الشيطان يزين لي فعل المعاصي في أوقات الصلاة، ماذا أفعل؟

0 470

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أنني في أوقات الصلاة، وخاصة عند أول أذان من أي وقت لأي صلاة يأتيني إبليس ويوسوس لي ويشغلني عن الصلاة، ويضايقني في أغلب الأوقات لكي لا أصلي، وبعد ما تنتهي الصلاة أرجع لحالتي الطبيعية، وكأنني إنسان طبيعي، لكن أوقات الصلاة تأتيني حالة لا أعلم بها، لكن ليس غالبا، وأحيانا لا تأتيني ووقت صلاة المغرب والعشاء أكثر شيء يأتيني الشيطان بأمور عدة منها النوم، ومنها الذهاب للجلوس لوحدي، ومنها ممارسة العادة السرية وقت الإقامة.

أحاول كثيرا، وأجاهد نفسي أن لا أعمل المعاصي أوقات الصلاة، وأن أتوضأ وأصلي، لكن لا فائدة إلا نادرا وقليلا جدا.

وشكرا لكم على هذا الموقع المبارك، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عساف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فأعتقد أنه لا يخفى عليك أن الله جل جلاله قال: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} معنى ذلك أن الله تبارك وتعالى جعلنا مسؤولين عن عملية التغيير، أو تغيير الواقع نحن سنسأل عنه؛ لأن الله تبارك وتعالى أعطانا القدرة على ذلك، ولو لم يعطنا القدرة على التغيير لما سألنا عن ذلك التغيير.

لذا أقول -بارك الله فيك-: إن هذا الواقع الذي أنت فيه لم ولن يتغير إلا بإرادة منك، فأنت تحتاج أولا إلى إرادة وعزيمة، وأنت قادر على ذلك، فخذ قرارا بأن تتوقف عن هذه التصرفات التي تشغلك عن الصلاة في أوقاتها؛ لأن الشيطان لا يستعمل مدفعا ولا صاروخا ليضربك به، وإنما هو مجرد تزيين، وهذا التزيين تستطيع أن تتخلص منه -بإذن الله تعالى- بسهولة، إذا كنت حقيقة راغبا في ذلك.

إرسالك الرسالة يدل على أنك راغب، ولكن لعل الرغبة ليست جادة بنسبة قوية فعالة ومؤثرة، لذا أتمنى أن تأخذ قرارا بأن توقف هذه الأشياء، وأنك كلما سمعت المؤذن أن تبدأ في التحرك فورا بدون أي تردد، فأنت بذلك سوف تكسر هذا الحاجز وتنتصر على شيطانك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا بقوله: (إن الشيطان ليفرك من المؤمن) أي يخاف من المؤمن، والله تبارك وتعالى قال: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا}، فمهما كانت قدرة الشيطان فهو لن يستطيع أن يؤثر عليك إلا إذا وجد فيك بعض الميول لقبول نزواته ولقبول وسوسته، أما إذا وجد منك جدا وحزما فإنه سوف يتخلى عن هذه الطريقة، لأنه يعلم أنها غير مجدية.

لذلك عليك أولا بأخذ قرارا بالتوقف عن هذه الأشياء، حتى تعان على هذا القرار، أيضا لا بد من الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعينك عليه، فإذن عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن الله يصرف عنك هذا الشيطان الذي يضيع عليك الصلاة في أوقاتها.

كذلك أيضا -بارك الله فيك- تحتاج إلى تغيير تصرفاتك، فأنت رجل تقع في معصية العادة السرية، وهذه المعصية قد يترتب عليها حرمانك من الصلاة في جماعة؛ لأن المعصية لها شؤم عظيم، ومن شؤم المعصية أنها تصرف عن الطاعة وتنفر من العبادة، فإذن عليك أن تأخذ قرارا بالتوقف عنها أيضا؛ لأنها ضارة لك في دينك ودنياك، أما في دينك فإنها تجعلك عاص، وقد تسقط من عين الله والعياذ بالله، وأما في دنياك فإنها ستدمر مستقبلك وتجعلك أمام زوجتك غير قادر على إعطائها الحق الشرعي، وعندما تكون في أمس الحاجة لممارسة الحياة الطبيعية مع أهلك ستشعر بأنك ضعيف، وتشعر بنوع من الذل والهوان؛ لأنك لن تتمكن من إتيان أهلك، وهذا الكلام تستطيع أن تقرأه في كل المواقع وفي كل كتب أهل العلم.

إذا عليك أن تتوقف عن ذلك حفاظا على علاقتك مع ربك ودينك، وحفاظا على صحتك ومستقبلك أيضا.

أتمنى -بارك الله فيك- أن تحافظ على أذكار الصباح والمساء بانتظام، لأنها ينفعك الله تبارك وتعالى بها نفعا عظيما، ولا مانع -بارك الله فيك- أن تستمع إلى الرقية الشرعية، سواء تذهب إلى أحد الرقاة ليقرأ عليك، أو أن تستمع إليها بنفسك من الأشرطة أو المسجلات أو الكمبيوتر.

الأمر الذي تشكو منه ليس صعبا ولا عسيرا، وإنما علاجه يحتاج فقط إلى عزيمة وإرادة، وأعتقد أنك تملك ذلك، ولذلك لا عذر لك، وإنما المسألة تحتاج -بارك الله فيك- إلى نوع من التغيير البسيط، وأنا واثق أنك قادر على التغيير، والرقية الشرعية مفيدة لك جدا، فأتمنى أن تذهب إلى أحد الرقاة ليقرأ عليك، أو تستمع إليها من خلال النت أو من خلال أحد أشرطة الكاسيت، خاصة في أوقات الفراغ التي لا يكون لك فيها أي التزام جاد، ولا مانع أن يكون ذلك في الليل، وأن تنام على طهارة، تتوضأ وتنام على شقك الأيمن مع أذكار النوم، وبعد ذلك تبدأ بتشغيل الرقية، وبإذن الله تعالى سترى خيرا كثيرا، وعما قريب سوف تتحسن حالتك -بإذن الله تعالى- وعليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى كما أشرت، واطلب من والديك الدعاء لك، وأبشر بفرج من الله قريب.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات