السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في الخامسة عشرة من عمري، الحمد لله أنعم الله علي بنعمة الالتزام بدينه منذ الرابعة عشر، فأنا رغم محافظتي على صلاتي وبعض النوافل، وبعدي عن كبائر الذنوب، والسعي إلى عدم فعل الصغائر قدر المستطاع، فأنا لا أشعر بالرغبة بالمذاكرة وطلب العلم، مع أنه ليس لدي أي مشاكل عائلية.
فلماذا لا أحب ولا أشعر بالرغبة في المذاكرة؟ فأنا سأرسب إن بقيت على هذا الحال، أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ NASER حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أيها الولد الحبيب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، كما أفرحنا جدا ما ذكرته مما من الله به عليك من الالتزام بدينه، ومحافظتك على الصلوات والاهتمام بالنوافل، وهذا عنوان فلاحك ونجاحك، ونرجو لك التوفيق والسداد في كل شؤونك.
ونحن على ثقة تامة من أن هذا الاهتمام منك بدينك، وحرصك على ما ينفعك سيكون سببا في تفوقك ونجاحك إن اتبعت ذلك بالأخذ بالأسباب المادية.
أما المذاكرة ومراجعة دروسك: فهي أمر في غاية الأهمية لتفوقك ونجاحك، فينبغي أن تجتهد في معالجة هذا الفتور والكسل الذي يعرض لك، ويحول بينك وبين الاستزادة والمذاكرة، فقد تكون هنالك أسباب أنت بحاجة لمعرفتها لمداواتها، فمعرفة الأسباب جزء كبير من العلاج.
فينبغي أن تهتم بمعرفة الأسباب التي أدت بك إلى هذا الملل، فربما كانت صعوبة بعض المواد، وربما كان انفرادك بالمذاكرة على الدوام هو السبب، ومن ثم فإن معرفة هذه الأسباب سيعينك على التغلب على هذه المشكلة.
لكننا نوصيك بوصايا عامة حتى تتمكن من استرجاع نشاطك وحيويتك، من ذلك أشياء معنوية: فينبغي أن تتذكر آثار المذاكرة وعواقبها ونتائجها، فإنك باجتهادك ستتفوق بإذن الله تعالى، فيعود عليك هذه التفوق بمكانة اجتماعية جيدة، فتصبح شخصا مهابا مقدرا فيمن حولك.
وإذا كان الشيء الذي تذاكره علوما دينية، فينبغي أن تتذكر ثواب الله تعالى أولا لك، ورفعة الإنسان عند الله تعالى وعند خلقه بما يناله من العلوم، وتذكر ثواب الجهد الذي تبذله فهذا يسهل بذل الجهد، إذا استشعرت النتيجة والثواب الذي تجنيه سواء كان ثوابا عاجلا في الدنيا، أو آجلا في الآخرة.
تذكر يوم الامتحان وأن الإنسان يعلو ويصغر بقدر ما ينتج ويثمر، هذه الأمور المعنوية كلها تشكل دافعا لك لنبذ الكسل وترك الملل.
أما من الجوانب الحسية: فينبغي أن تجتهد في اختيار المكان المناسب للمذاكرة، وحاول التعرف على الشباب الجيدين ليكونوا أسوة لك، وقدوة ومنشطين لك، وحاول أن تستعين بمن يذاكر معك المواد إذا كانت فيها صعوبات وإشكالات.
هذه أهم النصائح التي نود أن نطرحها بين يديك، ونحن على ثقة تامة بأنك إذا أخذت بها وبما تقدر عليه منها فإن الله تعالى سيتولى أمرك.
وخير ما نوصيك به الإكثار من دعاء الله تعالى لك بالإعانة والتوفيق، فأكثر من قول: (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا) وأكثر من سؤال الله الإعانة.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.