اضطرابات مزاجية ومشاكل في التركيز والتذكر والنوم، هل أحتاج لطبيب نفسي؟

0 369

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عاما، وأريد أن أعرف إن كان يجب علي الذهاب إلى طبيب نفسي أم لا؟

مشكلتي أني أعاني من اضطرابات مزاجية، وغالبا أكون مكتئبة بدون أي سبب لدرجة أنه يمكن أن أؤذي نفسي، أفضل العزلة ولا أحب الاختلاط بالناس أبدا، أكره المناسبات أو أي مكان يجبرني على مقابلة الناس، ليس لدي أي ثقة بنفسي، أعاني من صعوبة كبيرة جدا في التأقلم مع واقعي ومع من حولي، تأتيني نوبات مفاجئة من البكاء من دون القدرة على كبحه.

وذاكرتي أصبحت سيئة جدا، ولدي صعوبة واضحه في التركيز، أشعر بتشتت فكري وعدم القدرة على فعل أي شيء، لدي اضطرابات في النوم، وأحيانا عندما أخلد إلى النوم أبدأ بسماع أصوات مزعجة جدا مع يقيني أنها غير موجودة مما يسبب لي الأرق، أشعر أني إذا قابلت الناس تحكمني تصرفات خارجة عن إرادتي، وأقول أشياء خارجة عن سيطرتي مما يضايقني كثيرا، لدي يأس وخيبة أمل تسيطر علي، أشعر بتبلد كبير جدا وكأنني مصابة بشلل عاطفي، وفي أحيان قليلة أشعر بعكس ذلك كله، أشعر بأنني نشيطة جدا وسعيدة ومتفائلة.

سامحني على الإطالة، ولكنني تعبت من نفسي، وأرجو منكم الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nas حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكرت وتفضلت لديك شيء من التقلبات المزاجية البسيطة، والذي أراه أن مهاراتك الاجتماعية أيضا لم تتطور بالصورة التي تجعلك تتخطين هذه الصعوبات خاصة الصعوبات فيما يخص التواصل والثقة بالذات.

لا تخافي من الفشل -أيتها الفاضلة الكريمة-، هذا مهم جدا، وكوني أكثر ثقة واقتدارا وإنصافا لنفسك، لا تقيمي نفسك سلبا. الاكتئاب النفسي حتى وإن أتى للشباب كثيرا ما يأتي من خلال التفكير السلبي، يعني أن علة المزاج ليست هي العلل الأساسية، إنما اضطراب المزاج يكون ثانويا ناتجا من سلبية التفكير والمشاعر، فكوني دائما إيجابية.

أنت صغيرة في السن، أمامك -إن شاء الله تعالى- مستقبل رائع، اجتهدي في دراستك، وأريد أن أنصحك بشيء على وجه الخصوص، وهو بر الوالدين، فهو يعطيك شعورا بالطمأنينة، ونوعا من الأنس الداخلي كما يقولون، وتحسين أنك بالفعل مندفعة اندفاعا طيبة وأن حياتك ذات قيمة، هذا أمر مهم، أنا أعرف أنك حريصة على بر والديك والرفق بهما، لكني ذكرته لك الآن؛ لأني أعرف قيمته العلاجية.

نقطة مهمة جدا، وهي أن تكوني حازمة جدا مع نفسك في إدارة الوقت، يجب أن تنفذي ما تريدين أن تنفذيه، يجب أن تطبقي، يجب ألا تتأخري، يجب أن تكوني مجيدة، وحسن إدارة الوقت لا يعني أبدا أن يصرف الإنسان نفسه للمذاكرة طول الوقت أو للراحة طول الوقت، لا، هنالك توازن من خلال برمجة معينة، والإنسان الذي يدير وقته بصورة جيدة وينجز سوف يتحول تفكيره إلى تفكير إيجابي؛ لأنه سوف يحس بما نسميه بـ (الإشباع الذاتي والرضا) فكوني -إن شاء الله تعالى- على هذا السياق.

بالنسبة للعرض الذي يأتيك وهو سماع أصوات مزعجة قبل النوم، هذا قد يكون من القلق والتوتر، لكن هذا أيضا عرض نعطيه بعض الاهتمام خاصة أنك ذكرت أنك تتصرفين تصرفات خارج إرادتك، هذا يجب أن نتوقف عنده، -وإن شاء الله تعالى- ليس هنالك أمر خطير، لكن بالفعل يفضل أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا لتحكي له هذه الجزئية على وجه الخصوص، وسوف يقوم الطبيب بمزيد من التدقيق والاستقصاء حول هذا العرض، ومن ثم إن كانت هناك حاجة لعلاج دوائي سوف يقوم بإعطائك له.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات