السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر جميع القائمين على هذا الموقع وجزاهم الله خيرا، إخواني لدي مشكلة ولا أعلم ما هي؟ ولا أعتقد بأن الأمر طبيعي؛ حيث إنه لم يكن لدي هذا الشعور من قبل بل من قرابة سنة تقريبا.
أنا متزوج، وعمري 30 سنة، ولدي طفل، ومنذ 6 شهور تقريبا انتقلت إلى دولة أخرى للبحث عن العمل، وأبقيت زوجتي وولدي عند أهل زوجتي.
ما جعلني أطرح مشكلتي أنها كثيرة التكرار علي وهي: الضيق واليأس، والإحساس بالظلام في كل مكان، باختصار لا يوجد شيء مفرح أو هدف في الدنيا، هذا الشعور يأتيني فجأة، وأنا أجلس، وأنا أتناول الأكل، وأنا أصلي، شعور مرعب يصحبه خوف وإحساس بخروج شيء من فتحة الشرج -أعزكم الله- مع أنه لا يوجد شيء يخرج، وحرقان بالمعدة، وكهرباء بالجسم لحظة التفكير بالمستقبل، أو الانتقال إلى بلدة أخرى، أو الرجوع حتى إلى زوجتي وولدي.
فقط بوجود ابني وزوجتي معي يصيبني خوف شديد، وشعور بالموت، وما إن أذهب بهم إلى بيت أهل زوجتي حتى أرتاح ويختفي هذا الشعور.
إخواني أرجوكم ما الذي يوجد بي؟ هل هي حالة نفسية أو حسد أو سحر، لا أعلم ماذا أفعل؟
لقد تعبت ولا أستطيع التفكير بشيء، أتمنى من الله -سبحانه- بأن الموضوع وصل بصورة واضحة، ويوجد لدي صداع نصفي، ويزداد الشعور باليأس إذا لم أنم جيدا، أتمنى أن أجد الرد من إخواني القائمين على هذا الموقع، وجزاكم الله خيرا، وجعله الله في ميزان أعمالكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي يحدث لك هو نوع من عسر المزاج المفاجئ، وهو درجة بسيطة من درجات الاكتئاب، واتضح لي أيضا أن لديك الجوانب القلقية الوسواسية، وهذا كله أدى إلى ما نسميه بالأعراض النفسوجسدية، يعني أعراض الحرقان بالمعدة، والكهرباء بالجسم لحظة التفكير، هذا كله حقيقة ناتج من القلق.
أخي الفاضل: -إن شاء الله تعالى- الحالة بسيطة، ويظهر لي أيضا أن الأمر مرتبط بشخصيتك؛ حيث من الواضح أنك رجل حساس ولطيف، وتحاول دائما أن تجعل الأمور متوازنة، وهذا كثير ما يكون غير متاح للإنسان.
أيها -الفاضل الكريم-: استعن بالله وكن إيجابيا في تفكيرك، ولا أعتقد أن في الأمر حسدا أو سحرا لك، المسلم دائما يجب أن يحصن نفسه من هذه الشرور، والله خير حافظا.
إن تمكنت من مقابلة طبيب نفسي فهذا أمر جيد، وإن لم تتمكن أعتقد أن تناول أحد محسنات المزاج سوف يفيدك كثيرا، العقار الذي يعرف باسم (زولفت) واسمه العلمي (سيرترالين) سيكون من الأدوية المناسبة جدا لعلاج هذه الحالة، والجرعة هي نصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجراما- يتم تناولها ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
الدواء دواء جيد وبسيط جدا، وغير إدماني، وأنا متأكد أنه سوف يحسن مزاجك كثيرا.
أخي الفاضل: اسعى دائما لأن تكون إيجابيا في تفكيرك، وحاول أن تنظم وقتك، وأن تمارس الرياضة، واحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، ولا تدع للفكر السلبي مجالا أبدا، أغلق الباب أمامه، واسعى دائما لأن تكون متفائلا، وهذا قطعا سوف يفيدك كثيرا -بإذن الله تعالى-.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.