السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشكركم على جهودكم الكبيرة.
منذ أسبوعين أصبت بالتهاب حلق وزكام ونزلة برد شديدة جدا، وأنا حامل بالشهر الأخير، ولم أستطع تناول الدواء، ولكن بعد أسبوع من المرض بدأت أشعر بانسداد في الأذن، فذهب للطبيب وأخبرني بأنه التهاب بالأذن، وبفضل الله خف التهاب الحلق، ولم يبقى سوى الزكام القليل.
وبالنسبة لالتهاب الأذن بدأت بأخذ قطرة للأذن وبخاخ للأنف، ولكن ذلك سبب لي صداعا شديدا جدا، لدرجة أني استيقظت من شدته، وعند السعال أو انحناء الرأس للأسفل يزداد، فأشعر بألم في العين، وأخاف من وجود ورم -لا سمح الله-، لأنني قرأت في النت بأن الصداع الذي يأتي نتيجة السعال يكون ورما أو سائلا، فهل هذا صحيح؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من وصفك -أختي- يبدو أن أعراض التهاب الطرق التنفسية قد بدأت بالزوال من البلعوم، ولكن تطور لديك التهاب الأذن الوسطى، وهو ما يؤدي لاحتقان في الأذن الوسطى، وقد يتطور لانصباب سائل في تجويف الطبلة، والقطرة الأذنية في هذه الحالة لا تفيد، إلا إذا كان هناك ثقب في غشاء الطبلة، وخروج للسوائل القيحية من مجرى السمع الظاهر للخارج، أما إذا كان غشاء الطبلة سليما، فإن المادة الدوائية في القطرة لا تصل إلى تجويف الأذن الوسطى، ويقتصر مفعولها على التسكين الخفيف للألم إذا احتوت على المخدر الموضعي.
بخاخ الأنف مفيد هنا، بشرط عدم استخدامه لفترة تزيد عن خمسة أيام؛ لأنه يساعد على تخفيف الاحتقان في الأذن، وبالتالي تخفيف الاحتقان في فتحتي (نفير أوستاش) في البلعوم الأنفي خلف الفتحتين الخلفيتين للأنف، حيث يساعد هذا في تسهيل دخول الهواء للأذن الوسطى من البلعوم، وتعديل الضغط فيها، كما يفيد هنا إجراء (مناورة فالسالفا) وهي تجري عندما يغلق المريض فتحتي الأنف بيده بإحكام، ويقوم بضغط الهواء (بزفير قسري) في الأنف وليس الفم، حتى الشعور بدخول الهواء للأذن أو امتلائها بالهواء، وقد يساعد أيضا إجراء حركة البلع أثناء هذا الضغط في الأنف في نفس الوقت، حيث عندما يتراكم ضغط كافي في الأنف والبلعوم الأنفي؛ يدخل عن طريق نفير أوستاش إلى الأذن الوسطى، مما يخفف من انسداد الأذن.
الصداع لديك ناتج على الأغلب من احتقان أو التهاب الجيوب الأنفية، حيث أن انسداد فتحات الجيوب على الأنف بسبب الزكام يؤدي لاحتباس الضغط فيها، وهو ما يعطي الشعور بالصداع الوجهي وحول العينين، وخصوصا عند الانحناء للأسفل كما في السجود أو عند السعال، حيث أن السعال يزيد من ضغط الدم في الرأس، وهذا يؤدي لاحتقان مؤقت في مخاطية الطرق التنفسية المحتقنة أصلا بسبب الالتهاب، وبالتالي زيادة الضغط في الجيوب، والتي هي عبارة عن تجاويف محصور ضمن عظام الوجه، فتؤدي بالنتيجة لصداع أثناء السعال والانحناء، وهذا لا علاقة له بأعراض الأورام، وإنما الحالة التهابية مؤقتة وذات قصة مرضية قصيرة، وستشفى بسرعة -بإذن الله- بعد زوال الاحتقان من الأنف والجيوب.
لا بد في حالة التهاب الجيوب من إعطاء المضادات الحيوية التي لا تؤثر على الجنين مثل البنسلينات، والسييفالوسبورينات، وخاصة أنك تقريبا بتمام الحمل، وقد اكتمل تطور الجنين -بإذن الله-، كما يجب إجراء غسيل الأنف المتكرر بالسيروم الملحي، سواء بضغط السيروم بالأنف عن طريق سرنج (10 مل) منزوع الإبرة بعد تعبئته من كيس سيروم ملحي نظامي، أو باستعمال بخاخات السيروم الملحي، ويجب تكرار الغسيل كل ساعتين أو ثلاث، كما أن وضع الكمادات الدافئة على الوجه، وإجراء التبخيرات المتكررة تفيد في طرح المخاط السميك من الأنف، وتخفيف الوذمة عند فتحات الجيوب، وبالتالي تساعد على الشفاء.
ولك منا أطيب التمنيات بالشفاء العاجل والولادة الميسرة -إن شاء الله-.