السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني يبلغ من العمر تسع سنوات، مصاب بأنيميا الفول منذ ولادته، ولكن بدأ يشكو منذ فترة من ألم في عظام جسمه كله، وصاحب ذلك سعال، ثم بعد فترة عاد الألم وبشدة في الجسم والرأس، مع ترجيع.
هناك من الأطباء من شخص ذلك بأنه مرض نفسي، وآخر وصفه بأنه ألم نمو العظام، ولكن مؤخرا وبعد نوبة شديدة جدا من الألم في العظام والرأس، قال أحد الأطباء: إنه يشتبه في (حمى البحر الأبيض المتوسط)، وأعطاه (الكولشسين)، لمدة أسبوع حتى ينهي امتحان نصف العام، ثم نجري له تحليل الحمى.
أنا غير مطمئنة، هل هو مرض خطير ولا شفاء منه فعلا؟ وهل فعلا يؤثر على الكلى؟ وهل من الممكن أن يكون هناك ورم في العظام -والعياذ بالله-؟
أرجوكم أفيدوني، ما سبب هذا الألم الرهيب في العظام والجسم والأطراف والذراعين والأرجل؟ وهل دواء (الكولشسين) إن لم يكن لديه حمى يؤثر عليه سلبا؟
وللعلم فقد استجاب ولدي للدواء ثم عاوده الألم مرة أخرى.
انتظر ردكم، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
(Familial Mediterranean fever) أو حمى البحر الأبيض المتوسط، هذا المرض يحدث فيه نوبات متكررة من الحمى (ارتفاع درجة الحرارة)، مرتبطة بحدوث التهابات في الأغشية المحيطة بالأعضاء مثل: الغشاء البريتوني في البطن، وتشبه آلام الالتهاب الجراحي لدرجة أن هناك بعض المرضى الذين لم يشخصوا يتم فتحهم جراحيا للاشتباه في التهاب الزائدة الدودية، أو غيرها في البطن، وأعراض البطن هي الأكثر شيوعا وحدوثا بين المرضى المصابين بهذا المرض.
ومن الأغشية: الغشاء البلوري المحيط بالرئة، ويحدث ألما شديدا في الصدر غالبا ما يكون في جهة واحدة، ويستغرق أياما قليلة ويخف تدريجيا، ويكون فيه ألم مع حركة القفص الصدري إذا تنفس المريض بعمق، أو سعل أو ضحك بقوة.
ومن الأغشية أيضا: الأغشية المحيطة بالمفاصل، ويحدث التهابا بالمفاصل الكبرى غالبا مثل: مفصل الركبة والكاحل والرسغ، ويستغرق الالتهاب عدة أيام، وتكون المفاصل بين النوبات سليمة تماما.
هناك بعض الحالات التي يحدث بها طفح جلدي، ويحدث غالبا تحت الركبة، ويرتبط مع وجود الحمى.
هناك نسبة أقل من الحالات تحدث بها أعراض مرتبطة بآلام في العضلات، وحالات تحدث بها أعراض التهاب في الحوض.
أسباب هذا المرض وراثية، وقد تم التعرف على الجين المرتبط مع وجود هذا المرض، ويقع بالذراع القصير للكروموسوم رقم 16، وهو شائع في سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهو جين ذو صفة متنحية؛ أي يحمل الأب والأم نسخة واحدة من الجين، وتحدث الإصابة في الأطفال بنسبة 25 % من كل حمل عندما يحدث احتمال أن يحمل طفلا من الأطفال نسختين من الجين فيصاب بالمرض.
تشخيص هذا المرض الأكيد: يكون بإجراء التحليل الوراثي للتأكد من وجود الجين المسبب للمرض، ويمكن التشخيص بتكرار النوبات، وارتفاع بعض المواد المرتبطة بالالتهاب الحاد، وخاصة مترسبات مادة الأمايلويد، والتي ترتفع في الحالات المصابة بهذا المرض وترتبط مع النوبات الالتهابية المتكررة.
العلاج الوحيد والفعال للحالات المصابة بهذا المرض هو: عقار الكولشيسين، ويأخذ بشكل يومي، وينصح بالانتظام اليومي لتجنب وتقليل التعرض للنوبات الالتهابية، وتقليل الفرصة على حدوث أي مضاعفات.
المضاعفات المرتبطة بهذا المرض ناتجة عن ترسب مادة الأمايلويد بالكلى، وحدوث قصور في وظائف الكلى، وهذا لا يحدث إلا مع الإصابة المتكررة بنوبات الالتهاب دون علاج مناسب، لكن يمكن تجنب ذلك بالانتظام في العلاج، وفي حالة حدوث قصور في وظائف الكلى يجب متابعة الحالة بدقة، والانتظام في العلاج بالكولشيسين.
الحالة موضع السؤال من غير الواضح أنها حالة إصابة بحمى البحر المتوسط، والحالة تحتاج إلى صورة دم كاملة، وفحص ميكرسكوبي لخلايا الدم البيضاء، وعوامل التهابية حادة كخطوة أولى من الفحوصات، مع فحص للطفل جيدا.
التحاليل باللغة الإنجليزية:
Complete Blood Count
Peripheral blood smear with WBCs DIFFERENTIAL COUNT
ESR, CRP, serum Amyloid A
لا تستبقي الأمور، وعليك بإجراء الفحوصات العملية أولا، واتركي الأمور على الواحد القهار الذي بيده كل شيء وهو العلى القدير.
هذا والله الموفق.