السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
بارك الله لكم على ما تقدمونه من خدمات للأمة والمجتمع، أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم.
ابني الأول عمره خمس سنوات، شخصيته جيدة وهو مطيع جدا ومؤدب، وابنتي الثانية أربع سنوات، وهي كثيرة الحركة والنشاط مقارنة بأخيها، وهي عنيدة جدا مقارنة بأخيها، كما أن لها شخصية قوية.
تقوم البنت عادة بالضرب بشكل عام، وتضرب أخاها الكبير، وهو بدوره يقوم بضربها حيث أن شخصيته قوية أيضا، وهو أقوى منها جسديا، ولكنها لا تكل ولا تمل و تعاود تضربه مرة ثانية، وهو يضربها، ولكن البنت أكثر إصرارا منه، فيمل ويتركها في النهاية وهو مستاء، الأمر الذي أخاف أن يؤثر على شخصيته مستقبلا.
سؤالي: كيف أعالج قضية الضرب وأمنع ابنتي من الضرب؟ كيف أحافظ على شخصية ابني في ظل هذه الظروف مع أخته؟ حيث أن هناك تجربة في عائلة نعرفها، البنت أصبحت تتصدر في كل مكان على حساب أخيها، مثلا أثناء الكلام، الصعود للسيارة، تبعده وتصعد، الرد على الهاتف.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ابراهيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال، ومعك كل الحق في القلق على طريقة التعامل بين ابنك وابنتك.
لمنع الضرب بين الأطفال، لا بد أولا من منع الضرب عموما داخل الأسرة، فلا يمكن أن يلجأ الكبار إلى الضرب، ومن ثم نمنع الأطفال من استعمال نفس الطريقة، فإذا أردنا أن لا يضربا بعضهما، فلا بد أن نتوقف نحن عن الضرب.
طبعا يفيد أن نذكر أن الصفة التي تتعبنا في الطفل وهو صغير قد تكون هي سبب نجاحه في المستقبل، مثل عناد طفلتك، فالعناد يتعبك الآن، إلا أنها تحتاج إليه من أجل الحفاظ على نفسها وعدم التأثير عليها بسهولة، ومن أجل تفوقها في المستقبل، وكذلك عند ولدك، ويا ترى ممن أخذ أطفالك صفة العناد؟ ولعلك تعرفين الجواب!
قولي للطفلين وبوضوح: أن الضرب ممنوع في هذا البيت، ومن أي طرف كان، وأنه من حقهم الأخذ والعطاء والمجادلة والخلاف، إلا الضرب فهو غير مسموح به أبدا بين كل أفراد الأسرة، إن هذا الايضاح سيخفف كثيرا من الضرب، وربما يوقفه تماما، وعند الجميع، بما فيهم الوالدان، وعندما يختلف الطفلان، طالما ليس هناك ضرب واستعمال الأيادي، فحاولي أن لا تتدخلي أو يجرك الأطفال للتدخل، واتركي لهما أن يعالجا أمور خلافاتهما بنفسهما، فهذا يساعدهما على النمو وعلى القدرة على التعامل مع الأمور خارج البيت، ولا تجعلي المشاعر السلبية تتسرب إليك، من أنك مثلا لم تحسني التربية مثلا، ومثل هذه الأفكار.
وربما يفيد توزيع اهتمامك ببينهما، وتشجيعهما، وكامل أفراد الأسرة، على القيام ببعض الأعمال والأنشطة التعاونية كالطبخ المشترك أو الخبز أو الألعاب المشتركة كتركيب الصور المقطعة بشكل جماعي، فكل هذا يساعد الأطفال على رؤية النماذج الناجحة من التعاون والعمل المشترك، ولا شك أن نمط التعاون بينك وبين والدهم سيعطيهم النموذج الناجح والإيجابي لمثل هذا التعاون الذي ندعوهم إليه، ولا شك أن قراءة كتاب أو كتابين عن تربية الأطفال مما يفيد كثيرا.
وفقكم الله، وأقر عيونكم بأولادكم.