السؤال
السلام عليكم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
لدي حصى بالمرارة، وقرأت عن علاج لإخراج الحصى من المرارة، وأريد رأيكم فيها، هل هو آمن أم لا؟ في أول خمسة أيام، آخذ أربعة أكواب من عصير التفاح كل يوم، أو أكثر من أكل التفاح، على الأقل أربع أو خمس تفاحات، حسب ما أفضله، فعصير التفاح يلين الحصوات ويساعد على تحركها، وخلال الخمسة أيام أقلل من تناول الطعام، وفي اليوم السادس لا أتناول العشاء، وفي الساعة 6 مساء، آخذ ملعقة من أبسوم الملح (كبريتات المغنيزيوم، ملح إنجليزي, واسمه الشائع ملح إبسوم Epsom salt) مع كوب من الماء الدافئ، وفي الساعة 8، أكرر نفس الشيء (كبريتات المغنيسيوم يفتح قنوات المرارة).
وفي الساعة 10 مساء، آخذ نصف كأس زيت زيتون، أو زيت السمسم، مع نصف كأس عصير الليمون الطازج، يخلط المزيج جيدا ثم يشرب، فالزيت يسهل مرور الحصى، وفي صباح اليوم التالي، سوف تخرج الحصوات -بإذن الله- ما رأيكم بهذه الطريقة؟
جزاكم الله خيرا على ما تقدمون من خدمة للإسلام والمسلمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تنتج وتفرز المادة الصفراوية من الكبد بشكل طبيعي، وهذه المادة عبارة عن مجموعة من الأملاح والدهون وكولسترول، وبيلوروبين ومواد كيميائية أخرى، لتتخزن في المرارة لاحقا إلى حين الحاجة إليها لهضم الدهون في الأمعاء الدقيقة، وعند وجبات الطعام تتقلص المرارة لتفرز محتواها من المادة الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة عبر قنوات خاصة بشكل طبيعي.
حين يزداد تركيز المادة الصفراوية -ولأسباب عديدة- تصبح كثافتها أعلى من الطبيعي، تنشأ أجسام صغيرة ناجمة عن ترسب مكونات الصفراء لتكون نواة لنشوء حصى المرارة، وتختلف أحجام حصى المرارة، فقد تكون بحجم حبة الرمل الصغيرة، وقد يصل حجمها إلى حبة العنب الكبيرة.
عادة تكون هناك مجموعة من الحصى بما يصل مجموعه إلى المئات بل أكثر، غير أن 20 % من الناس يكون لديهم حصاة واحدة فقط، أما الأسباب التي يعتقد أنها من العوامل التي تزيد فيها حدوث حصيات المرارة:
- البدانة والوزن الزائد.
- عدم القيام بتمارين رياضية كافية.
- الإناث أكثر عرضة للإصابة من الذكور، وربما كان للهرمونات الأنثوية علاقة بذلك، يضاف إلى ذلك أن أقراص منع الحمل وتناول الهرمونات يزيد من فرصة تكوين الحصى المرارية.
- وجود نسبة عالية من الكولسترول أو (بيليربين) في المرارة ولا علاقة له بارتفاع الكوليسترول في الدم.
- أن يكون المريض فوق سن 40 عاما.
- وجود مرض السكري أو أي داء في الكبد.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالحصيات.
- نقص أو قلة تفريغ المرارة، وهذا يؤدي إلى تراكم الصفار وزيادة تركيزه وقابليته الشديدة لإنتاج الحصى، وهذا يحصل في فترات الحمل، وفترات الصيام الطويلة.
وهناك نوعان أساسان لحصيات المرارة:
- حصيات الكوليسترول: وهي أكثر الأنواع انتشارا.
- الحصى الصفراوية: وهي مكونة من مادة الصفار (البيلوروبين) وتكثر لدى المصابين بأمراض انحلال أو تكسر الدم.
يعتبر استئصال المرارة هو العلاج الجذري عند احتوائها على حصيات، مع حدوث نوبات ألمية بسببها أو أي اختلاط لهذه الحصيات (التهاب مرارة حاد أو التهاب بنكرياس أو انسداد في الطرق الصفراوية، وأحيانا التهاب قيحي ونخري في المرارة، ولا حاجة للاستئصال بدون حدوث آلام إلا في حالات الداء السكري المتقدم.
أما العلاجات الأخرى:
- علاج بأدوية يؤخذ عن طريق الفم يتركب من حامض الصفراء الذي يستخدم لكي تفتت الحصوات مثل: (Actigall) chenodiol Chenix) لإذابة حصوات المرارة فإنه تعمل على تذويب الحصيات الصغيرة فقط، وقد تؤدي إلى حدوث إسهال، وغثيان وألم، وارتفاع درجة الحرارة، وإيذاء الكبد، وزيادة مستوى الكوليسترول في البلازما، وتعود الحصيات للتكون بعد ترك الدواء بفترة زمنية.
- العلاجات الغير جراحية لتفتيت الحصيات (Methyl Tert Butyl Ether) حقن محلول ضمن المرارة، وتعتبر الطريقتان السابقتان غير مجديتين في حال وجود حصيات كبيرة، حيث إنها من الممكن أن تخرج وتسد القناة الصفراوية.
- تكسير الحصيات الصغيرة بالموجات الصوتية إلى أجزاء صغيرة جدا في الحجم، وهذا ما يمكنها أن تمر من خلال القناة المرارية، بدون أن تسبب انسدادا فيها، أما تكسيرها أو التفتيت بالموجات الصوتية للحصيات الكبيرة فقد يصاحب ذلك إصابة العديد من المرضى، بانسداد القناة المرارية، بأجزاء من الحصوات المتفتتة.
- الوصفات النباتية والطرق المأخوذة من التراث الأوروبي، فهي مفيدة في الحصيات الصغيرة كطريقة كريستوفر، -التي ذكرتها أخي الفاضل-, ممكن أن تكون مفيدة في الحصيات الصغيرة، ودون وجود قصة اختلاط مهم للحصيات المرارية كالتهاب البنكرياس، أما في حالة وجود حصوات كبيرة فقد يؤدي إذابتها وبشكل ناقص إلى أن تخرج وتسد القناة الصفراوية .
بما أن سبب تكون الحصيات لم يعالج بهذه الطريقة، فإن عودة تكون الحصيات وارد جدا، حتى بعد ذوبان الحصيات بالكامل.
عادة ما ينصح بمجموعة من الأغذية التي تساعد في الحفاظ على مادة الصفراء سائلة، وتنقص زيادة حدوث الحصيات، كبذرة الخلة وبذر الكتان والعسل وعصير الفجل الحمر أو البيض، ونبات الهندباء والنعناع والكركم وجذور الكرفس
مع تمنياتي لك بالصحة والعافية -بإذن الله- وأشكر تواصلك مع موقعنا.