السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب جامعي، وكنت أعاني من الاكتئاب في الثانوية بسبب أزمة عاطفية، ولكني ذهبت إلى الطبيب النفسي بعد معاناة ووصف لي سيتالوبرام، وقد أخذته لمدة شهر وأوقفته دون إذن الطبيب، والحمد لله كانت حالتي جيدة حتى فترة قريبة جاءتني نوبة حزن شديدة، وأحسست وأنا نائم بسائل يسري من قلبي في عروق ذراعي كله، وعندما استيقظت من النوم كان ذراعي وقدمي بهما برودة غير عادية، وبعض التنميل وما زالا حتى الآن بهما بعض الآثار، وعادت لي أعراض الاكتئاب، وهي عدم الشعور بالحياة، أو قيمتها، وعدم الشعور بأي شيء، مجرد القلب يخفق لأعيش فقط، وعندما أنظر إلى الأشخاص حولي أجدهم يستمتعون بالحياة وأحاول أن أخرج من هذا الوضع، ولكن الأمر لا يتم، وأقول الحمد لله على كل حال.
أيضا تدور بعض الأفكار في ذهني بعض الوساوس مثل الاستماع لأغنية، ولكني -الحمد لله- اجتاز ذلك، وأريد التخلص من كل هذا، وأنا الآن في فترة امتحانات هل أتناول الموتيفال، أم أنه سيؤثر على مذاكرتي؟
سؤالي: هل أنا أعاني من اكتئاب، ومن أي نوع؟ وهل استخدم الموتيفال؟ وهل له آثار على العين مثلما فعل السيتالوبرام، وهل يتعارض معه؟ هل من الممكن أن أستغنى عن الأدوية النفسية، وأتلقى العلاج بجلسات الكهرباء وأتخلص من الاكتئاب نهائيا؟ وما هي أفضل الحلول لمثل حالتي؟
شكرا لإجابتكم أسئلتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالة الاكتئاب التي مرت بك -إن شاء الله- كانت لظروف معينة، وهذا نسميه بالاكتئاب الظرفي البسيط، وغالبا ينتهي ويزول في كثير من الحالات، ولا يتطلب أي علاج دوائي، أنت في خير، وهكذا يجب أن تنظر دائما لنفسك، لا تعط نفسك صفة المكتئب والعاجز؛ لأن الوسوسة حول ضعف الأداء، وعدم الثقة بالنفس، وسوء تقدير الذات من المشاكل الكبيرة التي تواجه بعض الشباب، لا بد أن تكون أكثر ثقة بنفسك، ولا تخف من الفشل، وأنت -إن شاء الله- من الناجحين، ونظم وقتك، وكن صارما على نفسك في إدارة الوقت، ولا تحكم على نفسك من خلال المشاعر السلبية وإنما كن متفائلا واجعل مشاعرك إيجابية كما ذكرت.
الوساوس البسيطة التي تأتيك من هنا وهناك هي من القلق، والقلق كثيرا ما يكون مصاحبا لعسر المزاج، والذي أقصد به الاكتئاب من الدرجة البسيطة جدا، وأعتقد أنك يمكن أن تتجاوز هذه المرحلة بالإصرار والعزيمة وتنظيم الوقت، وتكون دائما متفائلا، وتصرف انتباهك عن الفكر السلبي.
حاول أن تستفيد من فترة الصباح في المذاكرة، والمذاكرة بعد الفجر بساعتين قبل ذهابك للمدرسة مثلا فيها نفع كثير، وأنت الآن في أفضل مراحل تكوينك المعرفي من حيث القدرة على الاستيعاب، فيجب أن توزع الوقت بصورة سليمة، وعليك بالنوم المبكر، وممارسة الرياضة، القراءة في فترات الصباح، هذه كلها إن شاء الله ستساعدك كثيرا، وتضمن لك -إن شاء الله- دراسة جامعية ممتازة، والتخرج بامتياز.
الوساوس البسيطة التي تأتيك من هنا وهناك كما ذكرت لك هي جزء من القلق، حاول أن تحقرها ولا تشغل نفسك بها.
بالنسبة للعلاج الدوائي قطعا السبرام دواء ممتاز جدا، ويمكن أن تستعمل دواء خفيفا، ولا أعتقد أن حالتك تتطلب الموتيفال، وربما يكون عقار فلوناكسول، والذي يعرف باسم فلونتكسول بجرعة حبة واحدة وقوتها نصف مليجرام تناولها يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها.
أو إذا لم تجد الفلوناكسول، فسيكون الدوجماتيل والذي يعرف بالسلبرايد ممتازا، وقد يكون أفضل من الموتيفال، جرعته كبسولة واحدة تتناولها ليلا لمدة شهر أيضا، ثم تتوقف عن تناول الدواء، أرجو أن تعط الرياضة أهمية خاصة في حياتك، وحاول أن ترفه عن نفسك مع أصدقائك بما هو طيب وجميل.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.