السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
نشكركم على ما تقدمونه من استشارات متميزة وخدمات متكاملة.
عمري 18، ظهرت معي قبل فترة أعراض: كالكسل، واحمرار العين، والنسيان وعدم التركيز.
ذهبت للمستشفى، وعملت تحاليل للغدة الدرقية والدم، والحمد لله التحاليل كانت سليمة، وأكثر ما كان يقلقني هو النسيان وعدم التركيز والتشتت الذهني، خصوصا في فترة الاختبارات.
أخذت نتروبيل بناء على استشارات تشبه حالتي، فأخذت أمس 400مل غرام صباحا ومساء، فظهر معي صداع شديد وزاد احمرار العين.
ما نصيحتكم لي؟ هل أترك الدواء، أو أكمله بجرعات أخف؟ وهل الصداع سيذهب قريبا أم يبقى؟ علما بأني آخذ بندول ولوراتادين للزكام حاليا، أنا طالب مجتهد ومتميز ولله الحمد، لكني حاليا لا أستطيع أن أذاكر وأبقى أكثر من نصف ساعة وأشعر بالملل من المذاكرة، ما نصيحتكم لي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: أسأل الله تعالى أن يبعد عنك الهم والحزن والعجز والكسل، فاحرص على هذه الأذكار.
الأمر الثاني: أنت -والحمد لله تعالى- تحاليلك كلها جيدة وسليمة كما ذكرت، وظهر عندك هذا الصداع الآن، والنتروبيل لا يسبب الصداع أبدا، على العكس تماما، فهو قد يفيد بعض الذين يعانون من الصداع العصبي على وجه الخصوص، وما دام لديك احمرار في العين مع الصداع أعتقد أن الذهاب لطبيب العيون مهم، حتى يقيس ضغط العين.
لا أريدك أن تنشغل بهذا الموضوع، لكن نحن دائما نحاول أن نربط ما بين الأعراض، ويعرف تماما أن ارتفاع ضغط العين قد يؤدي إلى احمرار في العين وكذلك الصداع، وليس من الضروري أبدا أن يكون عندك هذه الحالة، لكني فقط أريدك أن تتأكد أيها الفاضل الكريم.
قطعا الزكام أيضا يؤدي إلى الصداع في بعض الأحيان، وقد يؤدي إلى احمرار العين، وسوف تستفيد كثيرا من الراحة، وإن أردت أن تركز على الراحة مع شرب السوائل مع فيتامين (c) في هذه الفترة، هذا سوف يكون جيدا، وكما ذكرت لك مقابلة طبيب العيون مهمة، لكن يمكن أن تؤجلها حتى ينتهي هذا الزكام، فإن تحسن الصداع وزال احمرار العين فهذا قد يكون هو السبب، أما إذا استمر معك الصداع واحمرار العين فأفضل أن تقابل الطبيب -أيها الفاضل الكريم-؛ لمجرد التأكد والاطمئنان على صحتك.
أما الكسل؛ فعليك كما ذكرت بالدعاء؛ فهو مهم جدا في أمره، وأن تعزم على أن تكون نشطا.
أيها الفاضل الكريم: ممارسة الرياضة مهمة جدا للشباب، وحسن إدارة الوقت مهمة جدا، والنوم المبكر حتى تستفيد من البكور، واستيقظ لصلاة الفجر نشطا، بعد ذلك ابدأ وذاكر لمدة ساعة وساعة ونصف ثم اذهب إلى المدرسة.
أرجو أن تقتنع قناعة كاملة بهذا البرنامج الذي أقوله لك، كان هذا هو منهجي حين كنت في عمرك، وقد استفدت من ذلك كثيرا، واعلم أيها الفاضل الكريم أن هذه الأمة قد بورك لها في بكورها، لكن بكل أسف أصبح كثير من شبابنا يضيع فترات الصباح الجميلة، لا تكن من هؤلاء، هذا يزيل عنك الكسل تماما -إن شاء الله تعالى-.
هذا هو المنهج الذي أريدك أن تتبعه، وأرجو أن ترفه عن نفسك أيضا بما هو طيب وجميل، واسع دائما لبر والديك، هذا يعطيك دفعا نفسيا كبيرا، وعليك بتنظيم الوقت بصورة إيجابية؛ فإنه يزيل عنك الملل -إن شاء الله تعالى- وكما ذكرت لك الرياضة، والترفيه عن النفس، وخذ قسطا كافيا من الراحة، وعليك بتخصيص وقت صباحي للقراءة؛ هذا يجعلك تحس بإنجاز عظيم، مما يحسن من تركيزك ورغبتك ودافعيتك.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.