أدعو على أطفالي بالموت وأخشى استجابة الدعوة!

0 597

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوجة، وأم لطفلين، كنت مرحة وهادئة، ولكن بعد أن أنجبت أصبحت عصبية جدا، لدرجة أنني أضرب أولادي، وأدعو عليهم بالمرض والموت وأدعية خطيرة جدا بلا شعور مني، وبمجرد أن تخرج مني الأدعية أندم ندما شديدا، والآن أنا تعبة نفسيا، وخائفة على أولادي من أن يستجيب ربي لدعائي، مع العلم أنني أتصدق بنية أن يحمي ربي أولادي، ولا يستجيب لدعاء الشر عليهم.

والسؤال الثاني: هل يقدر أحد أن يعمل السحر من ملابس مغسولة؟ لأنني أعطيت أخا زوجي من ملابسه، وهو يكره زوجي ويتمنى له الشر، وأنا الآن خائفة على زوجي من السحر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فأحب أن أطمئنك أن هذا التغير الذي حدث لك بعد الولادة من شدة العصبية التي تعانين منها، خاصة رد فعلك على تصرفات أطفالك، أقول: هذا الأمر ليس غريبا، فإن الملاحظ والواقع أن الفتاة عندما ترزق بأولاد، وهؤلاء الأولاد يكونون هم أول الأبناء؛ فإنها عادة ما تشعر بنوع من التغير، لأنها تريد لأبنائها أن يكونوا في قمة الهدوء وفي قمة التميز، وأن يكونوا في قمة النظافة وفي قمة الأخلاق والنظام، وهذا يصطدم مع طبيعة الأطفال، فتبدأ تنفعل للتصرفات الصبيانية أو الطفولية التي لم تتعود عليها.

فهذا كما ذكرت لك أمر طبيعي في الغالب، ومعظم الفتيات في أول مرحلة الإنجاب تشعر بهذا الأمر، لأنها تريد مثالية بطريقة معينة، والأطفال يتصرفون بطريقة عشوائية، وهي لا تريد ذلك، وبالتالي تبدأ تنفعل، وقد تستعمل أحيانا – كما ذكرت أنت – الدعاء، والسب، وأحيانا الضرب وغير ذلك من الصور غير التربوية، ولذلك مسألة العصبية – كما ذكرت – شيء عادي، ولكن المبالغة فيها هو الذي ينبغي أن ننظر إليه.

كذلك اقتران العصبية بالدعاء على الأولاد، هذا خطر؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم– نهانا عن ذلك فقال: (لا تدعوا على أبنائكم) لماذا يا رسولا لله؟ قال: (لئلا توافقوا ساعة إجابة فيستجيب الله لكم) أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-، فالنبي -عليه الصلاة والسلام– نهانا أن ندعو على أبنائنا أو أموالنا أو أنفسنا، المشكلة أن دعاءك على أولادك قد يكون في ساعة إجابة فيستجيب الله لك، وترجعين فتندمي بعد فوات الأوان.

فأنا أتمنى مهما كانت العصبية أن تجتهدي في التوقف عن الدعاء على أبنائك مخافة أن تكون وقتها ساعة إجابة؛ لأني أعرف أن هناك دعوات غيرت مجرى حياة الأبناء، وبعضهم مات بسبب الدعاء، فإذا اجتهدي قدر الاستطاعة مهما كانت العصبية ألا تدعي على أولادك بحال من الأحوال.

أتمنى أيضا عمل رقية شرعية لنفسك لاحتمال أن تكوني محسودة بالنسبة لأبنائك، فما المانع أن تقومي بعمل رقية شرعية لنفسك ولأولادك؟

أتمنى أن تجعلي إذاعة القرآن الكريم تعمل في بيتك بانتظام؛ لأنها سوف تطهر البيت من هذه الرياح الضارة التي قد تأتي إلى بيتك، وأيضا إذا كان عندك إنترنت باعتبار أنك تكتبين عليه، أتمنى أن تستمعي في بيتك إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل المصري، وهي -حقيقة- رقية رائعة جدا، اجعليها تعمل في بيتك، فإنها سوف تطهر بيتك من الحسد والعين والمس وغير ذلك.

فيما يتعلق بملابس زوجك: أتمنى ألا تشغلي بالك ما دام لم يحدث أي تغيير في حياة زوجك، وما دام لم تلاحظي عليه أي تغيير غير طبيعي، فاتركي الأمر لله -سبحانه وتعالى-، ولكن عليك أنت وزوجك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وهي مهمة جدا، وأتمنى لو تحملوا معكم المطوية الصغيرة التي فيها أذكار الصباح والمساء، فإن الله -تبارك وتعالى- يجعلها سببا في دفع كم هائل من البلاء في حياة الناس، خاصة التهليلات المائة (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحا ومائة مرة مساء، فإن النبي - عليه الصلاة والسلام – قال في آخر الحديث: (وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي أو حتى يصبح).

كذلك أيضا (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا ومثلها مساء، كذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر من خلق) مثل سابقتها، كذلك تكرار آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة –الآيتين الأخيرتين– وكذلك سورة الإخلاص والمعوذتين، مع بقية الأذكار، واجتهدي في أن يكون زوجك قدر الاستطاعة على طهارة، وحاولي أن تعينيه على ذلك، ولن يصيبكم أي مكروه أو أذى -بإذن الله-؛ لأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله.

أسأل الله أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء، وأن يحفظك وزوجك وأولادك بما يحفظ به عباده الصالحين.

مواد ذات صلة

الاستشارات