كيف أتخلص من التفكير الدائم والخوف من المجهول؟

0 329

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي بدأت وأنا صغيرة بعمر 13 تقريبا، وهو الخوف من الموت، عندما أهلي يتحدثون عنه، وانقطعت مني هذه الحالة ورجعت لي الآن قبل 9 أيام بالضبط، بداية كنت أتفرج على اليوتيوب على واحد يتحدث عن توقعات للمستقبل مثل الحروب وغيرها، أطرافي بدأت تبرد، وثقل لساني، وإسهال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالموت هو حقيقة أبدية، وهو بالنسبة للمسلم حياة؛ لأن حياة المسلم لا تنقطع بالموت، فالحياة الدنيا موصولة بحياة البرزخ وحياة الآخرة.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أقدر تماما مشاعرك، وأعرف أن إيمانك ثابت وقوي -إن شاء الله تعالى- لكن بدأت هذه البداية فقط لأذكرك أن الخوف المعقول من الموت مطلوب، حتى يسعى الإنسان ويعمل لما بعد الموت، أما الخوف المرضي فهذا هو الذي لا نريده أن يحدث لأحد، والخوف المرضي يتم التخلص منه من خلال التوكل، أن يقوي الإنسان قناعاته وإيمانه بالله تعالى، وأن يعيش حياة طيبة وهانئة وسعيدة وصحية، وأن يدير الإنسان حياته بصورة جيدة (القراءة – التفقه – التواصل الاجتماعي – تطوير المهارات – الاهتمام الكبير ببيت الزوجية) هذا أيتها الفاضلة الكريمة يشعرك بقيمة الحياة، والإنسان حين يحسن إدارة حياته سوف يعرف أنه بالفعل له الإرادة والقدرة على أن يدير حياته، لكن أمر الموت لا أحد يستطيع أن يديره، {يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} ابن هذه القناعات.

ويا أيتها الفاضلة الكريمة: هنالك أشياء بسيطة جدا في حياتنا إذا تحسسناها وعشناها حقيقة نحس براحة بال كبيرة: أذكار النوم، أنا وجدتها من أكثر المطمئنات في موضوع الموت والخوف من الموت، فهذا النسق من التفكير هو الذي يبدل أحوال الناس ويجعلنا نجعل قناعاتنا حول الموت قناعات إيجابية جدا، أما الخوف من المجهول، فالماضي لا يعود، والمستقبل هو بيد الله تعالى تماما، والإنسان يجب أن يسعى له، ويعيشه بأمل ورجاء، ويعيش حاضره بقوة، هذه هي المحاور الرئيسية لإدارة الحياة.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أقدر جدا أن لديك درجة من المخاوف، لا شك في ذلك، حديثك عن المستقبل، عن الحروب، البرودة التي تأتيك في أطرافك، ثقل اللسان، ومعه الإسهال، هذه كلها أعراض نفسوجسدية، يعني القلق أصلا لديك متأصل بعض الشيء، فإن أردت أن تتناولي أحد مضادات القلق البسيطة هذا لا مانع فيه أبدا، مثلا عقار فلوناكسول دواء بسيط ولطيف، ويسمى علميا (فلوبنتكسول) ولا يحتاج لوصفة طبية، تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة نصف مليجرام، تناوليها ليلا لمدة أسبوع، ثم اجعليها حبة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

ممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة أيضا فيها خير كبير جدا، تطبيق تمارين الاسترخاء يفيد كثيرا في مثل حالتك، وبهذه المناسبة موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو الرجوع إليها والاسترشاد بها وتطبيق كل التوجيهات الموجودة بها، وسوف تجدين فيها خيرا كثيرا إن شاء الله تعالى.

أيتها الفاضلة الكريمة: أن تكون صلتك قوية بمراكز الدعوة وتحفيظ القرآن، أعتقد أن ذلك سوف يشكل جدارا قويا حاميا -إن شاء الله تعالى- من المخاوف والتوترات.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات