لدي وسواسٌ في العقيدة وأشعرُ أن الله لا يحبني!

0 347

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من وسواس قهري في العقيدة، وبما يتعلق بالإسلام عموما، وذات مرة قرأت عن تجارب المسلمين والمسلمات في كفالة اليتيم ومنافعها وأثرها الإيجابي في حياتهم، وأتمنى أن أقدم علي هذا الشيء، ولكني أخاف؛ لأني أعاني من وسواس أكثر ما يكون عن الله سبحانه، وأشعر أحيانا أن الله لا يحبني وسيعذبني عذابا كبيرا، لهذا أخاف أن أقدم على هذا الشيء ولا أرى الأثر؛ فيتأكد لي هذا الموضوع، وهو أن الله لا يحبني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Tiffa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يذهب عنك كل سوء ومكروه.

نحن نتفهم المعاناة التي تعانينها بسبب هذه الوساوس، ولكننا ننصحك بأن تبذلي وسعك في دفعها عنك والاستعانة بالله تعالى في ذلك، وستوفقين -بإذن الله تعالى- وتعانين على التخلص منها، فإنها شيء حقير تافه، لا ينبغي لك أن تستسلمي له، وتسمحي لهذا الوسواس بالتسلط عليك، مع أنه بإمكانك دفعه عن نفسك وإراحة نفسك من عناه وويلاته.

والدواء النافع القالع لهذه الوساوس أيتها الأخت الكريمة هو: الإعراض الكامل عنها، والاستعاذة بالله تعالى عندما يخطر لك خاطر الوساوس، وهذا كله امتثالا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن شكى إليه الوسوسة، قال: (فليستعذ بالله ولينته).

فإذا استعذت بالله تعالى وانتهيت عن التفكر فيها والاسترسال معها فإن الله تعالى سيذهبها عنك، وكراهتك لهذه الوساوس وخوفك منها دليل على وجود الإيمان في قلبك، إذ لولا وجود هذا الإيمان لما انزعج القلب هذا الانزعاج، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال لمن شكى إليه وسوسة في صدره: (ذاك صريح الإيمان) فلولا الإيمان ما انزعج القلب، ولما شعر الإنسان بهذا العناء.

ولهذا فنحن نبشرك أولا: أنك على إسلامك وإيمانك، لكن اتقي الله تعالى في نفسك وارحميها وخلصيها من هذه المعاناة، وذلك باتباع ما ذكرناه لك، وهذا هو الدواء لها، وليس الوقوف عندها والعمل بما تستلزمه وتقتضيه، فخوفك من هذا العمل وتركك له جزء من الاسترسال مع الوساوس والاستسلام لها، فاستعيني بالله وتوكلي عليه وأقدمي على عمل الخير، واعلمي أن حب الله تعالى لك إنما تكتسبينه بالإكثار من طاعته، فإن الله تعالى شرع لنا أعمالا وأقوالا بها نصل إلى حبه، كما قال سبحانه وتعالى: (وما تقرب إلي عبدي بأفضل مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه).

فهذه الطاعات من أقوال وأفعال هي الطريق الموصلة إلى حب الله تعالى لنا، فأكثري من ذكر الله، واشتغلي بطاعته، وأكثري من دعائه، وحاولي استغلال عمرك ووقتك فيما ينفعك عنده سبحانه وتعالى، تصلين بذلك إلى حب الله.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك حبه ويجنبنا مساخطه.

مواد ذات صلة

الاستشارات