إدمان الإنترنت وتأثيره على المستوى الدراسي للطالب!

0 469

السؤال

السلام عليكم

أنا في أولى جامعة، مشكلتي أني لم أعد أذاكر وأجتهد كالسابق، أصبحت أضيق بسرعة كبيرة جدا، وأحب اللعب جدا، والجلوس على الإنترنت، ولم يعد عندي حماسة -الحماس موجود وأنا بعيدة عن المذاكرة فقط- أصبحت لا أكمل نصف ساعة من المذاكرة، وأسرح كثيرا، وعندما أقوم أظل جالسة لا أفعل شيئا بالساعات، وحتى لو أن عندي امتحانا في اليوم الثاني أكون هكذا بكل برود!

وفي كل مرة أرجع فيها للمذاكرة أجلس مع نفسي وأقول: أنا سأذاكر وسأضغط على نفسي ولكن لا أفعل شيئا، فالحال كما هو الحال، بعد أول امتحان لم أجب فيه جيدا، فرجعت وظللت أقول لنفسي لابد أن أذاكر جيدا وأجتهد، وكان عندي حماس شديد جدا، وعندما جلست لأذاكر وجدت نفسي مثل الأول أيضا لا أجلس على المذاكرة، وهكذا.

للأسف أنا طموحاتي عالية، وأريد أن أكون من الأوائل، وأكون معيدة، ولكن لا أبذل المجهود الذي يجعلني من الأوائل، هل هذا يمكن أن يكون حسدا؟

أنا حصلت على مجموع عال في الثانوية العامة، ومعروفة بالتفوق، فما هذا الذي حدث لي؟ أخشي أن أظل هكذا، أريد حلا يخرجني من هذه الدوامة، أنا أصبت باليأس أن أذاكر وأجتهد مرة أخرى، وأعود كما كنت.

أنا أيضا أستكثر الوقت؛ فإذا كان أمامي 5 أيام للمذاكرة لا أذاكر إلا في آخر يوم من هذه الخمسة الأيام؛ ظنا مني أن أمامي وقتا كبيرا، رغم علمي أن ذلك يؤثر في الآخر علي، ولا أنام بشكل كاف، ولا أكون قد أنجزت كل المذاكرة.

أنا مدمنة للإنترنت بمعنى الكلمة، وهذا يؤثر علي بشكل كبير، أصحو من النوم وأجلس عليه قبل أي شيء، وهكذا أجلس عليه عندما أعود من الجامعة، ولا شك أن هذا يضيع لي وقتا كبيرا جدا، والمشكلة أني لا أستطيع أن أقطعه نهائيا؛ لأني أحتاجه في الدراسة أيضا، وأيضا أريد أن يكون الإنترنت متاحا أمامي، ولكن لا أجلس عليه ولا أبالي به، فما العمل حتى أتخلص من ذلك الإدمان؟ أخشى أن أضيع حياتي في الإنترنت!!

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Loka حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا مجددا هذه الأسئلة.

سؤالك الثاني يكاد يجيب تماما على سؤالك الأول: إدمانك للإنترنت، نعم، أصبح هناك تشخيص سلوكي معروف وهو "إدمان الانترنت" أو غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، وهنا مراكز متخصصة الآن لعلاج مثل هذا "الإدمان السلوكي" فليس كل الإدمانات على المواد الكيميائية.

نعم، كثرة الوقت الذي تقضيه على النت يمكن أن يفسر قلة اهتمامك بالدراسة، ولا نحتاج أن نفسر ضعف الرغبة هذا بالعين أو السحر، فأمامنا مبررات واضحة، وهي منتشرة بين الشباب خاصة، وليس أنت فقط.

وكثير من هؤلاء الشباب استطاع تغيير ضعف اهتمامه بالدراسة والمذاكرة، واستعاد حماسه ونشاطه عن طريق تغيير تعامله مع النت.

أعتقد أنك في حاجة إلى تحديد ماذا تريدين؟ وما تحبين أن تعملي؟ وكيف تقضين أوقاتك؟

وبعد أن تجيبي على هذه الأسئلة، وتحددي أهدافك، وقد تكون التحصيل التعليمي العالي وبالشكل المتقدم، وخاصة أنك ذكرت أن "طموحاتك عالية"، والمهم أن تخططي لحياتك، وتقومي بالعمل على هذه الأهداف.
أما استعمال النت، والشعور بضعف الحماس؛ فكلها أعراض لأمر أكبر من عدم معرفة ماذا تريدين من هذه الحياة، وضعف صورة أهدافك فيها؟

طبعا هناك أمور أخرى كثيرة يمكنك القيام بها، وأذكر منها على سبيل المثال، لا الحصر:

- أغلقي الجهاز، وضعيه بعيدا عنك.
- أعطي الجهاز لأحد أفراد أسرتك، واطلبي منهم أن لا يعطوك إياه إلا بعد ساعتين مثلا أو أكثر.
- اتركي الجهاز في البيت، وحاولي أن تدرسي وتنهي أعمالك في مكتبة الجامعة أو المكتبة العامة.
- حددي وقتا لاستعمال النت، بحيث أنك بعد ساعة مثلا تطفئي الجهاز، أي لا تنقطعي كليا عنه، فأنت تحتاجين إليه كما ذكرت، وإنما حددي وقتا مخصصا.
- ادرسي مع صديقة أو قريبة لك، بحيث تلتزمين بالجلوس معها طول مدة الدراسة.
- خصصي يوما في الأسبوع لا تستعملين فيه الكمبيوتر، وإذا استطعت يمكن أن تجعليها ليومين.
- حددي وقتا في المساء كآخر ساعة تستعملين فيه الجهاز، فمثلا: لا استعمال بعد الساعة 8 مساء.
- حددي وقتا في أثناء النهار بلا جهاز، مثلا: بين الساعة 12 ظهرا و8 مساء، بحيث تكافئين نفسك على الدراسة باستعماله بعد هذه الساعة.

وهكذا ترين أن هناك وسائل كثيرة يمكننا من خلالها أن ننظم أمور حياتنا، بحيث نسيطر على ظروفنا ولا نجعل "ظروفنا" تتحكم بنا، وربما العنصر الأساسي في نجاح هذه الإجراءات هو صدق العزيمة، واتخاذ الأسباب، وكما يقول تعالى في موقف مشابه عن مدى استعداد الإنسان للقيام بعمل ما يحتاج صبرا وعزيمة: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة} [التوبة: 46].

أرجو منك الآن، وبعد قراءة جوابي هذا أن تطفئي الجهاز، ولا تعودي إليه إلا بعد ساعتين من الآن، وسترين كيف يمكن علاج المشكلة، ومن نفسك، ولكن لابد من اتخاذ الخطوات البسيطة هذه.

وفقك الله، وأرجو أن تكتبي لنا تفاصيل نجاحاتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات