بسبب أولادي أشك دائما في صحة وضوئي، فماذا أفعل؟

0 324

السؤال

السلام عليكم

عندى أطفال صغار في البيت وهم سبب مشكلتي؛ لأنهم يجعلوني دائما أشك في وضوئي، لدرجة أني أقوم بتغيير ملابسي بالكامل عند كل وضوء، وهذا الموضوع أرهقني كثيرا، وإذا لم أفعل ذلك أشعر أن صلاتي لا تقبل.

يقولون: إني أعاني من وساوس، ولكن أراه حرصا؛ لأني أرى بعيني ما يفعله هؤلاء الأطفال وينقض الوضوء، كتسريب حدث مرة واحدة من حفاظات الطفلة ولم يتم تطهير المكان من بعده، فأصبحت أشك في كل مكان وكل شيء في المنزل أنه غير طاهر، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك داء الوسوسة ويعافيك منه.

نحن ننصحك أولا نصيحة من يحب لك الخير: أن تجتهدي في التخلص من هذه الوساوس، وذلك بالإعراض عنها بالكلية وعدم الالتفات إليها، فالوسوسة داء عظيم إذا تسلط على الإنسان جره إلى أنواع من المعاناة والمشقة، والله عز وجل أرحم بنا من أنفسنا، ولا يريد منا سبحانه وتعالى العنت، وقد قال لنا جل شأنه في آية الطهارة: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم}.

ولهذا أرسى لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- قاعدة عظيمة وهي: أن اليقين لا يزول بالشك، فعليك بالاستمساك بهذا الأصل العظيم، فإنه دواء -بإذن الله تعالى- لكثير من معاناتك في باب الطهارة.

ونحن لم نفهم وجه الربط بين الأطفال وبين انتقاض الوضوء، ولكننا فهمنا من كلامك أنك تشكين في تنجس بعض الأشياء بسبب الأطفال، وابتداء نقول: إن الوضوء لا يتأثر بحصول النجاسة لو حصلت يقينا، فلو تنجست ملابسك أو تنجست أعضاؤك بنجاسة فإن هذا لا يؤثر على الوضوء، فلا ينتقض به الوضوء، وإنما يجب عليك تطهير تلك النجاسة، هذا أولا.

أما ثانيا فنقول: الأصل في الأشياء الطهارة، والأصل عدم انتقال النجاسة، فلا تحكمي على شيء بأنه قد تنجس حتى تتيقني يقينا جازما كتيقنك بوجود الشمس في وسط النهار بأن النجاسة قد أصابته، هذا اليقين الجازم الذي تستطيعين أن تحلفي عليه إذا حصل فإنه لا يلزمك إلا تطهير محل النجاسة فقط، وهذا إنما تحتاجين له إذا كنت تريدين الصلاة على ذلك المكان أو بتلك الثياب التي أصابتها النجاسة، وإلا فإذا كنت لا تصلين عليه ولا تصلين به فإنه لا يلزمك تطهيره، وبهذا تدركين أن دين الله تعالى سمح، وأن شريعته سهلة، ليس فيها عنت ولا مشقة.

ومما يعينك على التخلص من هذه الوساوس أن تعلمي يقينا أن الله تعالى لا يحب منك هذا الاحتياط الذي يحاول الشيطان أن يزينه لك ويغلفه بغلاف الشرع ويخرجه بإخراج حسن، الله تعالى لا يحب منا بل لا يرضى أن نتبع خطوات الشيطان، وقد حذرنا من ذلك فقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان} والوسوسة من أعظم الوسائل الشيطانية التي يحاول الشيطان من خلالها أن يثقل العبادات والطاعات على الإنسان، فاحذري على نفسك من ذلك، واستعصمي واستمسكي بالعلم، وتعلمي ما ينفعك، واصرفي ذهنك عن التفكر في الوساوس والأوهام.

نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل والعافية في الدين والدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات