أريد مخرجاً من حالة التقلب المزاجي والتشاؤم التي أصابتني بعد التخرج

0 485

السؤال

السلام عليكم

المشكلة عندي متشعبة ومتعمقة، وبدأت من شهر 10 لسنة 2012، من أول دراستي للسنة الأخيرة لبكالوريوس الإعلام في جامعة القاهرة، منذ ذلك الوقت وأنا أكتب في مذكرات غير يومية فقط أكتب فيها حينما أحتاج إلى ذلك، كل كلامي أني قلقة وخائفة ومتعبة، أنا متخرجة من شهر 7 لسنة 2013، لمدة 5 شهور وأنا أشعر بتوتر زائد، وألوم نفسى كثيرا بل أحيانا تصل إلى الجلد، مع العلم بأني نزلت مقابلات عمل كثيرة، وسعيت كثيرا مقارنة بالغير.

ومشكلتي أثناء هذه المقابلات أني سبب شعورا لمن يجري معي مقابلة أني تائهة أو تافهة، أو غير مسؤولة أو غير واثقة من نفسي، خاصة أن المقابلة تتم باللغة الانجليزية، وأنا أذاكرها كثيرا، لكن حينما يتعلق الأمر بالنطق أرتعش، من داخلي عندي أزمة ثقة في النطق أمام الآخرين، وغير قادرة ماديا أن أشترك في دورة تدريبية في مكان كبير يكسر مشكلة الجرأة عندي، أنا أشعر بالحيرة والتردد الدائمين، وفى الفترة الحالية خائفة أكون أبطئ من إنجازي وأضيع وقتي، وخاصة أني أشعر أني سوف أخرج طاقات كثيرة داخلي -بإذن الله-.

وأيضا عندي مشكلة من خوفي أني لن أتزوج، ولم يتقدم لخطبتي أحد حتى الآن وأنا سوف أبلغ 22 عاما، أعلم أن عمري صغير جدا، ومؤمنة جدا بقضاء الله وقدره، وأصلى وأقرأ القرآن -والحمد لله-، لكن الخوف بداخلي قوي، أوقات أتمنى أن أسافر لأي دولة خليجية، أعمل هناك تحسينا للمستوى المادي، ولكي أستطيع أن أكمل دراسات عليا، وأقدر أن أساعد أهلي، ومن أقل موقف لعدم ايجاد فرصة مناسبة مثلا أستسلم وأحزن وأبكي كثيرا، وأعتقد بداخلي أن السبب في ذلك أن رغباتي الداخلية لا أستطيع تحديدها، فإن استطعت تحديدها سيكون سلوكي مصمما على المضي قدما وعدم الاستسلام.

وشخصيتي ممكن من لحظة للحظة تختلف، أجمل لحظة أحب نفسي فيها أكون شخصية متحمسة جدا، وأبعث فيمن حولي الحماس والطاقة والفرحة، واللحظات الأخرى أكثر شخصية متعبة خاملة يائسة، أشتكي ولكن لأقرب الأقارب، وأقول أبحث عن أي مجال عندي في ببلدي يطلب عملا من غير لغة، ومن أول مقابلة لم أوفق فيها أحزن وأبكي وأشتكي، وأخاف أن أبقى على حالي هذا، ودائما عندي إحساس أن الفرص ستأتي لي وأنا غير مستعدة.

آسفة على الإطالة، ولكن أريد الاستفسار عنه، مؤخرا قبل فترة الدورة الشهرية بعشرة أيام، أبكي كثيرا وأفكر بطريقة سلبية للغاية، حتى أني أتمنى الموت وأقول ذلك لوالدتي، ويتعبني صداع في الدماغ من الخلف، ويكون استيعابي الذهني بطيئا للغاية، ونوم كثير وخمول كبير، فهل تنصحونني بدواء يكون ثمنه غير مرتفع؟

أرجو الرد والمساعدة، أتمنى أن أبدأ وأكف عن الذي أشعر به، أشعر أني أغرق في محيط عميق، وأتمنى أن أنقذ نفسي، وأبدأ بشيء جيد لنفسي يكون أسلوبا في الحياة يتوافق مع قيمي الداخلية التي لم أستطع تحديدها بعد.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رضوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، وعلى الفضفضة إلينا على هذا الموقع.

أصارحك أني قرأت بين السطور عن شابة طموحة وذكية ومقتدرة، إلا أن الظروف غير مساعدة كما يحب للمرء.

وما وصفت من ظروفك وصعوبة الحصول على فرصة عمل، ومن بعض ضعف الثقة بالنفس أحيانا، كل هذا يمر في حياة الكثير من الشباب والشابات، فمن مقارنة بسيطة بين عدد الخريجين من الجامعات وبين عدد الوظائف المتاحة، تعطينا فكرة عن حجم معاناة الشباب -أعانكم الله-، ولكن هذا ليس نهاية الطريق، وإنما هي البداية، وكم من أناس ناجحين في الحياة مروا في مرات متعددة برفضهم في عرض عمل، وكل هذه المقابلات وتحضير السيرة الذاتية يعطيك المزيد من الخبرة، وفي وقت، وأرجو أن لا يكون بعيدا ستجدين العمل المناسب لك، وسواء في بلدك أو في الخليج، وما المانع في هذا؟

وحتى التأخر النسبي لموضوع الزواج، فهذا أيضا سيحل -بعون الله-، وكما ذكرت في رسالتك فأنت مازلت شابة في 22 من العمر، وأمامك الفرص الكثيرة -بعون الله.-

ومما ينصح به الإنسان أن يطرق العديد من الأبواب دفعة واحدة، فهيا اكتبي نسخا من سيرتك الذاتية، وأرسليها للعديد من الجهات التي تطلب موظفين وعاملين، وخاصة فيما يتعلق بالإعلام، وهو جانب دراستك، وهو عمل عليه طلب كبير نوعا ما، أرسلي عشرات الطلبات، ومن يدري أيها يوفق به الإنسان؟

هل حاولت التقدم لبعض الأعمال التطوعية، وخاصة مع المؤسسات الإعلامية؟ مما يتيح لك فرصة تطوير مهاراتك، والتخفيف من القلق الاجتماعي الذي عندك وخاصة في موضوع المحادثة بالإنكليزية، ويتيح لك هذا أيضا سماع أخبار فرص العمل، وغيره مما يفيد.

وبالنسبة لموضوع التوتر قبيل الدورة الشهرية، وطالما أن الأعراض التي تعانين منها والتي وصفتها بشكل جيد في رسالتك، فهي حالة معروفة ونسميها "PRE-MENSTRUA TENTION, PMT" أو توتر حول الدورة الشهرية، حيث تصاب الفتاة ببعض التوتر وبما يرافقه من أعراض نفسية وعاطفية، أو أعراض جسدية قد تشمل الصداع وبعض آلام البطن والحوض، وغيرها من الأعراض، وربما تلعب التبدلات الهرمونية سواء المتعلقة بالدورة الشهرية أو غيرها دورا كبيرا في هذا.

وهذه الحالة منتشرة وبشكل واسع عند الفتيات والنساء في سن الإنجاب، حيث يقارب من 90% منهن تظهر عليهن بعض الأعراض النفسية أو الجسدية، والتي تستمر خلال فترة الدورة الشهرية، وربما تعاني ثلث هؤلاء من بعض الأعراض المزعجة، إلا أن اللواتي يعانين من هذا الاضطراب قد يصلن إلى 5-10 % من مجموع الفتيات والنساء، والخبر السعيد أن كثيرا من هذه التقلبات المزاجية والعاطفية والبدنية تتحسن وتخف مع الوقت، إما بسبب استقرار الهرمونات، أو بسبب التكيف والتأقلم النفسي الاجتماعي، واعتيادك على مقابلة الناس والخوض في أمور الحياة.

وصحيح أن معظم العلاجات هي علاجات قصيرة الأمد، إلا أنه وجد أن تغيير الحمية الغذائية، وتعديل نمط الحياة من الأنشطة والفعاليات والرياضة يمكن أن يعين كثيرا في تخفيف الأعراض.

ويمكن أن نقسم العلاجات إلى نوعين: العلاجات الهرمونية، وغير الهرمونية. فالعلاج الهرموني يقوم على وصف الهرمون النسائي وخاصة مع اليوم الأول للدورة، وهناك علاجات هرمونية أخرة تشرف عليها الطبيبة النسائية.

وأما العلاجات غير الهرمونية فهي عديدة ومنها: المدرات البولية والتي تخفف الاحتقان، والفيتامين 6، وبعض مضادات الاكتئاب، وكذلك الأسبرين، وبعض الأدوية الأخرى التي تخفف آلام احتقان الثديين، ونحن ننصح عادة بأن تشرف على هذه العلاجات الطبيبة المتخصصة بالأمراض النسائية.

ومما يعين كذلك تعزيز الثقة بالنفس، وذلك عن طريق تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها، وهذا في منتهى الأهمية، عززي عندك مثل هذه الأمور الإيجابية، فهذه طريقة غير مباشرة للتخفيف من التوتر والتقلبات المزاجية بشكل عام.

وفقك الله وكتب لك التوفيق والنجاح، والعمل القريب.

مواد ذات صلة

الاستشارات