طفلان يتهمان بعضهما عند فعلهما أي خطأ، ما التصرف الصحيح في هذا الموقف؟

0 391

السؤال

السلام عليكم

لدي ولدان، 6 و4 سنوات، عندما يفعلان شيئا خطأ ككسر كوب مثلا، يقومان باتهام بعضهما بهذا الفعل، فما هو التصرف الصحيح في هذا الموقف؟ برغم أني لست قاسية عليهما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.

ولا يخفى عليك أن هذه السن، وهذا التقارب بين الأبناء يولد بينهم دوافع الغيرة، وكل إنسان ينسب الشيء الجميل إلى نفسه، ويرمي بالأشياء غير المقبولة للآخر.

وأسعدنا وأعجبنا أنك هادئة معهم، وينبغي أن تتجنبي التحقيق والتدقيق معهم، وعليك بتربيتهم على الصدق، كأن تقولي: " الذي فعل هذا لن أعاقبه وهو بطل ينبغي أن يعترف"، ثم عليه بعد ذلك أن يساعد في إصلاح ما أفسد، وتبيني لهم حاجتنا إلى هذه الأكواب، وأننا نستفيد منها، وأن الإنسان ينبغي أن يحافظ على مقتنياته، والأهم من هذا أن يكون صادقا، وإذا فعل شيئا ينبغي أن يعترف بذلك، ثم يعتذر لوالديه، وقبل ذلك يستغفر ويتوب إلى الله تعالى، وحتى نستفيد من هذه المواقف، ينبغي أن نربي فيهم هذه الأشياء، مسألة الاعتراف والاعتذار وحب الخير للآخر، وعدم اتهام الآخر بشيء، والمحافظة على المقتنيات والممتلكات، والصدق في التعامل مع الوالدة، وهذه هي القيم التي ينبغي المحافظة عليها، ونرجو الاهتمام بهذا الجانب.

ونتمنى ألا تعاقبيهم إذا صدقوا، فالمعاقبة على الصدق خطيرة، وهي أن نسمع من الطفل اعتذاره ولكن بعد ذلك نقول: "انتبه، تريد أن تكسر وتفعل كما فعلت قبل أسبوع"، هذا مضر بالنسبة للأطفال، فإذا اعترف بالخطأ نسامحه، ونجعله يتحمل جزءا من المسؤولية إذا لم تكن عليه خطورة، كأن يصلح ويساعد في تنظيف المكان، كما يدرك أن إنسانا يخطئ ينبغي أن يتحمل عواقب هذا الخطأ، ثم نتكلم معهم في المحافظة على الممتلكات، وخطورة كسر هذه الأكواب في طريق الناس، والأضرار التي يمكن أن تترتب، وكيف أن المسلم يحافظ على مقتنياته وأمواله الخاصة؟

ومن المهم ألا تظهروا الانزعاج والغضب والصوت، فهذه الأشياء بالنسبة لهم عقوبات، ولا تهدديهم بسحب الحب منهم، كأن تقولي "أنا لا أحب من يفعل كذا" فهذا يجعلهم يتدافعون التهمة حتى ينالوا رضاك، وبيني لهم أن رضا الله في الاعتراف والصدق، والصراحة وهذه المعاني الجميلة.

نسأل الله تعالى أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، ونسأل الله تعالى أن يقر أعيننا جميعا بصلاحهم، وأن يلهمنا الهدوء والحكمة في التعامل مع الأبناء والبنات.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات