عندما يجف، وذلك بسبب وجود بعض العناصر الكيميائية فيه، والتي يحدث لها تبلور عندما تجف.
وبعد حدوث التبويض، وبفعل سيطرة هرمون البروجسترون؛ فإن هذا الإفراز تتغير طبيعته ولونه، إلى أن تنزل الدورة, فيصبح بلون أبيض، ويصبح لزجا ودبقا، ولا يشكل بلورات عندما يتعرض للجفاف.
النوع الثاني من الإفراز: هو إفراز لا يخرج إلا عند حدوث الإثارة الجنسية, ومصدره الغدد المتوضعة حول فتحة المهبل الخارجية, وليس المهبل أو عنق الرحم, وهذا النوع من الإفراز يسهل جدا تمييزه, فهو بكمية بسيطة، لا تتجاوز القطرة أو القطرتين, ولونه أبيض، وهو لزج جدا, ويترافق دوما مع الإثارة الجنسية.
وهذه إجابتي متسلسلة على تساؤلاتك لتكون الأمور أوضح لك:
1- إن إفرازات الإثارة أو الشهوة عند الأنثى (والتي تسمى خطأ المذي) لا تنزل إلا مع حدوث الإثارة الجنسية, ولا يمكن أن تنزل بعد الإثارة بساعات.
2- نعم قد تحدث الإثارة الجنسية بدون نزول إفرازات, هذا ممكن, وهذا قد يحدث عندما يكون مستوى هرمون الاستروجين في الدم قليل.
3- إن إفرازات الإثارة الجنسية تخرج من الغدد المحيطة بفتحة المهبل من الخارج, فهذه الغدد توضع على مدخل الفرج, أي إنها لا تفرز من داخل المهبل, وأي إفرازات تكون في داخل المهبل تكون صادرة عن عنق الرحم, ولا علاقة لها بالإثارة الجنسية.
4- إن الإفرازات التي ترافق الإثارة الجنسية عند المرأة قليلة, لا تتجاوز كميتها القطرة أو القطرتين فقط, فالهدف منها هو ترطيب مدخل الفرج لتسهيل عملية الجماع.
5- بالطبع إذا صادف خروج الإفرازات الطبيعية لخارج المهبل بنفس وقت حدوث الإثارة الجنسية؛ فإن الإفرازات ستختلط ببعضها.
ومن خلال ما جاء في رسالتك فإن الإفرازات التي تشاهدينها هي عبارة عن إفرازات نسائية طبيعية، ناتجة عن نشاط غدد عنق الرحم، بفعل هرمونات المبيض, وهي ليست إفرازات ناتجة عن الإثارة الجنسية, وأنت طبيعية تماما, لذلك لا داعي للقلق من هذا الشأن.
نسأل الله العلي القدير أن يوفقك لما يحب ويرضى دائما.