السؤال
السلام عليكم.
أحسن الله إليكم، أنا شاب في الثامنة والعشرين، تزوجت منذ سنتين وبعد الزواج لم أدخل، وبعد الكشف الطبي علمت أني أعاني من ضعف جنسي، وكان تشخيص الطبيب: مرض بيروني, ضيق في الشريان (mild), نشاط العصب (abnormal)، الانتصاب الصباحي لا يحدث, وإذا حدث لا يكون كاملا ولا يستمر دقيقة، ولم أستجب للعلاج العادي (الحبوب التي تؤخذ عن طريق الفم بكافة أنواعها), وأخذت إبرة في القضيب، استمر الانتصاب بعدها أكثر من أربع ساعات، ولكني لم أدخل، قيل لأن زوجتي مسحورة وما شابه، ثم طلقتها بعد ستة أشهر من الزواج، ولم أدخل بها!
رجعت إلى الطبيب وسألته عما يسمى بالدعامة، فقال أني لست بحاجة إلى تركيب دعامة، وأعطاني عدة جلسات (electric &vibrations) تحسنت بعدها قليلا وازدادت الاستجابة لحبوب الفياجرا وما شابهها، لكني لم أشف تماما.
مشكلتي أني أحيانا أشعر برغبة شديدة في الزواج، ولكن كيف أصارح أهل من أريد خطبتها بذلك؟ أفكر أحيانا في الزواج سرا دون علم أهلي ثم أعلن بعد الدخول، أو أتزوج أرملة لتكون المهمة أسهل، خاصة أني أجد رهبة شديدة عند الجماع في بداية الأمر، لأن فض غشاء البكارة يمثل لي شبحا وعائقا شديدا لا أستطيع تجاوزه!
أخاف من تكرار الفشل -عياذا بالله- وأخاف من كلام الناس والفضيحة، فما نصيحتكم لي -أثابكم الله-؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في البداية: يجب تقييم الحالة بصورة دقيقة، وذلك لبيان أسباب ضعف الانتصاب وكيفية علاجه؛ فمن خلال ما ذكرت يتضح أن هناك مشكلة في الأعصاب المغذية للذكر؛ مما أدى لاستمرار الانتصاب لمدة 4 ساعات بعد الحقن الموضعي في الذكر، وهو ما يؤدي لتشخيص ضعف الانتصاب نتيجة خلل في الناحية العصبية، وهو ما يحتاج للعرض على طبيب ذكورة للفحص وبيان أسباب ذلك: هل من مشكلة في العمود الفقري؟ وفي أي فقرة؟ أم هناك تاريخ مرضي لأي مرض عصبي؟
وفي الغالب يكون العلاج بمحاولة الوصول للسبب وعلاجه، مع عمل فحص للهرمونات، وقد يكون الحل في الحقن الموضعي في الذكر بجرعات بسيطة جدا؛ لضمان الانتصاب الجيد، وفي حال عدم نجاح ذلك، أو وجود مانع طبي؛ فقد يكون هناك لجوء لعمل دعامة داخل الذكر في حال فشل الحلول الأخرى.
لذا؛ أرى أفضلية العرض على طبيب ذكورة للفحص، وتحديد الحالة بدقة قبل الإقدام على خطوة الزواج لمعرفة كيفية العلاج وطريقة تناوله، كي تكون الأمور واضحة قبل الزواج.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجنسية والتناسلية وأمراض الذكورة
وتليها إجابة د. مأمون مبيض استشاري الطب النفسي.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
شكرا لك على الكتابة إلينا.
بالإضافة لما ذكره الفاضل/ د. إبراهيم زهران، حول ضرورة الفحص الطبي المناسب، للوصول للتشخيص السليم، ومن ثم العلاج، فإن للجانب النفسي أهمية كبيرة في مثل هذه الحالات، وخاصة بما ذكرته من رهبتك في فض غشاء البكارة، وبسبب التجربة السابقة لعدم الدخول.
من المعروف أن الإنسان قد يحمل فكرة غير واقعية عن غشاء البكارة، وما يمكن أن يحدث له، وخاصة عندما تحمل الفتاة الزوجة مثل هذه الأفكار مما يعيق الجماع معها، وقد يؤدي لـتأخير الجماع لزمن طويل، وهي حالة نفسية معروفة، وفي بعض الأحيان قد يصيب هذا الخوف الزوج فيشعر بضعف الانتصاب الجنسي بسبب هذا القلق، والخشية أن يحدث ما يؤذي من خلال الإدخال، وكل هذا الخوف لا مبرر له، ومعظم حالات الخوف والرهاب لا مبرر لها، وهذا أصلا عنصر هام في تعريف الرهاب، أنه غير معقول وغير منطقي.
في معظم الحالات لا يحدث الإدخال للزوجة البكر أي إزعاج، بل حتى قد لا تشعر الزوجة بأي شيء، لأن الغشاء في معظم الحالات عبارة عن غشاء رقيق، سهل الانثقاب، وهو خال من الألياف العصبية مما يجعله لا يتأثر بالألم أو ما شابه ذلك. ولا تخرج عادة كمية من الدم كما يتصور البعض، وإنما هي نقطة أو نقطتان أو مجرد وشحات خفيفة قد لا ينتبه لها.
وهناك أيضا ما نسميه عادة "قلق الأداء" أي أن الإنسان، يشعر ببعض القلق والارتباك لأن عليه أن يقوم بأداء مهمة ما أمام زوجته، مما يجعل الشخص يشعر بالارتباك والحرج، وهذا ما يزيد من احتمال العنة أو ضعف الانتصاب. ولذلك فغالب حالات عدم الانتصاب عند الأزواج الجدد تعود لأسباب نفسية وهي تزول مع الوقت. وستلاحظ أن هذا القلق والارتباك يخف مع الوقت وخاصة عندما تشعر بالاطمئنان.
هل الطلاق الذي تم مع زوجتك طلاق بائن لا رجعة فيه، أو أن هناك مجال للعودة لمطلقتك، ولعلك تسأل في هذا من العلماء، أو أن تقدم على الزواج من أخرى، ولكن ربما بعد أن تقوم بالفحص الطبي المناسب الذي نصح به د. إبراهيم زهران.
وفقك الله، ويسر لك حياة زوجية هانئة وسعيدة، ورزقكم الذرية الصالحة.