وجود مفتاح بيتنا مع (حماتي) هل هو أمر عادي أم لا؟

0 439

السؤال

السلام عليكم ورحمة لله وبركاته

أنا متزوجة منذ خمس سنوات في شقة باسم ورثة والد زوجي، (زوجي وأختيه البنات ووالدته) وعند الزواج قالوا لنا: إنها شقة زوجي، ومع ذلك لم نتكلم في الموضوع أبدا معهم، و(حماتي) تسكن بالقرب منا، وعلاقتنا جيدة وأعاملها مثل أمي، وإخوته أيضا، ولكنهم أحيانا يأتون لزيارتنا بدون أي اتصال قبلها، وهو ما يحزنني.

أنا أعمل، وفي يوم جاءت ابنتي من المدرسة مبكرا، وكان لابد من أن ينتظرها أحد، وكانت الفكرة أن تنتظرها (حماتي) وقد تكرر هذا الموقف مرتان، ولكني فوجئت بأن زوجي قد أعطى نسخة من مفتاح البيت لحماتي بدون علمي، وهو ما أحزنني؛ لأني لا أحب أن يدخل أحد في غيابي.

أنا أعمل، وأترك البيت في حالة من الفوضى؛ لأنه وقت نزولنا للمدارس والأعمال، مع العلم أن باب عمارة حماتي تفتح بمفتاح خاص بالسكان، وأنا في أوقات كثيرة أقف بانتظار أي أحد يفتح لي.

أنا وزوجي مختلفان ما بين أنه أمر عادي -أن يكون المفتاح مع حماتي- وأنا أرى العكس، فأرجو الإفادة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ rasha حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص، ونحمد لك هذه المشاعر النبيلة تجاه زوجك ووالدته وأخواته، ونسأل الله أن يعين الجميع على طاعته، وأن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

طبعا نحن نقدر مشاعرك، ورغبة أي أنثى في ألا يدخل أي إنسان إلى شقتها أو حجرتها، ونتمنى أن تأخذي الأمور بمنتهى البساطة؛ لأن الرجل لا يفهم هذه الأمور، بعض الناس حسب تربيته، فهو يرى أن هذه والدة وأخوات، ولكن أيضا كلامك في مكانه، فأرجو أن تصلوا إلى حلول مناسبة في هذا الأمر، فلا مانع من أن يكون هناك جزء في البيت متاح للجميع، ولكن الغرفة الخاصة ينبغي أن يكون لها مفتاح خاص، ولا يدخلها أحد، وإذا انشغلت قبل الذهاب إلى العمل فاجعلي الأغراض في تلك الغرفة الخاصة ريثما تعودي لترتيبها، وأتمنى ألا تنزعجي.

فلا تعطي الموضوع أكبر من حجمه؛ لأن أخوات الزوج، وكل امرأة لا تعمل تقدر حالة المرأة الموظفة التي تخرج للعمل، وهي مع ذلك أم، وهي زوجة وهي عاملة، فقد يصعب عليها ترتيب الأمور في كثير من الأحيان، وطالما كانت الأمور تسير بهذه الطريقة نتمنى أن تكون المعالجة حكيمة جدا، ونتمنى أن تحسنوا إخراج هذه المسألة؛ لأننا نحمد العلاقة الجيدة بينكم، فإذا شعروا أنك غير مرتاحة وأنك غير راضية فإن الشيطان سيقول: (لأنها لا تثق بكم، ولأنها تتهمكم، ولأنها تسيء بكم الظن) إلى غير ذلك من الكلام الذي لن يكون في مصلحتك ولا في مصلحة أسرتك الوليدة.

لذلك ينبغي أن تأخذي هذه الأمور بأبعادها كافة، وتحاولي أن تعالجي الموضوع بمنتهى الحكمة، وإن استمر الوضع على ما هو عليه فأرجو أيضا ألا يأخذك الحرج الشديد، وألا تعطي المسألة أكبر من حجمها، ونسأل الله أن يعين زوجك أيضا على تفهم هذا الأمر، وطبعا كل إنسان ينظر من منظار، فهو ينظر إلى أخواته ويثق فيهن، وأنت تنظرين إلى الآخرين باعتبار أن هذه خصوصيات، وقد يتكلمون بأن البيت غير مرتب أو نحو ذلك من الكلام، ونحن نريد أن نقول: الذي يريد أن يبحث عن عيوب الناس لابد أن يجد عيوبا، لكن العاقل ينظر في عيوب نفسه.

المهم عندنا هو تهدئة الأمور، وحسن إدارة هذا الملف، وتجنبوا وصول الفكرة بهذه الطريقة لأهل الزوج؛ لأن الشيطان حاضر من أجل أن يوصل الرسائل الخطأ، وعندها ستتأثر هذه العلاقة وسيحل الشر والندامة على الجميع عياذا بالله، فحافظي على هذه الروح، وخذي الأمور بسهولة ويسر، مع أخذ الاحتياطات، وطالبي زوجك أن يساعدك في الترتيب قبل الخروج طالما هو أعطى المفتاح لأهله، حتى إذا جاءوا إلى بيته وجدوه مرتبا، فلا يظنوا بك الظنون، ولا يظنوا بأنك مقصرة أو نحو ذلك من الكلام الذي ينبغي أن نسد في وجهه الأبواب، والشيطان له أبواب كثيرة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع.

مواد ذات صلة

الاستشارات