أعاني من وجود رائحة كريهة في جسدي لا تفارقني، ما الحل؟

0 438

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا فتاة، عمري 15 سنة، طالبة بالمرحلة الثانوية، بدأت مشكلتي في المرحلة المتوسطة، وهي رائحة الجسم الكريهة -الإبط-، علما أنه كانت تظهر لي رائحة، ولكن بمجرد الاستحمام ووضع مزيل العرق تذهب الرائحة لمدة يومين أو أكثر، أما الآن فأنا أجلس حوالي ساعتين أو أقل، فتظهر الرائحة، ولكنني أستحم يوميا، وأستعمل مزيل العرق، وهذا يسبب لي الكثير من الإحراج، عانيت منذ سنتين إلى الآن، فقدت الثقة بنفسي، وحالتي النفسية سيئة، لم أعد أتواصل مع عائلتي، وأصدقائي بسبب رائحتي دائما يجرحوني بتعليقاتهم، دائما أجلس في غرفتي أبكي، وأدعو إلى ربي أن يخلصني من هذه المشكلة.

استخدمت أجود مزيلات العرق ولكن دون فائدة، لا آكل الأطعمة الحارة، والتي فيها التوابل، وأيضا الأطعمة التي تسبب الرائحة كالبصل والثوم لا آكلها مطلقا، وأشرب الماء بكثرة، أفكر أحيانا أنني سأبقى على هذا الحال، وأن مشكلتي لا يوجد لها حل، أرجوكم ساعدوني، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يوجد نوعان من الغدد العرقية بالجسم نوع ( Eccrine glands )، وتوجد في كل أنحاء الجسم المختلفة تقربيا، وتنتج أو تفرز العرق نتيجة زيادة درجة حرارة الجسم لتنظيمها، والنوع الثاني (Apocrine glands)، وتوجد في أماكن محددة مثل الإبطين وجلد الأماكن التناسلية والثديين، وتنتج أو تفرز الرائحة المميزة لكل إنسان، ولا توجد لها وظيفة في تنظيم درجة حرارة الجسم.

وتنتج الرائحة الكريهة نتيجة تحلل العرق -وبالأخص في منطقة الإبطين-، بواسطة البكتيريا الموجودة في الجلد وإنتاج المواد -الأمونيا والأحماض الدهنية-، ذات الرائحة اللاذعة أو النفاذة أو الزنجة، ولذلك فإن العلاج يعتمد في الأساس على إبقاء الجلد، وبالأخص تحت الإبطين جافا، بالإضافة إلى تقليل البكتريا التي تقوم بتحليل العرق إلى الحد الأدنى من خلال اتباع التعليمات الآتية:
• الاستحمام المتكرر وغسيل الإبطين بعد العرق، باستخدام المنظفات أو الصابون المضاد للبكتيريا، والتجفيف بشكل جيد.
• تجنب زيادة التعرق بتجنب الجلوس في الأماكن الحارة، وتناول المأكولات الحارة.
• لبس الملابس القطنية أو الماصة أو المسهلة لتبخر العرق، وتغيير الملابس والاستحمام بعد ممارسة الرياضة، أو أي نشاط بدني يؤدي إلى التعرق.
• تجنب تناول المأكولات التي تفرز في العرق، ويكون لها رائحة نفاذة من الثوم والكاري.
• يجب إزالة الشعر من المنطقة تحت الإبطين باستمرار، لأن وجود الشعر يؤدي إلى زيادة الرطوبة، والاحتفاظ بالعرق، وكذلك زيادة عدد البكتيريا التي تحلل العرق بصورة كبيرة.
• استخدام مضادات التعرق (Antiperspirants)، وليس مزيلات العرق أو الروائح فقط (Deodorants)، ويجب ملاحظة ذلك عند شراء مزيلات العرق، بقراءة هل هي مزيلة للعرق، أو معطرة فقط، أم هناك مركبات مضادة للعرق للتقليل من إفرازه، وذلك بمراجعة الكلمات الإنجليزية المكتوبة بين الأقواس، وتوجد شركات مهتمة بإنتاج مستحضرات العناية بالجلد، لها علاجات مثل (Drichor)، أو ما شابه من منتجات مماثلة، ويمكن مناقشة الطبيب المعالج أو الصيدلي في ذلك، وتوجد أنواع متداولة في المتاجر، تحتوي على مزيل العرق والمعطر في عبوة واحدة.

وتوجد بعض العلاجات الأخرى مثل حقن (البوتوكس)، وإزالة الشعر بالليزر أو بعض العمليات الجراحية لإزالة الغدد العرقية في منطقة الإبطين، وأيضا يوجد بعض أنواع العلاجات التي يتم تناولها من خلال الفم، لتقليل التعرق، ولكن لهذه العلاجات العديد من المحاذير، بالإضافة إلى الآثار الجانبية، والتي يجب مناقشتها بشكل وافي مع الطبيب المعالج، قبل الإقدام على استخدامها.

أنصح أيضا بزيارة طبيب أمراض جلدية وباطنية، لتوقيع الكشف الطبي عليك، وأخذ التاريخ المرضي، وطلب بعض الفحوصات المعملية، لأن هناك بعض الأمراض تكون مصحوبة بزيادة في التعرق، مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية وغيرها.

أما إذا كانت المشكلة ليست لها علاقة مباشرة بالتعرق، فتوجد حالات نادرة يكون سبب الرائحة الكريهة فيها، هو خلل في عملية الأيض لبعض الأحماض الأمينية الموجودة في عدد من الأغذية، أهمها الأسماك البحرية، ويجب للتأكد من التشخيص بعمل بعض الفحوصات، أهمها عمل تحليل للبول المجمع لمدة 24 ساعة، لقياس والتأكد من وجود ناتج الأيض، الذي يسبب الرائحة الكريهة، وفي هذه الحالة يكون العلاج بتنظيم تناول الأغذية المختلفة، وينصح طبيبك وطبيب التغذية، بتجنب تناول بعض الأغذية مطلقا، مثل الأسماك البحرية -يمكن تناول أسماك المياه العذبة-، وينصحوا أيضا بالتقليل من تناول أغذية أخرى، وهكذا، ويمكن إعطاء بعض المضادات الحيوية التي تعمل تغير أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء، بالإضافة إلى النصيحة باستخدام صابون منخفض في الرقم الهيدروجيني؛ لأنه يساعد في إزالة هذا الناتج الأيضي من على سطح الجلد.

في بعض الأحوال إذا لم يلاحظ الطبيب رائحة كريهة حقيقة عند المريض، ربما يكون ذلك علامة مبكرة لبعض الأمراض النفسية.

وفقكم الله وحفظكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات