هل يمكنني معالجة شخص من السحر دون علمه؟

0 415

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

هل يمكنني أن أعالج شخصا مصابا بسحر دون أن أعلمه؟ علما بأنه بعيد عني، وهل يجوز أن أقرأ له سورة البقرة؟ وهل يجوز أن أستغفر له؟

الأمر الآخر: هو أنني أحببت شخصا، وأدعو الله أن يكتبه لي، فكيف أوفق بين اليقين وحسن الظن بالله بأن دعوتي مجابة وأنه سيكون -بإذن الله- من نصيبي، وبين الإيمان بقضاء الله وقدره وأنه لن يصيبني إلا ما كتب الله؟ علما بأنني استخرت الله، ولكن لم يتغير شيء، ودعوت أن ينزع الله حبه من قلبي إن كان ليس لي، ولكني ما زلت أحبه ولم يتغير شيء، وهل يجوز لي أن أدعو أن يجعله خيرا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع.

أما علاج المسحور فإنه يتمثل في الرقية الشرعية، وهذه ينبغي أن تكون على قرب من المريض، فيرقي مباشرة، وينبغي أن يرقيه رجل مثله، أو امرأة من محارمه، والأحسن أن يرقي نفسه بنفسه.

أما القراءة عن بعد فإننا لا نعلم لها آثارا تدل على أنها تنفع، ولكن الدعاء ينفع -بإذن الله تعالى-، والرقية الشرعية التي فيها أدعية للمريض تنفع بإذن الله وإن بعد، ولا بأس بأن تدعي لرجل أجنبي عنك بأن يشفيه الله تعالى ويعافيه، كما لا بأس أن تسألي الله تعالى أن يزوجك به، ولكن الأنفع لك والأصلح أن تسألي الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، فإنك لا تعلمين الخير، وكما قال الله عز وجل: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، فكم من شيء نحرص عليه ونتمناه ويصرفه الله عنها لعلمه سبحانه وتعالى أنه شر لنا، والله عز وجل أرحم بنا من أنفسنا، وأعلم بمصالحنا، ومن ثم فينبغي لنا أن نرضى بالله ربا، ونرضى بتصرفه وتدبيره، ونعلم أنه مقتضى الرحمة والحكمة والعلم، وما يقدره الله ينبغي أن نقابله بالقبول والرضا والتسليم، وما فات منا فينبغي أن نوقن تمام اليقين أنه لم يفت إلا لأن الخير في فواته، فإذا تيقنا هذا اليقين أصبحت الدنيا حلوة وعشنا فيها جنة عاجلة قبل جنة الآخرة.

وقد أحسنت عندما استخرت الله تعالى وسألته أن يختار لك خير الأمور، ولا تنتظري حدوث شيء بعد هذه الاستخارة، فإن الاستخارة سؤال وطلب من الله تعالى أن يختار لك خير الأمور، فما يقدره الله بعد ذلك ويتيسر لك نرجو الله أن يكون هو الخير الذي اختاره لك.

أما التعلق بهذا الرجل فنصيحتنا لك أن تصرفي قلبك عنه، ولا تسمحي لنفسك بالانجرار وراء حديثه، فإن قدره الله لك فسيأتيك، وتكونين قد صنت أوقاتك وعمرك عن الضياع فيما ينفعك، وإن كان الله قد صرفه عنك فستكونين قد أرحت نفسك وقلبك من التعلق بما لا يحصل لك، وهذا الطريق هو طريق العقلاء الذين يعرفون عواقب الأمور وأهمية الأزمان واللحظات التي يقضونها، فإن الأعمار نفيسة ينبغي للواحد منا أن يحرص فيها على استغلالها أنفع استغلال في ديناه وآخرته.

والنفس طبيعتها الاشتغال فإنها لا ترضى أبدا، أن تعيش فارغة وعاطلة، ولكن إن لم يشغلها صاحبها بالحق، شغلته بالباطل، والإنسان لا بد أن يتقدم أو يتأخر، كما قال الله تعالى:{ لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر}.

فنصيحتنا لك أن توجهي اهتمامك وتشغلي ذهنك وقلبك بما ينفعك في دينك أو دنياك، وما قدره الله تعالى لك في أمور الدنيا سيأتيك لا محالة.

أسأل الله تعالى أن يتولى عونك ويأخذ بيدك.

مواد ذات صلة

الاستشارات