أشاهد صوراً إباحية، ثم أتوب وأعود، كيف أصل للتوبة الحقيقية؟

0 457

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحيانا أتصفح الانترنت وأجد صورا إباحية، ولكنني في وقتها لا أحس بتأنيب الضمير، وأستمر في المشاهدة، وبعد أن أفرغ ينتابني شعور كبير بالذنب وتأنيب الضمير، وأحلف أنني لن أعاود الكرة، ولكنني أعود مرة أخرى وأشاهدها، علما بأنني لا أتعمد رؤيتها، ولكن عندما أجدها استمر وأبحث أكثر، وأحيانا ينتهي بي الأمر بمشاهدة أفلام إباحية، ماذا أفعل كي لا أعود مرة أخرى، وأتوب توبة نصوحة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ه غ ل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك هذه الروح التي دفعتك للسؤال وإنما شفاء العي السؤال، وأنت -ولله الحمد- تملكين النفس اللوامة التي تلومك على هذا الفعل، وأنت على علم بذلك، فالإثم ما حاك في الصدر، وكرهت أن يطلع عليه الناس.

واعلمي أن التمادي والاستمرار في هذا الطريق سيجلب لك آفات أنت في غنى عنها، ويجلب لك مشكلات عاطفية وأزمات أنت في غنى، فاحمد الله على العافية وعلى هذا الشعور، واعلمي أن نظر الله لك أسرع من نظرك لتلك المخالفات، وأن الله -تعالى- يعلم السر وأخفى، وحذاري أن تكوني من أهل ذنوب الخلوات، الذين إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، واعلمي أن الله يرى وأنه لا تخفى عليه خافية -سبحانه وتعالى-.

وعليك أن تدركي أيضا أن مثل هذه المناظر تجر أشياء كثيرة، ولن يقف الأمر عند هذا الحد، ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرنا عند نظر الفجأة أن يصرف الإنسان بصره، وهذا الكلام للرجال وللنساء؛ لأن غض البصر يطالب الإسلام الرجال والنساء، وغض البصر عن الصور والمواقع مطلب شرعي؛ لأنه الأخطر ولأن الإنسان يثبت الصورة ويعيدها، وينظر ويستطيع التركيز بخلاف النظر الذي في الشارع مع حرمته إلا أن الإنسان يشعر أن الناس يراقبونه، وربما لا تتاح له الفرصة مثل عندما يدخل إلى موقع مشبوه -والعياذ بالله-، ولذلك ينبغي أن تدركي نفسك واحمدي الله -تعالى- على العافية وامتنعي عن مشاهدة هذه الصورة، وحاولي أن تتخلصي من المواقع والصور إذا كانت محفوظة على الشاشة، وتجنبي الخلوة فإن الشيطان مع الواحد واجعلي هذا الجهاز دائما في مكان مكشوف ومفتوح، واشغلي نفسك بالتواصل مع أهلك، واشغلي نفسك بحفظ القرآن والأشياء النافعة للإنسان، فالواحد منا إذا لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل، وهذا ما ينبغي أن تتنبهي إليه، أن تشغلي نفسك بالخير والطاعات قبل أن تشغلك بما يغضب رب الأرض والسموات.

واعلمي أن هؤلاء الأشقياء ما وضعوا هذه الأشياء السيئة إلا لإفساد شبابنا، فلا بد للإنسان أن يتواصل مع الصالحين، إضافة لمضرة هذه الأشياء على بصر وعقل وصحة وأخلاق الإنسان، فهذه الأجهزة يمكن أن تخرج معاقين، فتواصلي مع أهلك والصالحات من النساء في المحاضرات ومراكز تحفيظ القرآن.

نسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا على طاعته.

مواد ذات صلة

الاستشارات