السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة متزوجة منذ ستة أشهر، كنت أعاني من بعض الألم في منطقة المهبل، وعندما ذهبت إلى المستشفى أجرت لي الطبيبة المسحة الطبية، وأخبرتني بوجود بعض الالتهابات، وقرحة صغيرة جدا، لكنها عميقة، وأعطتني بعض التحميلات المهبلية والمراهم، والحمد لله اختفت الالتهابات، ولكن بعد فترة عاودني نفس الألم أثناء الجماع، مع نزول قطرات من الدم بعده.
وعندما ذهبت إلى الطبيبة أخبرتني أن القرحة ما زالت، ولابد من إجراء الكي لها، فأود معرفة الفرق بين الكي الحراري والكي بالتبريد، وهل الكي الحراري له أثر سلبي أو ضرر على من لم تنجب بعد؟ علما بأنه لا يوجد بالمستشفى سوى جهاز الكي الحراري.
وأيضا أعاني من خروج هواء وأصوات في منطقة المهبل، فهل لها علاقة بالقرحة، وإذا عولجت القرحة هل ستذهب بإذن الله تعالى؟
مع خالص شكري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن غالبية الحالات التي تشخص على أنها قرحة في عنق الرحم لا تكون في الواقع قرحة حقيقية, بل تكون عبارة عن امتداد لبطانة عنق الرحم إلى الخارج؛ ولأن هذه البطانة هي بطانة رقيقة جدا, حيث أنها تتألف من طبقة واحدة من الخلايا فقط, فإنها تبدو للعين كغشاء بلون أحمر, ويتم الالتباس بينها وبين منظر القرحة الحقيقة.
لذلك فإن أغلب الظن بأن ما شخص لك ليس قرحة حقيقية, بل هو خروج لبطانة عنق الرحم إلى الخارج, وقصدت أن أقول هذه المقدمة: لأنبه إلى أن مثل هذه الحالة تعتبر شائعة جدا, وهي لا تحتاج إلى الكي, فهي تحدث في ظروف طبيعية كثيرة, فمثلا: قد تحدث عند الفتيات في سن البلوغ, وفي الحمل, وعند استخدام حبوب منع الحمل, أو حتى بدون سبب، وغالبا ما تتراجع لوحدها وتختفي حتى بدون عمل أي شيء, لكن يجب دوما أخذ مسحة منها تسمى: PAP SMEAR كنوع من الاحتياط فقط.
لذلك عند تشخيص هذا النوع من القرحات السليمة (وهو الاحتمال الغالب عندك) فإن الأفضل عدم إجراء كي لعنق الرحم, بل يجب علاج الالتهاب فقط إن وجد, ومن ثم فإن القرحة ستزول من تلقاء نفسها, وحتى إذا بقيت فلا ضرر منها، والأفضل تركها؛ لأنها ليست قرحة حقيقية.
وأؤكد على هذا الكلام بالنسبة لك؛ لأن الكي غير الضروري مهما كان نوعه سواء بالتبريد أو بالحرارة، قد يؤثر على غدد عنق الرحم؛ وبالتالي قد يؤثر على إفراز هذه الغدد للمخاط, الذي هو هام جدا في احتضان الحيوانات المنوية والمساعد على الحمل, بإذن الله تعالى.
وكإجابة على سؤالك أقول: إن الكي بالتبريد يكون أقل إيلاما للسيدة, لكنه لا يصل إلى طبقات عميقة, أما الكي بالحرارة فيكون أكثر إيلاما لكن يمكن معه الوصول إلى عمق أكثر.
فإن كانت الآفة المراد كيها سطحية, ولا تحتاج إلى الكي العميق؛ فإن الأفضل هو استخدام الكي البارد, أما إن كانت الآفة عميقة وتتطلب كيا عميقا؛ فإن الكي بالحرارة أو حتى بالليزر هو المفضل دائما, ويمكن استخدام التخدير في هذه الحالة.
بالنسبة لخروج الهواء والأصوات من المهبل: فلا علاقة له بالقرحة في عنق الرحم, والكي لن يغير من الحالة أبدا؛ لأن الحالة تعتبر طبيعية, وسببها دخول الهواء إلى جوف المهبل بحركات معينة, ثم خروجه منه بحركات معاكسة, وهو يحدث عند الكثيرات, ولا يتطلب علاجا, ولا يدل على وجود مشكلة, ويمكنك مراقبة الوضعيات التي يكثر فيها حدوث هذه الظاهرة, ثم العمل على تجنب هذه الوضعيات قدر الإمكان.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.