السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكن أن يكون وجود ورم على الغدة النخامية بحجم 6 مم سببا في عدم استمرار الحمل؟ مع العلم أن هرمون الحليب تمت معالجته قبل الحمل، وانخفض إلى الحد الطبيعي، وتوقف أخذ العلاج أثناء الحمل، وقد حدثت ثلاثة إجهاضات والتحاليل كلها سليمة؟
ما هي التحاليل المطلوبة في حال الرغبة بالحمل بعد منع طبيعي لمدة سنتين؟ مع العلم لم يحدث حمل خلال أربعة أشهر من ترك المانع الطبيعي، وهرمون الحمل طبيعي ولا توجد التهابات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sosana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عند علاج ارتفاع هرمون الحليب الناجم عن ورم نخامي مفرز لهذا الهرمون، فإنه يجب عدم إيقاف العلاج بمجرد عود الهرمون إلى المستوى الطبيعي، بل يجب الاستمرار بالعلاج مدة سنتين بعد عودة الهرمون إلى المستوى الطبيعي.
بهذه الطريقة نضمن بأن حجم الورم قد صغر كثيرا أو اختفى، ونضمن استقرار الهرمون بمستوى طبيعي، فتقل كثيرا احتمالية انتكاس أو عودة الحالة -لا قدر الله-.
تسلسل الأحداث في رسالتك غير واضح بالنسبة لي، فهل تم الحمل والإجهاض لثلاث مرات متتالية، مباشرة بعد عودة هرمون الحليب إلى طبيعته، وإيقاف العلاج، أم تم ذلك قبل اكتشاف الحالة وتطبيق العلاج؟ وهل فترة استخدام مانع الحمل الطبيعي لسنتين هي فترة استمر فيها العلاج للوقاية، أيا كان الهرمون فيها طبيعيا؟
إن الخصوبة تعود إلى طبيعتها بمجرد عودة هرمون الحليب إلى مستواه الطبيعي، حتى إن وجدت بقايا للورم بالتصوير, فإن لم تترافق هذه البقايا مع ارتفاع في هرمون الحليب, فإنها لن تسبب تأخرا في حدوث الحمل.
إذا كانت محاولة الحمل قد تمت منذ أربعة أشهر فقط، أي بعد انقضاء فترة السنتين اللتين كانتا يتم خلالهما استخدام المانع الطبيعي, وكان خلالها هرمون الحليب طبيعيا، فهنا أقول لك: إن هذه الفترة لا تعتبر كافية للقول بحدوث تأخر في الحمل، لأن الحمل لا يحدث إلا بنسبة لا تتجاوز 15-20% في كل شهر، وهذا في أحسن الظروف، لكن هذه النسبة هي نسبة تراكمية، أي أنها تزداد شهرا بعد شهر، لتصبح تقريبا60% بعد ستة أشهر، ونحو85% بعد مرور سنة، وهذه نسب عالية -كما ترين- يجب الاستفادة منها.
لذلك فإننا ننصح بالانتظار سنة كاملة بعد التوقف عن المانع الطبيعي، فإن لم يحدث الحمل خلالها، فيمكن البدء باعطاء المنشطات للمساعدة على الحمل -باذن الله تعالى-.
بالنسبة لتكرر الإجهاض، فإن كان قد حدث قبل علاج ورم النخامة، فقد يكون سببه ارتفاع هرمون الحليب الناجم عن هذا الورم، وبما أن الهرمون قد أصبح طبيعيا الآن، فهذا يعني بأن سبب تكرر الإجهاض قد زال -إن شاء الله-.
إن كان الإجهاض المتكرر قد حدث رغم أن هرمون الحليب كان طبيعيا، فهنا لا يكون هذا الهرمون هو السبب، ويجب عمل بعض الاستقصاءات التي يمكن من خلالها الكشف عن السبب.
وهي: كما يلي:
-تحليل الصبغيات لكلا الزوجين.
-تحليل مخزون المبيض.
-عمل صورة ظليلة للرحم والانابيب، أو عمل تنظير لجوف الرحم، للتأكد من انتظامه وعدم وجود عائق أمام التعشيش.
-تحليل تحمل السكر GTT
-تحاليل للأجسام المضادة لاكتشاف وجود أمراض مناعية، وهي: ANA-ACA-LA-ANTI -B2 GLYCOPROTIEN ANTIBODY
تحاليل لقابلية التخثر ANTITHROMBIN 111-PROTIEN C-S- FACTOR - V- LEIDEN V . وتحليل للغدة الدرقية، ولبقية هرمونات النخامة وللغدة الكظرية، وهيTSH -FREE T4-T3-LH-FSH--DHEAS
يمكن كنوع من الاحتياط إعطاء الزوجة علاجا وقائيا للالتهاب، للقضاء على أي التهاب خفي أو كامن قد ينشط خلال الحمل، ويسبب الإجهاض، ومن ذلك أن تتناول حبوب تسمى(اريثروميسين)500 ملغ ثلاث مرات في اليوم، مدة أسبوع قبل حدوث الحمل.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما، وأن يرزقك بما تقر به عينك.