هل أستمر في نصح فتاة تميل لبنات جنسها، أم أتركها وأدعو لها فقط؟

0 409

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من فائدة لكل من أطل على موقعكم.

أنا فتاة عمري 34 سنة، كنت قد سجلت في موقع خاص للزواج الإسلامي، وتعرفت على شاب لغرض الزواج الحلال، واتضح لي أنه فتاة وكانت قد دخلت باسم شاب؛ الأمر الذي أزعجني وقد رغبت بمعرفة السبب، ولو أنني كنت أدرك في داخلي لم فعلت هذا، وماذا تريد؛ فقالت أنها تميل إلى الإناث أكثر من الرجال، وأنها قرأت معلوماتي، وتريد أن أكون أنا حبيبتها على حسب قولها!

حاولت جاهدة أن أحرك الوازع الديني فيها بكل ما أوتيت من قوة وعبثا أحاول، حتى أنني كنت قد قررت حذفها، وأن أدعها وأن أدعو لها بظهر الغيب ليس إلا، ولكن هناك شيء ما بداخلي يقول لي لا تتركيها، أريد أن أردها عن ما هي فيه، فأنا إنسانة أصلي الصلوات في أوقاتها، وأحاول عمل الخير أينما كنت وبأي طريقة، ودائما ما أذكر الله وخاصة بالاستغفار، وأقرأ كل أنواع الكتب وخاصة الدينية وآخرها (هذا الحبيب يا محب)، وهذا ما جعلني أفكر بالأخذ بيدها ومساعدتها، ولكنني أجهل الطريقة النفسية الصحيحة لذلك كونها المرة الأولى التي تصادفني فيها هكذا حالة، أفيدوني أفادكم الله، هل ما أنا قادمة عليه خير أم أنني يجب أن أبتعد وكفى؟

وبارك الله فيكم ولكم وعليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرافئ الجنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذه الغيرة على الدين، وهذا الحرص على دعوة هذه الفتاة التي تحتاج فعلا إلى من يقف إلى جوارها، يقدم لها النصيحة التي تسير عليها، وأرجو أن تبدئي مشوارك معها بتسليط الأضواء على رقة وجمال الأنوثة، ودور المرأة العظيم، فهي أم الرجال وأخت الرجال وبنت الرجال، والمرأة نصف المجتمع وعلى يدها يتربى النصف الآخر، والعظيم قال للرجال وللنساء: { ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} فللمرأة ميزات، والنساء شقائق الرجال، والإنسان ينبغي أن يرضى بالهيئة التي خلقه الله تعالى، ولن يسعد إلا بهذه الطريقة.

أما الإنسان الذي لا يرضى بما هو عليه، وما قدره الله له، فهذا يضيع نفسه، ولا يمكن أن يسعد، فهذه الفتاة بحاجة إلى من يذكرها بالله ويأخذ بيدها، ويبين لها عواقب سيرها في هذا الطريق، وأرجو أن تجتهدي في معرفة تفكيرها بهذه الطريقة فقد تكون وراءها مصائب أو ويلات أو أسرة لا تقدر الأنثى، أو تعرضت في صغرها لمواقف دفعتها لهذا الاتجاه، ربما ...إلخ.

التفكير بهذه الطريقة له أسباب، وإذا علم السبب سهل علينا -بإذن الله تعالى- إصلاح الخلل، ومن هنا نتمنى أن تتواصلي وتستوضحي منها الأسباب، ثم تتواصلين مع موقعك حتى نتعاون جميعا في نصحها، وفي إرشادها بخطورة هذه الطريق الذي تمشي عليه، وأنها تعكر على نفسها حياتها ومستقبلها، وأنها إذا لم ترجع وتتوب من هذا الطريق فلن تسعد في حياتها، والمسترجلة التي تفكر بهذه الطريقة مرفوضة في عالم النساء والرجال؛ لأنها متناقضة مع نفسها ومعارضة للفطرة التي فطر الله الناس عليها؛ ولأنها تلهث وراء السراب؛ ولأنها تمارس ممارسة لا توصل للإشباع والارتياح، ولا تحقق معاني الأمومة للفتاة.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك، ويكون عونا لك على صعوبات هذه الحياة، وأن يعينك على إصلاح هذه الفتاة، وأن يثبتك على الخير والطاعة.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات