السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي: أني دائما أظن أني تغيرت، وأن مبادئي في الحياة لم أعد أعمل بها، وأني أصبحت تافها، وشخصا ليس ذا حاجة أو قيمة.
دائما ما أقول: بأني كنت أفضل، وبأني أصبحت بلا قيمة الآن، وببساطة أظن أني تغيرت وأنا لا أريد ذلك، يأتيني إحساس بأن صفاتي تغيرت، كما أن كيفية تعاملي مع الناس كانت مختلفة، وأنا أظن بأني كنت أفضل مما عليه الآن، كنت صامتا وكتوما، وهادئا وخجولا، والآن خجول، وكأن عاملا مؤثرا بحياتي ذهب, ولم أعد كما كنت هادئا وكتوما.
خلاصة الموضوع: أني دائم أظن أني كنت أفضل بتصرفاتي ومعاملتي للناس، وحتى نظرتي للحياة, مشكلتي تبدو وكأنها تافهة لكنها تؤثر على حياتي النفسية، ورؤيتي لنفسي الآن أرى نفسي وكأني شخص تافه لا حاجة له، وأن الجميع أفضل مني.
أنا مؤقن أن هذه وساوس، لكن لا أستطيع أن أتحكم بها، وأحيانا تأتيني هذه الأفكار بسبب بعض تصرفات، والذي أظن: أن لا علاقة لها بالصحة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضاري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا على هذا الموقع والكتابة إلينا، وأطمئنك بأنه لا توجد عندنا قضايا تافهة، فما يهم السائل يهمنا، وبغض النظر عن الاختلاف بين سؤال سائل وآخر.
مما يمتاز به الإنسان أنه في تغير دائم، وكما قالت العرب قديما: "بقاء الحال من المحال!" وهذا لا يعني أن الإنسان يصبح شخصا آخر، وإنما يمكن لأفكاره وقناعاته ومواقفه ومشاعره وعواطفه، وبعض صفاته وشخصيته، أن تتغير وتتبدل.
والشيء الحسن أن هذا التغير قد يكون للأحسن، ويا روعة هذا التغير، ويبقى الإنسان في نماء مستمر! فمثلا: أنت كنت خجولا وصامتا وكتوما، والآن تغير الحال، ولا شك أن الجرأة والشجاعة وما هو عكس الخجل والتردد هو الأفضل.
ومن طبيعة الإنسان أنه يبقى يسأل نفسه إن كان هذا التغير إيجابيا أو سلبيا؟ وهل هو أفضل الآن، أو كما كان في الماضي؟
والتحدي الكبير لنا جميعا، كيف نستفد من عوامل التغيير التي لابد منها، ونطورها؛ بحيث نسخرها للأفضل، وهكذا هي الحياة.
هل وصل الأمر عندك لحد الوساس؟ لا أعتقد هذا من خلال ما ورد في سؤالك، ويمكن لهذا الشعور أن يخف ويختفي كثيرا مع الوقت، وخاصة أنك ما زلت في 17 من العمر، وأمامك متسع من الوقت لتغير القناعة بهذا التغير.
فهيا استمر على درب الحياة، درب التغير والتجدد، والله معك.