السؤال
السلام عليكم.
في بداية حديثي أود أن أشكركم جزيل الشكر، وأسأل الله أن يجعل ما تقدموه في موازين حسناتكم.
أنا أدرس في كلية الطب في السنة الرابعة، عمري 22 سنة، مشكلتي بدأت منذ سنة ونصف تقريبا، فقد تراجع مستواي الدراسي، لم أصل حد الرسوب الحمد لله، ولكن مقارنة بمستواي في السنتين الأولى من الجامعة والثانوية يعتبر فرقا، لا أدري أين المشكلة؟ ولكني تأثرت كثيرا بوفاة جدي، وأصبحت الحياة ليس لها أي معنى لدي، وحماسي للطب قل بشكل كبير، لا أدري إن كان من كثرة المواد والضغوط، أصبحت لا أستطيع التركيز في المحاضرات، وأشعر بالملل عند المذاكرة، وأغصب نفسي قرب الاختبار بأيام على المذاكرة، وأتهرب من المذاكرة إلى الإنترنت، كما أني أصبحت أبكي كثيرا، وعلى أتفه الأسباب! وكلما مر الوقت أخاف كثيرا من مسؤلية وأمانة الطب، وأن لا أكون قادرة على مهنة الطب.
علما بأني دخلتها عن حب وأيضا من تشجيع والدي، ودائما يخطر في بالي والدي بأني لا أريد أن أخيب ظنهما بي، ولا أريد التخرج بأي مستوى.
أرجو منكم المشورة، جزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا والتواصل معنا.
طالما وصلت إلى هذه المرحلة التي أنت فيها، فهذا دليل على أنك قادرة، بعون الله توفيقه، على متابعة دراسة الطب، والتفوق فيه، وكما تحبين ووالداك.
أنا شخصيا كدت أن أترك كلية الطب لأدرس علم النفس أو علم التربية، ومن ثم رأيت أن أكمل دراسة الطب لما فيه من تشويق كبير في فهم طبيعة أجسامنا، وخاصة الدماغ، ولكن أخذت على نفسي أن أتخصص في الطب النفسي، وبذلك أكون قد جمعت بين التخصصين.
حاولي أن لا تصرفك بعض صعوبات الدراسة، وهي أمر لابد من مواجهته، أن لا يصرفك هذا عن السعي والعمل في تحقيق هدفك.
طبعا ليس هناك حاجة من محاولة إقناعك بضرورة وأهمية العلم والجامعة فهذا موجود عندك، وخاصة أنك مصممة على متابعة دراسة الطب، لتصبحي طبيبة وتعالجي آلام الناس، وإلا لما كنت كتبت إلينا.
ويا ترى ما هي أسباب قلة الرغبة في الدراسة حاليا؟ وما هي ظروف حياتك الأسرية والاجتماعية؟ وما هي طريقة دراستك، وما هي اهتماماتك وهواياتك؟
كل هذا لأنه من الصعب أن نفصل بين كل هذه المواضيع ووضعك الدراسي.
هل هناك ما يشغلك عن الدراسة كالانهماك مثلا بالنت؟ حيث ذكرت أنك تتهربين من الدراسة إلى الانترنت.
لاشك أنه يوجد عندكم في الجامعة مرشدة أكاديمية ممن يمكن أن تجلسي معها، وتراجعي كامل وضعك في الجامعة، وتبحثي معها عن سبل تجاوز هذه الصعوبات.
واسمحي لي أن أقول: إنه لا توجد وصفة سحرية، ولا توجد طريقة ليس فيها العمل والتعب وبذل الجهد!
طالما وصلت للسنة الرابعة، ما شاء الله، فأنت أكثر من قادرة على الاستمرار، ولاشك أن هناك أمورا كثيرة يمكنك القيام بها من أجل تحقيق هذه الدراسة بالشكل المناسب، ومما يمكن أن يفيد:
- أخذ قسط من الراحة خلال النهار، وقد لاحظت بين سطور رسالتك أنك متعبة، وهذا أمر طبيعي ويحصل معنا جميعا
- تقسيم الوقت للدراسة في المساء، إذا كنت ممن يفضلون الدراسة مساء، وبحيث يتخللها دقائق من الراحة، بين هذه الأقسام.
- تحديد المادة المطلوبة للدراسة وقبل أن يحين الوقت الذي حددته للدراسة، وبحيث لا تحتارين كثيرا فيما تدرسين في هذه الفترة.
- تناول الطعام والشراب باعتدال قبل الدراسة، بلا جوع وبلا تخمة، فكلاهما مما يدعو للنوم.
- تهيئة جو الغرفة فلا تكون باردة ولا حارة، وإنما الاعتدال.
- محاولة زيادة المدة المخصصة للدراسة وبالتدريج، كي يعتاد جسمك على هذا الجهد.
- أن تبدئي الجلسة بمراجعة ما درسته في الليلة أو اليوم السابق، فهذا مما قد يزيد حافزيتك للدراسة.
- لا بأس أن تأخذي كوبا من الشاي أو القهوة أو الشكولاتة الساخنة أثناء الدراسة، مما يزيدك نشاطا.
- إذا ما شعرت ببعض النعاس أو التعب أثناء الدراسة، أن تأخذي بعض الوقت للاستراحة، وأن تقومي من مكانك، وربما تقومي ببعض الحركات الرياضية الخفيفة لمجرد التنشيط.
- أن تضعي اللاب توب أو جهاز الكمبيوتر وربما الهاتف الجوال، وهذا هام جدا في حالتك، بعيدا عنك.
- مما يعين كثيرا أن تدرسي مع صديقة أو أحد أفراد الأسرة، فهذا مما يدعوك للنشاط، ولكن انتبهي أن لا يصبح هذا بابا للانشغال وإضاعة الوقت، على النت أو غره.
أرجو أن يكون في هذا ما يعين، وأدعوه تعالى لك بالتوفيق والنجاح، لنراك طبيبة بيننا خلال سنوات، وتقر عيناك وأعين والديك.