السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على تعاونكم في إجابتكم على أسئلتنا، وأسأل العظيم أن لا يحرمكم الأجر.
أنا كنت طالبة متفوقة، والآن هذا سنتي الأولى في جامعة الطب، وقد مر الفصل الأول وكانت معدلي منخفضا جدا، وكل ذلك بسبب أنشطة الجامعة، وهذا أثر سلبيا على معدلي فأصبح 2.72، والآن مكتئبة جدا وأصبت بإحباط، وأخشى أن لا أستطيع تجاوز السنة التحضيرية، هل يمكنك رفع معدلي في الفصل الثاني؟
أرجوكم أريد أن أعرف، لأن تجاوز السنة التحضيرية يتطلب معدلا لا يقل عن 3.75، أنا قلقة بشكل كبير جدا، وكان كل سنة الجامعة يقومون بإعطاء زيادة في الدرجات للطالبات، إلا هذه السنة بسبب أن الطالبات الحاصلات على معدل ممتاز كثر، فلا حاجة، وهن لم يحصلن على الامتياز إلا بالغش، وهذا أثر علينا بعدم إعطائنا هذه الزيادة، وهذا الغش ليس في مجموعتي ودراستي، والله بذلت في سبيلها صحتي، أرشدوني.
ثانيا: هل هناك أمور تساعد على تجديد الإيمان؟ وأريد حفظ كتاب الله، كيف أحفز نفسي؟ فبعض الأحيان أشعر بالفتور.
ثالثا: كيف أداوم على الاستغفار بدون ملل؟
رابعا: يقول الناس إذا أردت ارتكاب المعصية أقوم فأصلي ركعتين، هل هذا صحيح؟ أليس هناك أوقات منهي الصلاة فيها، فكيف أقوم بالصلاة ركعتين في أي وقت؟
خامسا: كيف أكون مثقفة وأطور ذاتي؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة المتفوقة-، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونحب أن نؤكد أنك ناجحة، لأن الدرجات التي نلتها حقيقية، بخلاف من نلن الدرجات بالغش والاحتيال، فإن هذا كذب وخداع، ولن يخرجن إلا بشهادة زور بكل أسف، ولذلك نتمنى ألا تنظري إلى أمثال هؤلاء، الإنسان لا ينظر إلى من هلك كيف هلك؟ ولكن ينظر إلى من نجى كيف نجى؟ وهذه من أكبر الأخطار أن يحدث مثل هذا التزوير والخلل.
أما بالنسبة لمستواك، فأنت -ولله الحمد- تملكين قدرة عالية، والدليل هو وصولك لهذا المكان وإلى هذه الكلية، والمسألة لا تحتاج منك إلا أولا الاستعانة بالله، وكثرة اللجوء إليه، ثم تنظيم الوقت، ثم التركيز في الدراسة، ثم عدم العودة إلى الوراء، يعني مسألة الاكتئاب والحزن والبكاء على الماضي وعلى اللبن المسكوب، هذا لا ينفع، أنت لا بد أن تبدئي صفحة جديدة، ونحن على ثقة أنك تستطيعين أن تنالي أكثر من المطلوب بمزيد من الاجتهاد، بعد التوجه إلى الله تبارك وتعالى رب العباد.
فجددي العزيمة، وأشغلي نفسك بالدراسة، ونظمي الوقت للدراسة، واطلبي دعاء الوالدين، واحرصي دائما على المواظبة على الصلوات والبعد عن المعاصي، فإن الخطيئة تنسي العلم، والإنسان لا يصلي إذا أراد المعصية، هكذا فهمنا، ولكن الإنسان ينبغي أن يتجنب المعصية ويطاردها في مراحلها الأولى، فإن وقع في المعصية –لا قدر الله–، فإن عليه أن يعجل بالتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ويكثر من الاستغفار.
واعلمي أن الطاعة لله باب من أبواب النجاح والتوفيق، والقوة والخير والنجاح والرزق، فاحرصي على أن تكوني مطيعة لله تبارك وتعالى، ونشكر لك الرغبة في حفظ كتاب الله تبارك وتعالى، لكن نحن نريد أن يكون هناك تنظيم للوقت، فالقرآن تستطيعين أن تحفظيه، وهذه رسالة للمسلمة ليس في سنة معينة أو شهر معين، بل في حياتها ينبغي أن تكون في صحبة كتاب الله تبارك وتعالى، لكن نريد أن يكون هناك تنظيم للوقت، فإذا أردت الحفظ فليكن مع الصلوات، ثم بعد ذلك تقبلي على جدول المذاكرة المرتب، ثم تشجعي نفسك ولو كان الإنجاز قليلا ليأتيك بعد ذلك الكثير.
إذا صعبت عليك مسألة فحاولي أن تعرفي من المعلمة أو الدكتورة في الجامعة، تسألي عن كل أمر مبهم، حتى تكون الأمور أمامك واضحة، نتمنى أن تنظمي وقتا للمذاكرة من البداية، فلا تضيعي الوقت في التأسف على ما مضى، ولا في الحزن على من نجحن بالغش والكذب والزور، فكوني أنت صادقة، واعلمي أن من ينجح بهذه الطريقة يفقد الثقة في نفسه، حتى ولو نجح ونال وظيفة، فإنه يصبح من النوع المنهزم الهزيل الذي لا يثق في نفسه.
وندعوك مرة أخرى إلى تنظيم جدول للمذاكرة، وستنالين أعلى الدرجات بتوفيق رب الأرض والسموات، ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والسداد.