السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صبحكم الله بكل خير:
زوجتي تعاني من حالة صرع جاءتها، وهي في الثانوية العامة، وعولجت منها بديباكين كرونو 500، ثم تم استبداله بتيجريتول، ثم مرت عليها 10 سنوات لم تأتها حالة الصرع، أو النشاط الكهربي الزائد.
لكن بعد الزواج وحدوث الحمل جاءتها أول نوبة في الشهر السادس مرة، ثم الثامن تكررت مرتين، الشهر السادس لم يتم صرف لها علاج.
الشهر الثامن تم صرف علاج لها اسمه كيبرا، لكن حصل لها حساسية، ثم تم استبداله في أول التاسع بديباكين كرونو 500 ، لكن نصحونا بعدم الرضاعة عليه، وهي تتناوله.
قالوا لنا اسم علاج ثالث هو epanutin أو dialatin يصلح معه الرضاعة الطبيعية فهل هذا صحيح؟
هل تصلح الرضاعة مع تناول الزوجة علاج الإيبانوتين أو الديالاتين؟ وهل يؤثر على الطفل، كما أن زوجتي تحمل فيروس c ، ولكنه خامل والآن ولدت بعملية قيصرية، هل من مشكلة في الرضاعة الطبيعية للطفل؟ وهل هناك مخاطر على الطفل، وكيف نتقي ذلك؟
أفيدونا بالله عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى العافية والشفاء لزوجتك، ومبروك المولود، نسأل الله تعالى أن يجعله من الصالحين، وأن يكون قرة عين لكما.
أخي الفاضل: هناك قطعا محاذير شديدة في استعمال الأدوية المضادة للصرع في فترة الحمل وكذلك في فترة الرضاعة، لكن لا نقول أنها ممنوعة، فقط هنالك أدوية معينة هي التي قد تكون أقرب إلى السلامة، وبالنسبة للمرأة الحامل دائما أنا أنصح في فترة الحمل أن تكون تحت المراقبة الطبية المشتركة من جانب طبيبة النساء والولادة، والطبيب المختص في أمراض الأعصاب، أي الطبيب الذي يشرف على علاج النوبات الصرعية.
الآن زوجتك الحمد لله تعالى أنهت الحمل بسلام، والسؤال المطروح الآن هو حول الرضاعة.
الـ (epanutin) ربما يكون سليما نسبيا في فترة الرضاعة، لكن لا نستطيع أن نقول أنه سليم سلامة مطلقة، وذلك لأن كبد الصغير في فترة الثلاثة أشهر الأولى بعد الولادة ليس لها القوة والمقدرة التامة للتعامل مع الأدوية فيما يخص عملية إفراز هذه الأدوية، وتكسير هذه الأدوية، عملية تسمى بالاستقلاب والتمثيل الأيضي للأدوية.
بعض الأطباء يقولون: يمكن للمريض أن يتناول جرعة صغيرة مثلا من الدواء، لكن هذا ليس صحيحا في حالات مرض الصرع؛ لأن الجرعة يجب أن تكون كافية.
بعض الأطباء ينصحون بأن تتناول المرضعة الدواء ثم لا تعطي الطفل أي حليب خلال الساعات الثمانية القادمة، أي الساعات التي تلي تناول الجرعة الدوائية، يحلب هذا الحليب من الثدي أو يشفط، ثم بعد ذلك يعطى للطفل الحليب الذي سوف يتم تكوينه مجددا.
هذه أيضا أحد الطرق، لكن أنا بصفة عامة أنصح ألا ترضع الطفل، أعرف أن ذلك سوف يؤدي إلى شيء من عدم الرضا من جانب زوجتك، لأن كل أم تريد أن ترضع طفلها، بل تريد أن تكمل الرضاعة، لكن ما دام هنالك عذر وعذر ضروري أعتقد أن الأحوط والأسلم ألا ترضع الطفل. هذا بصفة عامة أيها الفاضل الكريم.
وإن كانت في حيرة من أمرها أرجو أن تتواصل مع طبيبها، الطبيب الذي يشرف الآن على علاجها من هذه النوبات؛ لأنها أدرى بحالتها، ليست القضية هي تناول الدواء فقط، لكن نوعية هذا الدواء، الجرعة التي يحتاجها المريض، كيفية استجاباته، شخصية المريض، هذه كلها أمور تؤخذ في الاعتبار حين يتخذ الطبيب قرارا بأن يستمر المريض في الدواء أو لا يستمر فيه.
عموما الذي يهمنا ألا تحدث لها نوبات، هذا ضروري جدا، وهذا يجب أن يأخذ الأسبقية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.