ما هو العلاج المناسب لآلام المعدة والقولون العصبي؟

0 841

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أنا سيدة عمري 36 سنة، متزوجة، وليس لدي أطفال، بداية: أرجو منكم الدعاء لي بالذرية الصالحة.

مشكلتي: أنه قبل عامين تقريبا أكلت قطعة لحم كفتة -مع العلم أن زوجي وصديقتي وأولادها أكلوا منها أيضا، ولكن لم يحدث لهم شيئا-، بعد ما أكلتها نمت بعدها بساعة أو ساعتين، وفي الليل استيقظت على آلام المعدة، واستفراغ، وانتفاخ البطن، واسهال، وبعدها بيومين تحسنت، لكن استمرت معي آلام الأمعاء وأصبح قولون عصبي، أتأثر بالبقوليات والحليب، ودائما أعاني من الغازات وآلام في البطن والأمعاء.

ذهبت للطبيبة فأخبرتني أنه يتأثر بالحالة النفسية التي عندي، وأنه يجب أن تهدأ نفسيتي، فيتحسن القولون، وأنا تكيفت مع هذه الآلام، ولكن أحيانا تكون شديدة جدا، ولا أعرف لماذا؟

عندي مشكلة أخرى: وهي معدتي، حيث أصبحت أكثر حساسية للأشياء، وتصيبني حموضة، والآلام ليست طبيعية، توقظي من النوم بسبب شدتها، وأشعر أن الأكل لا يهضم بسرعة، ويبقى لساعات طويلة، علما بأن شهيتي للأكل عادية، ووزني لم ينقص.

عندما ذهبت للطبيبة وصفت لي دواء الحموضة (mg 40 pantoprazole )، لمدة أسبوعين، وتحسنت قليلا، ولكن أحيانا الآلام تصاحبني وتكون شديدة مع أخذي للدواء، الطبيبة عملت لي تحليل دم للجرثومة (h pylori)، وكانت النتيجة سليمة -والحمد لله-، مع العلم أنني أتناول دواء لخفض هرمون الحليب ( dostinex ) حبة بالأسبوع، منذ سبع سنوات، هل هو المسبب لآلام المعدة؟ وإذا هو المسبب، فأنا لا أستطيع إيقافه؛ لأنني أريد أن أحمل، وإذا لم يكن هو المسبب، فأريد معرفة سبب آلام معدتي، وما هو العلاج المناسب لي؟ وهل القولون العصبي ممكن أن أشفى منه أم لا؟

وجزاكم الله خيرا لما تقدمونه للمسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نيفين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك العديد من الدراسات والبحوث الطبية المهتمة بالمرضى الذين يشكون من القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome) تبين أن هنالك نسبة من هؤلاء المرضى تراوحت من ( 7-22% ) حسب كل دراسة، مع رقم وسطي يقدر (10%) يذكرون قصة قريبة لالتهاب أمعاء حادة -إسهالات- إقياءات-، وبسبب جرثومي دائما، وتزداد نسبة حدوث أعراض القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome )، إذا كانت الشكوى ترافقت مع إسهال، مع خروج دموي، ومرافق لارتفاع الحرارة.

وتفسر آلية حدوث ذلك، أي حدوث القولون العصبي بعد قصة التهاب أمعاء حاد بسبب جرثومي، أن مناعة الجهاز الهضمي خلال التهاب الأمعاء -ومن مكوناته خلايا المناعة- تدافع عن الجسم ضد الالتهاب، وقسم من هذه الخلايا أو بعض أنواعها، تستمر بالوجود في الأمعاء بعد زوال المرض الأساسي، محدثة تفاعلا التهابيا في الأمعاء، بدون وجود جراثيم، مسببة لأعراض الألم البطني والمغص، وتبدل في طبيعة الخروج، وتزيد نسبة حدوث القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome )، عقب التهابات الأمعاء الحادة عند المرضى الذين لديهم رتوج بالقولون، أو إذا كانت فترة المرض الأساسي -التهابات الأمعاء الحادة-، أطول من أربعة أيام، إذا كان هنالك مشاكل نفسية عند المريض، وكذلك نسبة الحدوث عندما يكون سبب المرض الأساسي -التهابات الأمعاء الحادة-، جراثيم (الكامبيلوباكتر) أو (الشيغلا)، بينما جراثيم (السالمونيلا) أقل إحداثا للقولون العصبي.

ويبقى العلاج في هذه الحالات هو الاهتمام بالحالة النفسية وعلاجها؛ لأنها تزيد من شدة وكثرة تواتر الأعراض، مع الأدوية المفيدة للقولون العصبي، أنصحك بعلاج (Duspatalin 200 ) حبتين يوميا، مع ( Dogmantil 50 ) حبة واحدة ثلاث مرات يوميا، لمدة أسبوعين، وممكن أن يكرر العلاج بعد فترة من الزمن إذا احتاج الأمر، مع الانتباه وعدم تناوله خلال الحمل، إذا أتم الله لك نعمته ورحمته، وحدث أن تم لك الحمل والإنجاب -بإذن الله-.

بالنسبة لحموضة المعدة، أنصح بإجراء تنظير للمعدة، وعلاج أي مشكلة -إن وجدت- بالتنظير، قبل حدوث الحمل المتوقع -إن شاء الله-، والانتباه أن ( dostinex )، قد يتداخل مع بعض الأدوية ( metoclorpramid)، وأدوية الضغط، ولا داعي لإيقافه ما دمت في طور العلاج للمشكلة التي لديك في الحمل والإنجاب.

مع أمنيتي ودعائي لله -الرحمن الرحيم-، بتحقق ما تنشدين من رب العزة والجلالة، وهو القادر والمستجيب.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات