السؤال
كنت متعاطيا سابقا للكبتاجون، ولمدة سنتين متتاليتين تأثرت فيها نفسيا وبدنيا واجتماعيا، وتركتها بصعوبة شديدة، مررت بجميع مراحل الانسحاب من اكتئاب وأرق وصداع وأفكار انتحارية، وسماع أصوات وما إلى ذلك، -الحمد لله- زالت كل هذه الأعراض، ولكن بقيت مشكلة تفاقمت مع مرور الزمن، وجعلتني ممن يعانون من الرهاب الاجتماعي، وحسب ما رأيت وقرأت وجدت أن فئة من متعاطي الكبتاجون يعانون من نفس ما أعاني منه رغم شخصياتهم السابقة قبل التعاطي.
بدأت حالتي بعد تركي للحبوب، حركات لا إرادية في الخد والشفتين عند الضحك، أو الممازحة، أو الخوف، والانفعال بأي طريقة، ومع تكرار هذه الأعراض علي جلبت لي أعراضا أخرى كزيادة النبضات، والاحمرار، والخجل، والتعرق بمجرد أن أكون محطا للأنظار؛ لأني لا أريد أن ينظر أحد لملاح وجهي، وهي تتغير بلا سبب.
ذهبت إلى الأطباء النفسيين، وقالوا إني أعاني من الرهاب الاجتماعي، ولكني في قرارة نفسي لست مقتنعا، فأنا لا أخاف الناس، ولا الاجتماعات، قبل التعاطي وبعدها.
فلولا ظهور الرجفة والرعشة في وجهي لا إراديا -سواء ضحك أو أي نوع من أنواع الانفعال- لما انطويت، وهجرت الناس، والسبب هي تلك الحبوب (الكبتاجون) التي كنت أشعر بضغطها على أعصابي عند تعاطيها من خلال العصبية وكثرة الحركة، والعض على الأسنان، وتحريك الفك مدة تعاطيها، فهل للأعصاب دور في ذلك؟ وما هو الإجراء الطبي المناسب للتأكد من ذلك؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لك تحياتي الخاصة وتقديرا منا نحن بإسلام ويب على توقفك عن تعاطي (الكابتجون) هذا المركب اللعين، والذي هو من مجموعة الأنفتامينات التي تؤدي إلى اضطراب شديد في إفراز كيمياء الدماغ، مما ينتج عنه أفكار وسلوكيات وضلالات في التفكير وهلاوس وتدهور مريع في شخصية الإنسان.
الحمد لله الذي عافاك، والحمد لله الذي أنعم عليك بنعمة التوبة والإقلاع، هذه هي النقطة الأساسية والجوهرية، والتي أريدك دائما أن تجعلها في خلدك لتحفزك من أجل المزيد من الثبات والتحسن إن شاء الله تعالى.
الأعراض التي تعاني منها فيها جوانب قلقية وجوانب توترية، وربما يكون أيضا قد حدث لك شيء من عسر المزاج، وموضوع المخاوف التي تحدثت عنها لا أراها خوفا اجتماعيا -كما تفضلت-، ولكن هي مجرد اهتزازات في الثقة بالذات نسبة للأعراض النفسوجسدية التي تعاني منها.
الذي أراه -أخي الكريم- هو أن تتناول أحد الأدوية المحسنة للمزاج والمضادة للمخاوف، وفي ذات الوقت تناول عقار مثل (دوجماتيل)، والذي يعرف باسم (سلبرايد) دائما هذا الدواء متميز في أنه يضع الموصلات العصبية في مسارها الصحيح، مما حدث لها من اضطراب بعد تناول المخدرات والمؤثرات العقلية، حتى وإن أقلع الإنسان عنها بعد مدة، لكن قد تبقى آثار بسيطة، هذا الدواء يتميز في أنه يضعها كما ذكرت لك في وضعها الصحيح.
جرعة السلبرايد هي كبسولة واحدة، يتم تناولها ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك تجعل الجرعة كبسولة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أما الدواء الآخر فهو الزولفت، والذي يعرف علميا باسم (سيرترالين) الجرعة هي خمسة وعشرين مليجراما – أي نصف حبة – يتم تناولها ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أخي الكريم: هذا هو العلاج الدوائي الذي أراه مناسبا في حالتك، وإن ذهبت إلى طبيب نفسي، فهذا طبعا أفضل وأجود.
أيضا لو قمت بفحوصات عامة للتأكد من نسبة الدم، ووظائف الكبد، والكلى، وكذلك نسبة الدهنيات، ووظائف الغدة الدرقية، هذا أيضا يعتبر إضافة إيجابية جدا.
أخي الفاضل الكريم: نظم حياتك على أسس جديدة، أنت الآن الحمد لله تعالى وصلت لمرحلة النقاء من المخدر، وعليك أن تنطلق في الحياة بأمل ورجاء، وأن تكون فعالا، وأن تطور من مهاراتك، وأن تحرص على علاقاتك الاجتماعية خاصة صلة الرحم، واجعل دائما صلتك بربك هي الأهم والأقوى.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.