السؤال
السلام عليكم
أنا لدي ابنة وحيدة، عمرها 4 سنوات، ولا أفكر حاليا في الإنجاب، ومشكلتي أحس أني مقصرة معها، فهي ليس لديها أصدقاء، تظل كل الوقت في المنزل وحيدة، تلعب في الغرفة بالركض، وحتى عندما أدخلتها الروضة أشك أنها ربطت علاقات، لأنها نفرت من الروضة، وطول اليوم تقول لي أمي قبليني، أمي أنا أقبلك، وتحضنني!
أنا وأبوها في عطلة الصيف عندما تلتقي بأطفال العائلة فإنها تتعرض للعنف من قبلهم فلا ترد، بل تبكي وتعود للعب معهم، وأي طفل رأته تقول له: أعطني قبلة!
لا أدري كيف أتصرف معها؟ فأنا أحس أني سأضر بشخصيتها، ولا أدري كيف أتعامل معها؟ وكيف أعوض نقص الأطفال في حياتها؟ وأن لا تكون عرضة لظلم أقرانها، فهي تقبل يدي ورأسي ثم تنام.
أرجو المساعدة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ilaf حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا في هذا الموقع.
لا يفيد أن تشعري بالتقصير في تربية هذه الطفلة، فلا شك أنك تقدمين لها الكثير من الرعاية والاهتمام، ولكن ربما يفيد أن تملئي حياتها عاطفيا، فليس هناك من أي مضار للعاطفة والحنان الذي نقدمه الأطفال.
يمكنك أن تغرقيها بالعاطفة من اللعب، وقضاء الوقت معها، والحديث معها والدردشة، وفي نفس الوقت عدم تدليلها الزائد.
الحد الفاصل بين تقديم العاطفة المطلوبة، وبين الدلال هو أن تعلميها أيضا الحدود والأعمال المطلوب منها، ومنها مثلا أن تعوديها النوم في ساعة مناسبة لنوم الأطفال، وتعويدها على ساعة معينة للنوم، فقد وجد من خلال ممارسات كثيرة أن الطفل الذي يعتاد على "ساعة النوم" فإنه يكون أكثر انضباطا في حياته، وأكثر تنظيما وانتظاما.
افتحي لها المجال للقاء بالأطفال الآخرين، سواء من أطفال الأقرباء أو الأصحاب أو الجيران، فهي ستتعلم وبشكل طبيعي مهارات التعامل مع الأطفال، ومهارات الدفاع عن نفسها، وخاصة عندما لا نشعرها بأن لديها ضعفا في هذه الجوانب، وإنما نتعامل معها بشكل طبيعي، وكأنه لا توجد لديها أي مشكلة.
لا شك أن قراءة كتاب أو كتابين عن تربية الأطفال مما يفيد كثيرا.
وفقكم الله، وأقر عيونكم بطفلتكم.